تكريم الشيخ الناموس بالمسرح الوطني

ذاكرة من زمن العمالقة

ذاكرة من زمن العمالقة
  • 1131
مريم. ن مريم. ن
يستضيف المسرح الوطني، «محي الدين بشطارزي» غدا الثلاثاء سهرة تكريمية للفنان الشيخ الناموس عرفانا لما قدّمه لأغنية الشعبي طيلة مشواره الفني الحافل بالأعمال الراقية التي قدّمت إضافة للموسيقى الجزائرية، حتى وإن تقدّم في السن إلاّ أنّ الفنان لا يزال حاضرا ولا تزال ذاكرته تحفظ الكثير من الأعمال والأسماء، لا يبخل بالنصيحة وتشجيع المواهب.
ينظّم حفل التكريم بمبادرة من الديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة، وسينطلق في حدود الساعة العاشرة والنصف ليلا وستشارك فيه كوكبة من نجوم الشعبي منهم عبد القادر شرشام وطارق ديفلي، إضافة إلى ضيوف آخرين يأتون لتقديم شهاداتهم وعرفانهم لهذه القامة الفنية.
التكريم هو أيضا عرض لمسيرة هذا الفنان الذي يعتبر عميد الموسيقيين الجزائريين، عمل مع روّاد الفن الجزائري منهم العنقى والحاج منور وغيرهما، وهو اعتراف لهذا العازف الكبير المخضرم الذي ترك بصمته في موسيقى الشعبي.. تميّز مشواره الفني بالموهبة والعبقرية الموسيقية، كما يمثّل هذا الموسيقي البارز ذاكرة ومعلما للتراث الموسيقي الشعبي.
الشيخ الناموس يمثّل أيضا وجها من وجوه الهوية ورمزا للمقاومة الثقافية الجزائرية خلال الحقبة الاستعمارية. ويصف الكثيرون الشيخ الناموس (رشيدي) بـ»شاهد القرن» و»الذاكرة الحية»، إذ يعود مشواره الفني إلى عقود خلت، رافق فيها أشهر المطربين منهم الحاج مريزق وعمر العشاب وحسيسن ومريم فكاي وفضيلة الدّزيرية.
كافح هذا العملاق من أجل التأكيد على الهوية الثقافية الجزائرية أمام الاستعمار الفرنسي، عاش كبقية أبناء جيله الصعاب لكنه ظلّ متمسّكا بكمانه ومنحازا للفنانين الجزائريين الذين قدّموا كلّ ما يملكون لأجل أن تبقى ثقافتنا حية. وكان هذا الفنان في كلّ مرة يدعو الشباب إلى تسلّم المشعل من أجل ضمان رقي فننا.
للإشارة، ولد الشيخ الناموس واسمه الحقيقي محمد رشيدي يوم 14 ماي 1920 بقصبة العاصمة، وخلال الثلاثينيات اشترى أولى آلة موسيقية له وهي آلة «قنيبري» ليدخل بها عالم الموسيقى واكتشف معها موهبته، حيث إلتحق بجوق الحاج امحمد العنقى الذي كان في أوجّ سمعته، كما كرّس مشواره الفني أيضا للأغنية القبائلية من خلال مرافقة بعض روادها على غرار سليمان عازم والشيخ الحسناوي.