واسيني الأعرج في ملتقى حول الرواية والسينما في "إمدغاسن"

سيناريو فيلم "الأمير عبد القادر" يشارف على الانتهاء

سيناريو فيلم "الأمير عبد القادر" يشارف على الانتهاء
الروائي واسيني الأعرج
  • 205
عبد السلام بزاعي عبد السلام بزاعي

نظّمت محافظة المهرجان الثقافي الدولي للسينما "إمدغاسن"، ملتقى حول الرواية والسينما، نشطها الروائي واسيني الأعرج، أحد أبرز الأصوات الأدبية المعاصرة في العالم العربي، وصاحب تجربة إبداعية غنية، ساهمت في إثراء المكتبة الثقافية والفكرية بأعمال روائية وفكرية تُرجمت إلى عدة لغات.

الملتقى الذي حضره عدد من المثقفين والمختصين في السينما، جاء بهدف تعميق النقاش حول العلاقة المتجذرة بين الرواية والسينما، وكيف يمكن أن يتحول النص الأدبي إلى صورة حيّة على الشاشة، في تلاقٍ يفتح آفاقاً جديدة أمام المبدعين والمخرجين على حد سواء. 

وقد أدار اللقاء واسيني الأعرج باحترافية كبيرة اعتماداً على خبراته الميدانية. وحوّل منصة قاعة العروض بالمسرح الجهوي بباتنة، إلى فرصة استثنائية لتبادل الأفكار حول تحويل الأدب إلى سينما، واستعراض تجارب عالمية وعربية ناجحة، فضلاً عن إضاءته التي سلطها على التحديات التي تواجه هذا المسار الإبداعي.

وكشف واسيني الأعرج عن تفاصيل مشروع فيلم "الأمير عبد القادر" المقتبس عن روايته الشهيرة "الأمير"، والتي شارفت مرحلتها الأولى من إعداد السيناريو، على الانتهاء. وأضاف أن المادة التي جُمعت خلال ستة أشهر، ستوضع تحت تصرف كاتب السيناريو والمخرج، اللذين سيتم اختيارهما لاحقاً.

وركّز واسيني الأعرج على العلاقة المتوترة والجدلية بين الرواية والسينما، وهي علاقة ماتزال تثير الجدل بين النقاد والقراء وصنّاع الفن. وأشار إلى أن الأعمال الأدبية طالما كانت مادة مغرية لصنّاع السينما والتلفزيون، الذين يتسابقون في تحويل النصوص إلى مشاهد حيّة، مشحونة بالمشاعر.

وناقش واسيني مسألة التحوّل من النص المكتوب إلى الصورة البصرية، مبرزاً أن العمل السينمائي لا يمكن أن ينقل الرواية بحذافيرها، إذ يتطلب الأمر تكثيفاً واختزالاً لمئات الصفحات في ساعتين فقط، ما يؤدي، بالضرورة، إلى سقوط بعض أفكار المؤلف. وأضاف أن المخرج لا يعيد إنتاج النص، بل يُقدّم رؤيته الخاصة من خلال ما يُعرف بـ«التأليف داخل التأليف"؛ أي الانتقال من كثافة الكتابة إلى كثافة الصورة، والدخول في حيّز جمالي مختلف.

وشدّد الأعرج على ضرورة أن يكون التخييل في العمل الأدبي والفني، مرتبطاً بإبدالات فنية وجمالية، بعيداً عن النزعة الواقعية البحتة، التي تُختزل في المحاكاة، والتمثيل المباشر للواقع.

وامتد النقاش في هذا اللقاء، إلى إشكالية حساسة تتعلّق بتدخل السياسة في مسارات تحويل الروايات إلى أفلام. واستشهد الأعرج في هذا السياق، بتجربة مثيرة للجدل تخص رواية "الهجوم" (L’Attentat) للكاتب ياسمينة خضرا، التي صدرت سنة 2005، وتحوّلت إلى فيلم سينمائي عام 2012. 

وقدّم واسيني إجابات عن حدود مسؤولية الكاتب بعد بيع حقوق نصّه، وآليات حماية الرواية من "التشويه" عند تحويلها إلى الشاشة.

