رحلة عبر تاريخ المدينة العريقة
دليل سياحي جديد عن وهران

- 2016

صدر مؤخرا، دليل سياحي لمدينة وهران، يقترح بطاقات تقنية عن مختلف المعالم والمواقع التاريخية بالمدينة وزيارات سياحية، كما يعطي نظرة شاملة لتاريخ المدينة منذ القرن العاشر، ويأخذ المؤلف المعنون بـ»وهران الباهية -(102 صفحة )- الصادر عن منشورات»البيازين»، القارئ في رحلة عبر تاريخ هذه المدينة العريقة منذ وصول البحارة الأندلسيين إلى يومنا، مرورا بفترات حكم المرابطين والموحدين والزيانيين.
يقدم الكتاب في الجزء المخصص للتاريخ، معلومات عن غزو البرتغاليين، ثم الأسبان لمدينة وهران، وعن مختلف المعارك بين هؤلاء والعثمانيين بين سنتي 1517 و1792. كما يعطي صورة عن المدينة منذ بداية القرن الثامن عشر إلى غاية سقوطها في يد الاحتلال الفرنسي في عام 1831، يركز هذا الدليل كثيرا على الثراء المعماري لمدينة وهران، مع أخذ المتصفح للدليل في جولة عبر الصور إلى أبواب المدينة «باب القنصتل»، «باب إسبانيا»، «باب الحمراء»، «باب روزلكازار»، وحصن يعود إلى أكثر من 7 قرون.
يضم المؤلف أيضا معلومات عن تاريخ المدينة وبطاقات تقنية لعشرين صرحا ثقافيا والمساجد المميزة للمدينة العثمانية، كقصر الباي (1792) والقلعة ومسجد سيدي الهواري (1793)، إضافة إلى نظرة شاملة عن بعض المعالم، مثل حصن «سانت كروز» المشيد في القرن 16 من قبل الأسبان وكنيسة «نوتر دام دي سالي» التي بنيت في عام 1849، والكاتدرائية القديمة للمدينة التي دشنت سنة 1913، ثم حولت إلى مكتبة.
كما يعطي هذا الدليل نظرة عامة عن عدة أحياء وأهم معالم المدينة، مثل الحديقة المتوسطية للمدينة الجديدة، أي الساحات، مع اهتمام خاص بجمال الساحل الوهراني. ويقترح أيضا زيارات لمتاحف المدينة ومسرحها، إلى جانب تقديم لمحة عن أهم الرموز الثقافية للمدينة، مثل أحمد وهبي وبلاوي الهواري وعبد القادر علولة وحسني شقرون وخالد حاج براهيم والشابة الزهوانية، إضافة إلى أسماء أخرى لفناني الراي، مثل الشيخة الرميتي وبلقاسم بوثلجة.
لكن رغم أن الكتاب يعطي لمحة دقيقة نوعا ما عن الأماكن التي يمكن زيارتها في وهران، إلا أنه لا يقدم معلومات عملية لزائر عاصمة الغرب الجزائري، مكتفيا بجرد المعالم دون إرفاقها بمعلومات عن الطرق والمسالك المؤدية لها. كما يفتقر المؤلف لمعلومات عن الإقامة والإطعام، باستثناء بعض اللوحات الإشهارية للمؤسسات الفندقية الكبيرة.
سبق لمنشورات البيازين المتخصصة في الدليل السياحي والتراث المادي، أن أصدرت أعمالا أخرى مماثلة عن مدن الجزائر وقسنطينة وميلة والبليدة.