جوائز "أشبال الثقافة" في طبعتها الثالثة "الأخضر السائحي"
رعاية للمواهب ومرافقة بالدعم المادي والمعنوي
- 406
مريم. ن
احتضن قصر الثقافة مفدي زكريا، أول أمس، مراسم حفل توزيع جوائز "أشبال الثقافة" في طبعتها الثالثة التي تحمل اسم الشاعر الجزائري محمد الأخضر السائحي، والتي تهدف إلى تشجيع المواهب ورعايتها في شتى الفنون.
أكدت وزيرة الثقافة والفنون، السيدة مليكة بن دودة، في كلمتها أنها لا تخاطب مستقبل الجزائر فقط بل تخاطب حاضرها الحي، قائلة "أنتم لستم حلما مؤجلا ولا مشروعا ينتظر الغد، بل أنتم جزء من نبض هذا الوطن اليوم، بأفكاركم وأصواتكم ورسوماتكم وكلماتكم وأنغامكم، حضوركم هنا رسالة واضحة تقول إن الجزائر تزدهر بأبنائها منذ طفولتهم". كما أشارت المتحدثة إلى أن لكل طفل جزائري الحق الأصيل في معانقة الجمال والفكر منذ نعومة أظفاره، مضيفة "نحن ننظر إلى الثقافة كأداة لبناء "الإنسان الكامل"، فإذا كان التعليم يبني الملكات الذهنية، فالثقافة هي التي تصقل الوجدان وتغرس روح الانتماء".
اعتبرت السيدة الوزيرة أن مشاركة هؤلاء الأشبال في الجائزة تعني أنهم دخلوا عالم المنافسة، ولكنها منافسة شريفة ونبيلة، لا تقوم –حسبها- على الإقصاء بل على التحفيز، ولا تهدف إلى كسر الآخر بل إلى تطوير الذات، قائلة "المنافسة النزيهة تعلمكم كيف تثقون بأنفسكم، وكيف تحترمون غيركم، وكيف تتقبلون الاختلاف، وكيف تحولون التجربة الى درس، سواء فزتم اليوم او فزتم غدا".
أضافت "إن أسمى غاياتنا هي ضمان وصول الفعل الثقافي إلى أبعد نقطة في وطننا الشاسع، نحن نسعى لتكريس "العدالة الثقافية"، فمن حق الطفل في مناطق الظل والمداشر والقرى النائية أن يحظى بذات الفرص التي يحظى بها طفل الحواضر الكبرى، إن توفير الكتاب، والآلة الموسيقية، والورشة الفنية هو استثمار وطني في أغلى ما تملكه الجزائر: ذكاء أبنائها وخيالهم"، وبالمناسبة أيضا توقفت المتحدثة عند رمزية إطلاق اسم الراحل السائحي على الدورة.
كما تدخلت بالمناسبة رئيسة لجنة تحكيم الجائزة الدكتورة ليلى بن عائشة (أعضاء اللجنة هم يزيد بلعباس (عمو يزيد) ونسيمة بولوفة وآية رزايفية وابراهيم مردوخ، حيث قالت أن المشاركة كانت قوية منها مشاركة أبناء الجالية في الخارج، كما حيت أولياء المشاركين، وقدمت بالمناسبة جملة من الاقتراحات منها إعادة تهيئة شروط المسابقة كتحديد الفئات العمرية المشاركة لتكون أكثر شمولية من ذلك إدراج سن الـ17 سنة حيث يحرم أصحاب هذا السن من مسابقة الأشبال كما ليس لهم الحق في المشاركة في جائزة علي معاشي التي لا تقل عن 18 سنة، كذلك تحديد الأعمال المشاركة بعمل واحد فقط، وفصل الملف الإداري عن الإبداعي وإدراج الفنون الرقمية ،ومنع الفائز الأول من المشاركة في الطبعات القادمة وغيرها.
توج في فئة الأعمال الأدبية الخاصة بـ«اطفال الابداع" ( 7-11 سنة) في السرد كل من حياة بوداود من معسكر بعملها "فتاة القمر" بالجائزة الأولى، وتوجت بالثانية خليفة جنى ماما من وهران عن "قصتي مع الملكة"، وفي الثالثة توج معاذ عمران من العاصمة عن "مغامرات عالم الحشرات"، ودائما في السرد الخاص بالفائزين الفتيان (12 – 16سنة) فاز المعتصم بالله واثق من باتنة ب«رجل من المستقبل" وبالثانية بوخداش حفصة ليليا من بومرداس ب«هواجس البؤساء"، وفازت بني نور الهدى بالثالثة عن "ساعي البريد للرسائل المؤجلة".
في فئة الشعر (أطفال الإبداع) قررت لجنة التحكيم حجب الجائزة الأولى والثالثة في حين منحت الجائزة الثانية ليحيى طحاش، أما بالنسبة للفتيان ففاز في مجال الشعر بالجائزة الأولى علاق هزار من بسكرة عن "بيت الحجارة من الكبرياء"، وفاز بالثانية بن عبد الله إبراهيم من غليزان بـ«معلمي نجم لا يأفل" وبالثالثة بوشيرب مايا من العاصمة بـ«فلسطين الأبدية".
في مجال "الاعمال الفنية والتشكيلية"، (الأطفال المبدعون ) فازت بالأولى ماريا سعيدي من العاصمة بـ«شدوا بعضكم" والثانية ريم منصورمن كندا بـ«يطيب عيشي" ثم بوسماحة ليلى من كندا بـ«متى نستريح"، وفي الجوائز الخاصة بهذه الفئة المتوج فيها الفتيان المبدعون (12-16سنة) فازت بوفاتح ريتاج من الأغواط بـ«من عبق التراث" وبالثانية سعيداني ايلان من العاصمة بـ«قطعة موسيقية أمازيغية" ثم ريهوم آية بالثالثة بـ«قوم ترى".
في صنف "الفنون التشكيلية"، فقد تم تكريم الفائزين بالمراتب الثلاثة الأولى وهم صعدولي محمد غيلاس بـ«اتوزا الجزائر" وحريزي ايهم زياد "العم الصغير" وبوطبة لميس بإعادة رسم لوحة باية محيي الدين. فيما عادت الجائزة الاولى في فئة الفنون التشكيلية لخديجة بوصبيعة التي رسمت الراحل السائحي، في حين حجبت الجائزتين الثانية و الثالثة.
للإشارة، فقد تم بالمناسبة تكريم نجل الراحل محمد الأخضر السائحي وكذا الفنان العراقي جواد الأسدي والممثل الأردني منذر الرياحنة ، وتضمن الفقرات الموسيقية عرضا موسيقيا أندلسيا مع فرقة لجمعية أهل الفن مع نسرين بورحلة و أغان منوعة مع فرقة النور للفتيان المصابين بطيف التوحد جلبت الإعجاب والتفيق من القاعة وكذا المجموعة الصوتية لفرقة رنين الثقافية علما أن التنشيط شارك فيه الصغير عبد المجيد.