الفنان عمر الصعيدي لـ"المساء":
رائعة "دايم ربي" مستلهمة من التراث الجزائري
- 1292
حاوره: زبير. ز
يرى الفنان والمدير العام لقناة نون الفضائية عمر الصعيدي أن الفن رسالة سامية خاصة إذا تعلق الأمر بفئة الأطفال، ومن ثمة فإن المسؤولية كبيرة، خاصة في ظل تكالب العديد من الفضائيات الأجنبية للتشويش على الطفل العربي والتأثير على سلوكه.
من جهة أخرى، يعتبر محدث "المساء" أن التعامل مع الجمهور الصغير أمر صعب ويحتاج إلى مجهود كبير ودراية .
كيف كانت جولتكم بالجزائر ؟
نحن جد سعداء بتواجدنا بالجزائر، هذا البلد الرائع جدا والمعطاء بأهله وشعبه وقيادته، نتشرف دائما بتواجدنا بينكم في الجزائر، وهذه ليست المرة الأولى التي نزور فيها هذا البلد، قمنا بجولة فنية في سنوات ماضية وشاركنا في مهرجانات عديدة وفي ولايات مختلفة، أما قسنطينة التي تتميز بمناظرها الخلابة، فهي المرة الثانية التي نزورها بعد زيارتنا سنة 2008 عندما أحيينا فيها حفلا كبيرا بمسرح الهواء الطلق وعدنا بذكريات لا تزال خالدة في أذهاننا، فمسرح الهواء الطلق بقسنطينة يبقى من أجمل الأماكن التي نشطنا فيها حفلاتنا سواء بالجزائر أو خارجها وصراحة وقفنا على التطورات التي شهدتها المدينة بين 2008 و2016 خاصة من ناحية البنى التحتية التي تدعمت بها المدينة.
ماهي الرسالة التي تسعون لتبليغها ؟
نحن دائما ننقل رسالة المحبة والسلام أينما حللنا وارتحلنا، رسالتنا تتوجه بشكل كبير إلى الأطفال ودعني أصفها بالرسالة الطفولية، هي ترتكز في مجملها على الترغيب في السلوك الحسن والتحلي بالأخلاق الحميدة، وكل أغانينا التي نقدمها تدعو إلى التفاؤل والحب وإلى الوحدة بين الأخوة، وإلى التعاون، حتى ينشأ جيل جديد بعيد عن الكراهية والحقد، نتمنى أن نكون لبنة وجزءا من هذا البناء للمستقبل كما نتمنى لكل الشعوب العربية وغيرها أن تنعم بالسلام والأمان وتجنب الحروب والصراعات التي يكون ضحيتها الأولى الأطفال وما تلاقيه من تشرد وتقتيل ونسف للأحلام والبراءة.
كيف تقيمون علاقتكم مع الجمهور الصغير ؟
إن العمل والتعامل مع الأطفال ليس بالهيّن يحتاج جهدا كبيرا عكس ما يظنه البعض، فهو يحتاج إلى التركيز وإلى طول البال والمسؤولية، وكذا التغلغل إلى فكر ووجدان الصغار لاكتشاف ما يستهويها وما تحب وما لا تحب وما يزعجها وينفرها، وليتأتى ذلك يجب التمتع بدارية وبالإمكانيات الضرورية لإيصال الفكرة كما يجب للطفل الذي هو صفحة بيضاء تنقش بها ما تشاء، لذلك، فإن كل كلمة تخرج في أغانينا أو أناشيدنا نختارها بعناية وكذلك الموضوع المختار وحتى طريقة التنفيذ، والحمد الله، اكتسبنا الخبرة في التعامل مع هذه الفئة العمرية على مدار سنوات من العمل اختلطنا فيها بأطفال من مختلف البلدان العربية.
