الشاعرة نورا القطني لـ "المساء":

رمضان يزيدني إلهاما وطوقا للكتابة

رمضان يزيدني إلهاما وطوقا للكتابة
  • 943
ع. بزاعي  ع. بزاعي

نورا القطني شاعرة ونشطة في الحركة الجمعوية بباتنة، برزت بشكل ملفت في المدة الأخيرة من خلال أشعارها في ديوانها الأول "عين تقتات من الزمن"، الذي يلخص منبع الإبداع في ذاتها. تبوح في حديثها إلـى "المساء"، عن تجربة أول رمضان تقضيه ببيتها؛ إذعانا لمتطلبات الوقاية من جائحة كورونا .

قالت الشاعرة إن استعداداتها للشهر الفضيل تمثل جزءا من محاولاتها التكيف مع وضع فرضه الوباء، ألزمها البيت لأول مرة للتفرغ كلية لتنويع مائدة رمضان. وأوضحت أن الأصناف التقليدية لتنويع مائدة رمضان تستهويها في هذا الشهر المعظم الذي يزيد فيه إلهامها طوقا للكتابة الشعرية والقصصية. وأضافت أن الخيال دائماً يكون مصاحباً للإبداع في الشهر الفضي؛ لذلك فإن المبدعين من الكتاب والشعراء يمتلكون خيالا قويا نشيطا يواكب نفحات الصيام. وأكدت نورا أن ثمة من الطقوس التي لا يمكن بأي حال من الأحوال، أن تزول في وجود بذرة خصبة من الشباب المسلم المحافظ  وما تقوم به الأسر في تربية الأولاد وفق ما تقتضية الشريعة الإسلامية، وتحفيز الأطفال على الصيام واعتياده. وتأسفت لزوال العديد من الطقوس المميزة لشهر رمضان بمنطقة الأوراس. وأضافت أن للحداثة والعصرنة الأثر الكبير في زوالها. وأكدت على ضرورة  الحفاظ على التقاليد وتوريثها الأجيال.

وتقضي نورا أوقاتها بين المطبخ وقراءة القرآن وكتابة الأشعار، حسبما  أوضحت، مضيفة أن مجالسة أفراد العائلة إلى وقت السحور وغيرها من الأمور الروحانية الخاصة بها كـمواظبتها على صلاة التراويح والاعتكاف في العشر الأواخر، متعة لا تعوَّض.

وبخصوص الأطباق التي تستهويها ومن صنع أناملها تفضل نورا تحضير ‘’الرفيس التونسي’’ والزيراوي وخبز الدار الذي يلازم صحن فريك الشربة، إلى جانب كأس اللبن الأصيل الذي يحضَّر بـ"الشكوة" وتنبعث منه رائحة العرعار.

وتستهوي نورا بعد الإفطار مشاهدة بعض المسلسلات المضحكة التي تدخل الأنس بعد الإفطار والتواصل مع الصديقات عبر الفضاء الأزرق، ومشاركة بعض الجمعيات نشاطها الثقافي عن بعد.

وعن أعمالها المرتقبة خلال الشهر الفضيل قالت نورا: "أنا لا أعتبر الشعر ذنبا جميلا وليس بإمكاني تلطيف قصص بأبيات شعرية، وهي في مجملها  مجموعة محاولات أستغلها في هذا الشهر لأتمم قصة زهراء وديواني الثاني الذي سيصدر لي قريبا بعنوان "ريح في أذن المنفى" في أكثر من مائة صفحة، ويضم قصائد شاملة لمواجع الأمة اجتماعيا وثقافيا. ولقد وظفت فيه "(السيميائية) في أدق المفاهيم، واحتكمت إلى التعاليق بين الدوال والمداليل". واستطردت في القول إنها ستبحث في الإضافات الشعرية بلغة وترتيب جديد تنطوي في تصوراتها لمد البعد الجمالي في التكثيف اللغوي واعتماد التنوع بأكثر وعي وثقافة.

للإشارة، تُعد نورا شاعرة الذات التي تستلهم كتاباتها من طقوسها القروية انتماء لربوع الأوراس الكبير الضارب في عمق الحضارة والتاريخ، من أبرز الشاعرات الأوراسيات، كتبت في مجال الشعر والأدب والعمودي والنثري والقصة الصغيرة والهايكو.. والنصوص والمذكرات. ومن مؤلفاتها "عين تقتات من الزمن"، و"ريح في أذن المنفى". شاركت بقصيدتين في كتاب "العرين جميلات الجزائر" الذي طبع بمصر. وشاركت بقصيدة في كتاب "أحداث 08 ماي 45"، وهو تحت الطبع. كما شاركت بقصيدتين في ديوان "أطفال سوريا"، وهو ديوان مغاربي شاركت فيه شاعرات الجزائر وتونس والمغرب.

وسبق لنورا أن شغلت منصب نائب ثان باتحاد الملكية الفكرية فرع ولاية باتنة، وهي عضو باتحاد الكتاب الجزائريين.. مسؤولة بمنتدى راديو فلسطين، ومشرفة براديو صوت فلسطين، ومشرفة بمجلة راديو مدى فلسطين  وسفيرة الصداقة والتسامح الدولي بالتعاون مع حركة السلام بإفريقيا.