تواصل المهرجان الدولي للمالوف الـ11

"سفراء وأبناء المدينة" و"سلاميات ليبيا" يتألقون في السهرة الثالثة

"سفراء وأبناء المدينة" و"سلاميات ليبيا" يتألقون في السهرة الثالثة
  • 773
مبعوثة "المساء" إلى قسنطينة: دليلة مالك مبعوثة "المساء" إلى قسنطينة: دليلة مالك

احتضنت قاعة العروض الكبرى أحمد باي في الليلة الثالثة من المهرجان الدولي للمالوف، ستة من ألمع مغني هذا اللون الفني، قدموا عروضاً استثنائية ألهمت الجمهور ونقلته إلى عالم من اللحن الرائع النابع عن تراثنا الموسيقي الأصيل، بأداءات مذهلة تعبّر عن التراث الثقافي الغني وتأسر قلوب المستمعين.

تميزت هذه الليلة بمشاركة كبار الفنانين في هذا النوع الموسيقي، بما في ذلك مراد فرقاني ومبارك دخلة وفاتح روانة ومروان بلعلى وكمال بناني، إلى جانب فرقة شهداء كعام للمالوف والموشحات والسلاميات من ليبيا التي حظيت بتكريم خاص.

وتمحورت الفعاليات حول موضوع "سفراء وأبناء المدينة"، حيث غنى هؤلاء الفنانون المالوف بكل رونقه، وجذبوا إعجاب وتصفيق الجمهور الحاضر الذي شعر بالانتقال إلى عالم الآباء والأجداد من خلال الألحان المميزة.

استطاع الفنان كمال بناني من عنابة أن يسحر الحضور بأداء نوبة الحسين وأثار فيهم الحنين العميق وردود الفعل الحارة. وعبر عن أهمية المحافظة على تراثنا من خلال هذه المناسبات وأشاد بالمشاركة الواسعة للفنانين الشباب الذين يشكلون الأمل في مستقبل المالوف واستمرارية تفاعل الجمهور معه.

من جهة أخرى، قدم مبارك دخلة من عنابة مجموعة متنوعة من الأدوار وقدم في طبع الحوزي بأسلوبه المميز. وأعرب عن سعادته بعودة المهرجان إلى وطنه وشكر المنظمين والجميع الذين ساهموا في نجاحه، معبراً عن امتنانه للفرصة التي أتيحت له بأن يكون أمام جمهور واعٍ في قسنطينة.

وأكد مبارك دخلة أن المالوف ينعم بصحة جيدة ويشهد اهتمامًا متزايدًا وطلبًا قويًا. وأشار إلى أن الشباب في الشرق يتجهون بشكل متزايد نحو هذا الفن الرائع، وأن وسائل التواصل الاجتماعي سهلت التواصل بين الأجيال القديمة والجديدة في كل المدن الجزائرية وساهمت في المحافظة على المالوف والموسيقى الكلاسيكية الأخرى.

وقدم فاتح روانة من سكيكدة تجربة مميزة بتنوعه وقدم مقاطع من نوبة الزيدان واثنين من الأنشودة المرافقة. وأكد أهمية إنشاء المزيد من الجمعيات لضمان استمرارية تعلم وانتشار المالوف.

كما استطاع مراد فرقاني أن يأسر قلوب جمهوره بأداء نوبة المايا وأدى التكريم لوالده ببراعة وذوق رفيع. وشدد على أن المالوف يتوارث في عائلته من جيل إلى جيل وأنه يحتاج إلى جدية ومجهود لتحقيق النجاح في هذا المجال.

أما مروان بلعلى من قسنطينة، فقد أسر الحضور بأداء المزموم. واختتمت الليلة بأداء مميز لفرقة شهداء كعام للمالوف من ليبيا، حيث قدموا قطعة من السلاميات المعروفة جدًا في ليبيا. وأشار قائد الفرقة عادل خليفة الطاهري إلى بعض الاختلافات بين المالوف الليبي والجزائري من حيث الإيقاع والموشحات، ولكنه أكد على التشابه الكبير في النصوص. وختمت الليلة بتكريم مؤثر للفنانين الراحلين حمدي بناني ومعمر بن راشي.