في الذكرى الثانية لرحـيله

رابح درياسة.. قامة فنية خالدة

رابح درياسة.. قامة فنية خالدة
الفنان رابح درياسة
  • 765
 ق. ث ق. ث

الفنان رابح درياسة، ابن مدينة البليدة، من أبرز القامات الفنية الوطنية، التي ستبقى خالدة ومحبوبة جيلا بعد جيل؛ إذ رغم رحيله لاتزال أغانيه تردَّد في المناسبات الوطنية، وفي أفراح الجزائريين، حسب ما أكد لوأج فنانون كانوا مقربين منه. فبعد مرور سنتين على رحيل هذا الفنان المتميز الذي وافته المنية يوم 8 أكتوبر 2021 عن عمر ناهز 87 سنة بمقر إقامته وسط مدينة البليدة، لاتزال ذكراه خالدة؛ إذ كان من أبرز القامات الفنية الأصيلة التي انفردت بصوت مميز، وأغان يحفظها ويرددها الكبير والصغير.

حسب شهادات العديد من الفنانين الذين حاورتهم وأج، سيظل رابح درياسة الذي ترك رصيدا فنيا ثريا، من أبرز الفنانين الجزائريين الذين انفردوا ببصمتهم الخاصة التي ميزته عن غيرهم؛ سواء من حيث ألحان أغانيه التي قام بتأليف وتلحين العديد منها، أو طريقة أدائه المفعمة بالأحاسيس.

وفي هذا السياق، أكد الفنان سمير تومي الذي يُعدّ من أبرز الفنانين الذين أعادوا أداء أغاني رابح درياسة، أنه كان له حظ التعامل معه عن قرب. وتعلم العديد من الدروس منه سواء على الصعيد الفني أو الشخصي، واصفا إياه بـ"الظاهرة التي لن تتكرّر". وقال تومي إن أكثر ما يميز ابن مدينة البليدة شخصيته القوية، والكاريزما العالية التي أكسبته احترام ومحبة جمهوره وزملائه الفنانين، وكذا تلامذته الذين لايزالون إلى غاية اليوم، يقتدون به. وأضاف الفنان تومي أن إعادة تأديته أغاني الفنان الراحل هي بمثابة تكريم لمشواره الفني الثري، مشيرا إلى أنه رغم أدائه العديد من أغانيه، إلا أن أغنية "يا الشمس" التي أداها في ثنائي مع المطربة فلة عبابسة، تبقى المحببة إلى قلبه.

وبدوره، وصف الفنان نصر الدين البليدي، الفنان رابح درياسة الذي تربطه به صلة قرابة، بـ«الأيقونة الفنية التي لن تتكرر، لافتا إلى أن أغانيه التي لاتزال تُطلب إلى غاية اليوم في الأفراح والمناسبات، خير دليل على جماهريته الكبيرة.

ومن جهته، أكد الفنان سمير لعلاق الذي كان من تلامذة الفنان الراحل المرحوم أيضا، أنه لايزال إلى غاية اليوم، يعمل بنصيحة أستاذه، الذي كان يلح على أهمية تطوير الفنان نفسه بالرغم من حجم جماهريته، وخاصة الحرص على كسب محبة الجمهور التي طالما اعتبرها أهم نجاحاته.ويحوز المرحوم الذي كان يحظى بمكانة خاصة عند محبيه الذين حزنوا كثيرا على رحيله، على أكثر من مائة أغنية أحبّها عشاق الفن الراقي، إلا أن أشهرها والتي لاتزال تردَّد إلى غاية اليوم، الأغنية الوطنية الشهيرة التي تباهى فيها بحب الجزائريين لبعضهم البعض، وتلاحمهم حتى بالمهجر، وهي "يحياو ولاد بلادي".

ومن أشهر أغاني هذا الفنان الذي لن يتكرر أيضا، أغنية "جولة في الجزائر"، التي تفنّن من خلالها في وصف جمال مختلف مدن وولايات الوطن، والتباهي بها، وكذا أغانيه الرومانسية التي عشقها الجزائريون وذاع صيتها بالمغرب العربي؛ على غرار "نجمة قطبية" و "الممرضة" و "يا العوامة".

كما تغنى الفنان رابح درياسة بحبه للوطن؛ على غرار أغنية "حزب الثوار" التي حققت نجاحا كبيرا، ولاتزال إلى غاية اليوم، تردَّد في المناسبات والأعياد الوطنية، بالإضافة إلى تمكنه من تحقيق النجاح في مجال فني آخر، وهو الفن التشكيلي، والزخرفة، والمنمنمات.

وبدأ الفنان الراحل الذي وُلد في 1 جويلية 1934 بالبليدة، مشواره الفني سنة 1953 بعد أن عمل في عدة مجالات، ليختار المجال الفني؛ حيث أبدع في أداء الطابع الشعبي البدوي الأصيل، وكسب حب واحترام جمهوره بالجزائر والوطن العربي، الذي لايزال يتذكره، ويشيد بمسيرته الفنية الحافلة بالنجاحات.