"العهد الآتي في ظل الثورة الصناعية الرابعة"..

سناجلة يتنبأ بمستقبل الحياة والأدب عام 2070

سناجلة يتنبأ بمستقبل الحياة والأدب عام 2070
  • 840
م. ص م. ص

صدر، حديثا، كتاب "العهد الآتي في ظل الثورة الصناعية الرابعة" للكاتب محمد سناجلة عن وزارة الثقافة الأردنية، سلسة "فكر ومعرفة" . ويتناول الكتاب الذي جاء في سبعة فصول، مختلف التحديات التي تطرحها الثورة الصناعية الرابعة في شتى مناحي الحياة.

تناول الفصل الأول من الكتاب "مستقبل الموت" ، محاولا الإجابة عن سؤالين رئيسين، وهما "هل الموت قدر لا مفر منه، أم مشكلة تقنية يمكن حلها؟" ، و«هل الموتى أناس قضوا للأبد أم أشخاص بحاجة إلى إنقاذ؟"، ليحاول الكاتب في هذا الفصل، الإجابة عن هذا السؤال المفصلي بعيداً عن أطروحات الفلسفة والأدب، وقريباً جداً من التطوّرات التقنية والعلمية وآفاقهما المستقبلية، وصولا إلى عام 2050؛ حيث يتوقع العلماء حل هذه المشكلة التي تسمى الموت.
وجاء الفصل الثاني تحت عنوان "مستقبل الطب والمرض"، مستشرفاً انتهاء أمراض السرطان، والعمى والسمع، ومتنبئاً بأن الكآبة ستكون مرض العصر القادم في ظل المعطيات والتطورات الكبيرة الحالية والمستقبلية التي تقدّمها الثورة الصناعية الرابعة.
أما الفصل الثالث فجاء تحت عنوان "مستقبل الوظائف والعمل". ويتحدث عن التحديات الكبيرة التي يطرحها الذكاء الاصطناعي على سوق العمل؛ حيث من المتوقع أن يتم الاستغناء عن نحو 85 مليون وظيفة ومهنة حالية، لكن الكاتب يستشرف في المقابل، الفرص الكثيرة التي تطرحها الثورة الصناعية الرابعة لسوق العمل؛ إذ سيتم توفير نحو 90 ألف وظيفة ومهنة جديدة مقابل المهن والوظائف التي انتهى زمنها.
ويتحدّث الفصل الرابع من الكتاب، عن مستقبل الزراعة والغذاء، موضحاً أن الزراعة الرقمية ستقود مستقبل الإنتاج الغذائي في العالم خلال العقود المقبلة، ومؤكدا أن التحول إلى الزراعة الرقمية أمر حتميّ مع ازدياد أعداد البشر، وحاجتهم المستمرة للمزيد من الطعام.
أما الفصل الخامس فيتحدث عن "مستقبل الإنترنت" ، مشيراً إلى أن إنترنت المستقبل ستتجسد في الميتافيرس، التي هي عبارة عن جسر تقني بين عالمين.
ويتناول الكاتب بالتفصيل الصراع على الميتافيرس بين كبرى الشركات العالمية والدول التي تحاول السيطرة على إنترنت المستقبل، وكذلك الفرص الاستثمارية الكبرى التي تتيحها الميتافيرس، وخصوصاً في قطاع العقارات الرقمية.
وجاء الفصل السادس مختلفاً في عنوانه، الذي يؤكد أن "الذكاء الاصطناعي هو المستقبل" ، وهو جوهر هذا الكتاب، بل روح الثورة الصناعية الرابعة.
ويطرح الكاتب عدداً من الأسئلة الجوهرية؛ مثل "هل يمكن أن يصبح للذكاء الاصطناعي روح كالبشر؟" ، و"هل يمكن أن يتحد العقل البشري مع العقل الاصطناعي لتشكيل إنسان جديد خارق؟".
أما الفصل السابع والأخير فقد أفرد الكاتب له مساحة واسعة، وجاء تحت عنوان "مستقبل الأدب والرواية في ظلّ الثورة الصناعية الرابعة" ، متنبئا بولادة إنسان جديد أطلق عليه اسم "الإنسان المنغمس" ، وهو الإنسان المنخرط تمامًا في العالم الافتراضي؛ أي أنّه سيستخدم كافة حواسه الخمس، فهو يُحسّ ويرى ويسمع ويشم ويتذوّق داخل هذا العالم، وهو مختلف عن الإنسان الافتراضي الذي لم يكن قادرا في ظل الثورة الثالثة، على استخدام حواسه الخمس كافة، وهذا هو الفرق الأساس بين الإنسان الافتراضي والإنسان المنغمس.
ويوضح الكاتب أن هذا الإنسان الجديد بمجتمعه الجديد، بحاجة إلى أدب مختلف، ورواية من نوع آخر للتعبير عنه، مؤكداً أنّ أدب ورواية "الواقعية الرقمية" هو أدب المستقبل.
ويشرح الكاتب نظرية الواقعية الرقمية بإسهاب، مستعرضاً "الواقعية الرقمية /النظرية العامة" ، التي تتحدّث عن الشكل والأسلوب، و«الواقعية الرقمية/ النظرية الخاصة" التي تتحدّث عن الإنسان المنغمس بمجتمعه الجديد.