هل يمكن لمجهودكم أن يواجه الغزو الإعلامي الأجنبي للطفل العربي ؟
حقيقة عندما نتابع العديد من القنوات الفضائية الموجهة بطريقة غير سليمة والتي تحث على العنف ونبذ الآخرين والعنصرية، فهناك بعض القنوات التي ربما تخاطب باللغة العربية أو اسمها عربي لكنها قنوات أجنبية في النهاية هدفها بشكل واضح الغزو الثقافي ومهاجمة اللغة السليمة والأخلاق الحميدة والمبادئ التي تربت عليها المجتمعات العربية والإسلامية ونحن من موقعنا نرى أنه من واجبنا التصدي لهذه السموم ونحس بمقدار المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقنا، ونحاول أن نجتهد لإيصال رسالة مختلفة تماما ترتكز على نشر المحبة والسلام، وأرى أن رب العائلة أيضا مطالب بمراقبة ما يراه أطفاله والتفريق بين القنوات الموجهة والقنوات الهادفة.
كيف تقيمون تلك المسيرة ؟
صراحة كانت تجربة رائعة، في البداية كانت فترة للتعلم من الأخطاء التي وقعنا فيها، أظن أن الفكرة في البداية كانت بسيطة، لكنها تطورت بشكل كبير وامتدت عبر السنين، لتصبح تجربة ناجحة جدا، فبعد البدء على شبكة الانترنت تطورت الأمور بعد سنوات حتى وضعنا القناة على السكة السلمية وأصبحت قناة يشاهدها الأطفال في مختلف ربوع الوطن العربي وحتى بأوربا وأمريكا وأظن أننا سنبقى على نفس هذه المسيرة ونفس الخطى بإذن الله.
كيف تعلقون عن انسحاب عائلة الصعيدي الفنية من قناة طيور الجنة ؟
لا يهم انسحاب فنان من قناة ما والتحاقه بقناة أخرى، المهم أن يبقى يحافظ على نفس الرسالة وأن يكون متشبعا بنفس المبادئ سواء في هذا المكان أو في آخر، فالرسالة التي انطلقنا بها مستمرة وتتعقبها مختلف الأجيال، أظن أنه حتى الأطفال سيكبرون وسيأتي جيل آخر يخلف هذا الجيل الذي واكبنا ومن المفروض أن يجد هذا الجيل الجديد تواصل للرسالة النبيلة التي نحاول غرسها في فكرهم.
هل تعتبرون الشهرة ضريبة للنجاح ؟
عندما بدأنا مشوارنا لم نكن بهذه الشهرة وكان العمل في الظل، لكن مع مرور السنوات زادت شهرتنا وزادت معها المسؤولية الملقاة على عاتقنا، وأصبحت الأمور صعبة نوعا ما خاصة في التعامل مع الجمهور، لكن أظن أننا سنبقى متمسكين بالمنهاج الذي دون شك من شأنه أن يذلل الصعوبات في طريقنا.
ماهي آخر مشاريعكم ؟
ستكون مجموعة من الأعمال الجديدة التي سترى النور قريبا ولا أستطيع الإفصاح أكثر عن ذلك، نحن وبعد فترة قليلة من انقضاء شهر رمضان الكريم، أنتجنا بعض الأعمال وكان من ضمنها أغنية باللهجة الجزائرية بعنوان "الدايم ربي" وقد استوحيتها من التراث الجزائري الصحرواي وطورتها بشكل جديد وبتوزيع جديد ولاقت إعجاب الجمهور في الجزائر وخارجها.
كلمتكم للجمهور الجزائري والعربي
سنقول لهم بأن يبقوا أقوياء وبأن يحافظوا على تربية الجيل، ومهما قست الظروف لا مكان للتراجع ونحن بدورنا سنسعى وبكل ما أوتينا من قوة إلى أن نكافح من أجل أن نبقى موجودين وأن نقدم رسائل المحبة والسلام لجميع الأطفال دون استثناء، نتمنى أن تزول الغمة عن بعض البلدان العربية التي يواجه أطفالها الحزن والمآسي وأن يعيش الجميع إن شاء الله في سلام ومحبة في القريب العاجل وأن تخمد نار الحروب وتذهب بعيدا عن عالمنا.