دار الثقافة "مالك حداد" بقسنطينة

"سيرتا تقرأ".."بين التراث والأدب"

"سيرتا تقرأ".."بين التراث والأدب"
  • القراءات: 1182
ز. زبير ز. زبير

احتضنت دار الثقافة "مالك حداد" بقسنطينة، أول أمس، فعاليات الطبعة الأولى للملتقى الجهوي "سيرتا تقرأ"، من تنظيم دار الثقافة بالتنسيق مع نادي "تنوين"، وجاء هذه المرة تحت شعار "سيرتا بين التراث والأدب"، بمشاركة 18 كاتبا و12 ناديا مختصا في الثقافة والأدب.

حسب السيدة أميرة دليو، مديرة دار الثقافة "مالك حداد" بقسنطينة، فإن هذه التظاهرة عرفت أبوابا مفتوحة على نوادي القراءة من العديد من المناطق، على غرار ميلة، وتاجنانت، والطارف، وسوق أهراس، وقالمة، وسكيكدة، وأم البواقي، وعنابة وسطيف، الذين جاءوا محملين بإبداعاتهم التي تم عرضها أمام جمهور دار الثقافة، مضيفة أن التظاهرة عرفت، أيضا، تنظيم بيع بالتوقيع والإهداء لإصدارات جديدة لثلة من الأدباء والشعراء، على غرار مسعودة مصباح، ووردة بوعافر بوشامة وزهور ربيحي. وأكدت دليو أن هناك مسعى لتوسيع المشاركة في هذا الملتقى، حتى يأخذ صبغة وطنية بمشاركة مختلف ولايات الوطن، مع التفكير، مستقبلا، في إطلاق طبعة عربية، واستقبال مختلف المشاركين والمبدعين في الساحة الأدبية العربية، وفتح أبواب المدينة للتعريف بثقافة سيرتا العريقة. وقالت إن الفرصة كانت سانحة خلال الملتقى لربط الأدب بالتراث؛ من خلال تنظيم معرض للباس التقليدي المميز لسيرتا، وبعض التحف الفنية النحاسية على أنغام المالوف.

ومن جهته، أكد السيد نور الإسلام بوطمين رئيس نادي "تنوين" لولاية قسنطينة الذي يعنى بالحركة الثقافية والأدبية ويهدف إلى ترسيخ فكرة القراءة وجعلها عادة يومية، أكد أن مثل هذه التظاهرات تشجع على بعث وتشجيع القراءة بين مختلف شرائح المجتمع، خاصة أن هذه الفعالية حركت المشهد الثقافي بالولاية، وسمحت للقراء باللقاء المباشر مع الأدباء والكتّاب. وقال إن التظاهرة استقطبت عددا معتبرا من الشباب المهتمين وكذا الأطفال، مضيفا أن عددا من الكتّاب عرضوا آخر إصدارتهم، على غرار رامي لحمر، الذي عرض كتاب "غياهب"، وحنان بركاني التي عرضت "ثمانية يبتلع الحكاية". واعتبر السيد بوطمين أن مثل هذه التظاهرات تساهم في إعادة الشباب إلى الكتاب وتصفح أوراقه، مضيفا أن الكتاب يُعد، في حد ذاته، معرفة وعلما، ويُعتبر أيضا وسيلة اتصال بين مختلف الثقافات والشعوب. وقال إن جائحة كورونا أثرت على النشاطات الثقافية للنادي، موجها نداء إلى السلطات المحلية وحتى المركزية لدعم الفعل الثقافي. وأشار إلى أن هناك وعودا من وزارة الثقافة لدعم مبادرات مثل هذه النوادي الأدبية والثقافية.

أما الكاتب حمزة لعرايجي من ولاية سكيكدة الذي قدّم إصداره الأخير "شيزوفرينيا، فقد ثمّن مثل هذه المبادرات. وأكد في دردشة مع "المساء"، أن معرض الكتاب والبيع بالتوقيع لآخر إصدارات عدد من الكتّاب، يُعد، في حد ذاته، لفتة حسنة، ويشجعهم ككتّاب على المزيد من العطاء والتبادل الثقافي في هذا المجال الواسع. وكشف عن أن روايته الأخيرة متوفرة على منصة "غوغل بلاي" لمن يريد تحميلها بالمجان. وعبّرت الكاتبة آمال قنادز من قسنطينة التي عرضت رواية "وفرّقتنا الإثنية" الذي يُعد عملها الأدبي الثاني بعد سلسلة "الطفل المهذب"، عبّرت عن مدى إعجابها بهذه المبادرة التي وصفتها بالجميلة والفعالة في تعزيز الفعل الثقافي، والتي تساهم في التعارف بين الكتّاب وتبادل الخبرات، لتقدم شكرها للقائمين على هذه المبادرة، التي سمحت لهم بالتعريف بأعمالهم الأدبية، والاطلاع على آراء القراء للوقوف عليها مستقبلا.

وأكد الأديب والشاعر فضيل عبد الناصر دردور الذي شارك بكتاب "تباعد الرؤى" (باللغة الفرنسة)، أكد أن مثل هذه التظاهرات واللقاءات يُعد مكسبا للأديب في ظل قلة هذه المبادرات. وزاد في الطين بلة جائحة كورونا، التي أغلقت أبواب الهياكل الثقافية لعدد من الأشهر، قبل أن تسمح الوزارة الوصية لدور الثقافة بفتح المجال أمام الإبداع من جديد، مضيفا أن هذا الملتقى فرصة لمعرفة تفكير الأدباء الشباب والاحتكاك بهم، متمنيا تواصل مثل هذه المبادرات وتعميمها على المستوى الوطني. وقال في تصريح لـ "المساء"، إن مشكل العالم العربي هو نقص القراءة بعدما هجرت مختلف الشرائح "خير جليس"، معتبرا أن القراءة هي مفتاح تطور الشعوب، وباب من أبواب تحصيل المعارف.

وللإشارة، عرفت التظاهرة تنظيم أمسية شعرية بالمقهى الثقافي "حليمة تواتي" على وقع وصلات موسيقية من المالوف، في حفل فني نشطه الفنان صلاح الدين خالدي. تخلَّلها توزيع جوائز على الفائزين في مسابقة "يوم العلم" للعلاّمة عبد الحميد بن باديس. كما عرفت التظاهرة تنظيم أبواب مفتوحة على نوادي القراءة من مختلف الولايات، وورشات لنادي "تنوين"، مع بيع الكتاب الجامع لهذا النادي بجزءيه، والذي ستعود مداخيله لفائدة الأطفال مرضى السرطان.