مشروع كتاب عن الراحل محمد بوليفة

دعوة إلى جمع الشهادات والأعمال وتثمين فن الشعب

دعوة إلى جمع الشهادات  والأعمال وتثمين فن الشعب
الفنان الكبير المرحوم محمد بوليفة
  • 1153
مريم. ن مريم. ن

أطلق الكاتب والدبلوماسي إبراهيم روماني، مؤخرا، دعوة لكل أصدقاء الفنان الكبير المرحوم محمد بوليفة، لجمع الشهادات والمراسلات والتسجيلات، بمشاركة أكاديميين وفنانين ومثقفين وأدباء وصحفيين وأساتذة موسيقى، وطلبة ومسؤولي قطاع الثقافة، وأفراد من أسرة الراحل، لإصدار كتاب تكريمي عن محمد بوليفة، الذي ترك بصمته في الأغنية الجزائرية.

قال الأستاذ روماني عبر صفحته الإلكترونية "كفانا من الشفوية وشهادات المناسبة.. لا يبقى إلا المكتوب والكتاب المخلد في سجل التاريخ، أقل واجب نحوه وغيره من الأبطال والشهداء والمثقفين والعلماء، والأدباء والفنانين"، ثم أضاف "وأنا أول المساهمين"، ثم قدم همسة إلى سليمان جوادي والسعيد بوطاجين وعبد العزيز بوباكير وبوزيد حرز الله، وإلى كل من يرغب في الكتابة والدراسة والتأريخ، خاصة ابنة بوليفة الإعلامية، نغم بوليفة.

يبقى الراحل حيا بأعماله الفنية القيمة وذكراه الإنسانية الطيبة، حيث كان الفنان المثقف الموهوب، وشهد الأستاذ روماني معه أياما جميلة، عندما كان مسؤولا بالمركز الثقافي الجزائري في القاهرة، وكان ضيفه في المنزل بحي الزمالك في جويلية 1993، لإحياء ذكرى عيد استرجاع الاستقلال الوطني المجيد مع مجموعة من شعراء أصدقاء الثورة الجزائرية.

كما رافق روماني الراحل بوليفة أيضا في منتصف أكتوبر 1995، عندما كان يحضر "إلياذة الجزائر" شعر مفدي زكريا وغناء وردة الجزائرية، وكان يعمل طول النهار على تنفيذ مشروع اللحن، وبعد عودة روماني من السفارة يوميا، يراجعه معه، للتأكد من حسن اختيار الطبوع الفنية الجزائرية التي أثرى بها لحنه، وقال روماني "كنت أول مستمع يناقشه ويكتشف موهبته الفذة عن قرب، قبل التوجه يوميا إلى منزل الفنانة وردة بشارع عبد العزيز آل سعود في حي المنيل، على الساعة العاشرة مساء، لتعليمها اللحن وإجراء البروفة الأولية"، وأضاف "للتاريخ أقول كما ذكرت ذلك في كتابي "الذاكرة المتقدة.. مقالات، شهادات، ذكريات"، كانت وردة متخوفة من أن تغني مقاطع من "إلياذة الجزائر" بملحن جزائري، قالت إن الوقت ضيق والنص صعب ولا تعرف الملحن، فشرح لها الأستاذ روماني الموقف وأهميته في كل أبعاده، وأن بوليفة هو أحد أنبغ المواهب الوطنية في الموسيقى العربية، تخرج برتبة الأول من معهد الموسيقى العربية في بغداد في تخصص آلة العود، وأعجبت وردة بالفكرة واستوعبت الرسالة، وقالت "يا إبراهيم، أنا شاوية من أرض الأحرار، لا أتأخر أبدا عن بلدي الجزائر".

موقف آخر رمزي متحضر تذكره الأستاذ روماني، هو أن بوليفة الذي لا يفارقه العود في رحلاته الفنية، فضل شراء آلة عود جديدة من منطقة العتبة الشهيرة بالقاهرة، خاص باللحن الجديد، المشروع الحلم، فرحا وتقديرا واحتراما للفنانة وردة، وكان ما كان من نجاح في أول نوفمبر. للإشارة، أبدى بعض الرفقاء استعدادهم للمساهمة كتقدير لهذا الفنان الكبير، كما أن رفيق الراحل بوليفة المقرب الشاعر سليمان جوادي أحيا منذ أيام ذكرى وفاته، ونشر على صفحته أهم القصائد الذي كتبها له، ولحنها باقتدار ظلت في ذاكرة الجمهور الجزائري، كما نشر العديد من صور الحفلات واللقاءات الفنية والأدبية التي حضرها الراحل في الجزائر وخارجها.

أشار سليمان جوادي إلى أن بوليفة كان الفنان الذي ظل قريبا من الناس في أغانيه، صاحب رائعة "ما قيمة الدنيا وما مقدارها.. إن غبت عني وافتقدت هواك"، وصاحب رائعة "كل شي باين.. بين لحبيب وبين الخاين.. وين تروح يا خاين وين وين وين..". أكد جوادي أن قليلين من يعرفون أن إحدى أغاني الفنان منعت من البث بداية الثمانينات، ولم تحظ بالبث سوى مرتين أو ثلاث قبل أن تختفي نهائيا من الوجود، يقول مطلعها "عندي اصْحيب انتهازي.. وين ما مالت الريح يميل.. ساعة يظهر برجوازي.. وساعة يلعبها قليل..".