إحياء مئوية ميلاد المايسترو مصطفى اسكندراني

رفيق ”البيانو” ومكتشف النجوم

رفيق ”البيانو” ومكتشف النجوم
مصطفى اسكندراني
  • القراءات: 1082
مريم . ن مريم . ن

أحيا الفنانون الجزائريون، أول أمس، ذكرى مئوية ميلاد العازف الشهير مصطفى اسكندراني، المولود في 17 نوفمبر 1920 بالعاصمة، يعد من رواد الموسيقى الجزائرية، كما له تجارب خارج الوطن، وظل لعقود يتبنى المواهب ويرافق الفنانين من مختلف الأجيال.

اشتغل المايسترو الفنان المرحوم مصطفى اسكندراني مع عمالقة المسرح كعازف موسيقي محترف، وكان من هؤلاء رشيد قسنطيني ومحيي الدين بشطارزي، كما كان المرحوم على رأس 50 موسيقيا جزائريا من فرقة الصنعة، الذين قاموا بإحياء أسابيع ثقافية جزائرية للموسيقى الأندلسية بمسرح الإليزي بباريس. عندما كان في سن الـ 17 سنة، التحق اسكندراني بنادي مولودية الجزائر لكرة القدم، وكان يقضي وقته في العزف على البيانو داخل مقر النادي، حيث كان يتلقى دروسا وتمرينات على أيدي أساتذة مثل محي الدين لكحل، الحاج مريزق، وغيرهما. ومن بين الذين تبنوه فنيا وعلموه الفن والصنعة عمه حبيب اسكندراني، فلقد علمه العزف على آلتي الكويترة والمندولين، ورغم ذلك بقي البيانو تلك الآلة الساحرة المحببة إليه أكثر من كل الآلات الأخرى، وحينها كان البيانو لا يستعمل كثيرا من طرف الفرق الموسيقية الأندلسية والشعبية.

في عام 1938، ضمه أحمد سبتي لفرقته الفنية، وكانت هذه المرحلة هي أولى بدايات حياة مصطفى اسكندراني الاحترافية، ليلتحق بعدها أيضا بالإذاعة كعازف على آلة البيانو مصاحب للسكاتشات (التمثيليات القصيرة)، التي كانت تقدم من طرف رشيد قسنطيني وماري سوزان، بعدها ضمه محي الدين بشطارزي لكي يصاحب فرقته كعازف على آلة البيانو في جولاته داخل الجزائر وخارجها، وشغل منصب المايسترو بأوبرا الجزائر إلى غاية عام 1956، وفي عام 1966، بدأ بالتدريس بمعهد الموسيقى بالعاصمة وبفروعه أيضا، منها الموجودة بالأبيار والحراش والقبة. في عام 1972، كان مصطفى اسكندراني على رأس خمسين موسيقيا جزائريا من فرقة الصنعة، قاموا بإحياء أسابيع ثقافية جزائرية للموسيقى الأندلسية بمسرح الإليزيه بباريس. اشتهر الراحل اسكندراني بعبقريته في العزف على البيانو وكان محترفا في تطويع هذه الآلة الغربية لأداء موسيقى التراث الجزائري، وكان من العازفين العرب القلائل الذين نبغوا على هذه الآلة .

يبقى مصطفى اسكندراني من الوجوه الفنية الجزائرية التي تركت بصمتها في عالم الفن، وأصبحت مدرسة فنية رائدة بالجزائر، كما كان باحثا موسيقيا من الدرجة الأولى، وملحنا وضع ألحانا لطابع الشعبي والحديث تقدر بثلاثمائة لحن، أمثال يا عشاق الزين، مير الغرام، الحراز، الورقة، أمرسولي وغيرها. كانت له طريقته الخاصة وتقنيته في العزف، فأصبحت تدرس في المدارس الموسيقية بعد ذلك، توفي يوم 17 أكتوبر 2005 ودفن بمقبرة سيدي محمد بالعاصمة.