وتساءل الأعرج، أيضاً، عن سرّ العقود التي لا تحدد آجالاً زمنية لإنتاج الفيلم بعد بيع الحقوق، مستشهداً بتجربته الخاصة مع روايته "ليالي إيزيس كوبيا.. 300 ليلة وليلة في جحيم العصفورية" حول حياة مي زيادة، والتي اشترت إحدى الشركات حقوقها، لكنها لم تُنتَج بعد؛ لأسباب إنتاجية وشخصية، من بينها خلافات مرتبطة بالممثلة المصرية منى شلبي، التي كانت مرشحة لأداء الدور الرئيس.


أصداء المهـرجـان:

الممثل السوري سلوم حداد: "الجزائر قادمة .."

أعرب  الممثل السوري سلوم حداد، عن امتنانه بتواجده بالجزائر للمشاركة في الدورة الخامسة من مهرجان السينما إمدغاسن الدولي، مثنيا على محافظة المهرجان التي كرمته بالمناسبة. ولفت انتباهه الحضور المكثف للشباب الذين رآهم بذرة أبطال المنطقة، متفائلا بصورة جديدة لجزائر قادمة. وقال إن المهرجان  منصة مهنية، وجزء من خطة استراتيجية، تهدف إلى دعم وتطوير صناعة سينمائية مستدامة، قادرة على المنافسة إقليميا ودوليا. 

وانبهر سلوم بجمال المدينة، وشبابها، قائلا: "لم أكن أتوقع ما وقعت عليه عيناي من تنظيم رائع، سيمّهد، مما لا شك فيه، لنجاح هذا المهرجان". وأضاف أنه يهدف إلى خلق بيئة احترافية متكاملة، تربط المشاريع السينمائية العربية بفرص التمويل والإنتاج المشترك والتوزيع، ضمن برنامج متنوع يشمل سوق المشاريع للأفلام الطويلة والقصيرة في مراحل التطوير والإنتاج وما بعد الإنتاج، وجلسات تقديم أمام لجان من المنتجين والخبراء، وورش عمل احترافية في كتابة السيناريو، والتسويق السينمائي، مراهنا على جلسات ماستر كلاس يقدمها صنّاع أفلام.

الكاتب المسرحي العربي بولبينة:

"المهرجان داعم لأصوات شبابية محلية"

يرى الكاتب المسرحي العربي بولبينة، أن ديمومة المهرجان خطوة تساهم في الحركة السينمائية لبناء بنية تحتية لصناعة سينما احترافية في الجزائر، تدعم الأصوات الإبداعية المحلية، وتوفر لها سبل الوصول إلى الأسواق العالمية.

وأوضح بولبينة ـ وهو مدير الإعلام بمحافظة المهرجان في هذه الطبعة ـ أن  الطموح يمثل ركيزة محورية في برنامج المهرجان، ومبادرة مستمرة تتجاوز حدود الفعالية لتشكل مشروعا استراتيجيا طويل الأمد. كما تطرق لأهمية الموقع الأثري لضريح إمدغاسن، الذي اتخذ منه المهرجان التسمية. وهو يعكس، بحسبه، النبش في الموروث الثقافي الذي ترخر به المنطقة. ويراه داعما أساسيا للترويج سياحيا واقتصاديا، فضلا عن الترويج الفني، الذي يهدف إليه هذا المهرجان بعد ترسيمه دوليا، مثنيا في هذا الخصوص، على جهود الوزارة في الموضوع.

مديرة الثقافة أميرة دليو:

نعمل على جعل "إمدغاسن" سلاحاً ناعماً

أكدت أميرة دليو، مديرة الثقافة بالولاية، أن المهرجان ومن خلال أهدافه، يسعى لتقديم الإضافة؛ للتأكيد على ما تبذله الدولة الجزائرية في مجال الصناعة السينماتوغرافية. وأضافت أن هذه الدورة في بعدها الدولي بعد ترسيم المهرجان، سيسعى من خلالها المنظمون، ليجعلوا من المهرجان سلاحا ناعما ترفعه الجزائر اليوم، لرفع التحدي، ولتوثيق تاريخها وحضاراتها. واستطردت أن الدورة ستشكل المقاربة التجارية السياحية الثقافية والاقتصادية.