فرقتا العمال و"الفرجة" في ندوة "المحترف":
دعوة إلى التكوين وتحقيق أعمال متكاملة

- 673

قدمت فرقتا "مسرح العمال" لوهران و"الموجة" لمستغانم، حصيلتهما في العروض المسرحية بمختلف أنواعها، خلال ندوة نظمت أول أمس، بنادي "أمحمد بن قطاف"، في إطار الطبعة الخامسة عشر للمهرجان الوطني للمسرح المحترف. بالمناسبة، تحدث الأستاذ محمد ميهوبي، خلال هذه الندوة، عن نشاط جمعية "مسرح العمال" لوهران، فقال إن الجمعية تأسست عام 1976، لكنها لم تتحصل على الاعتماد إلا عام 1977، كما قدمت 50 مسرحية للكبار، والعديد من المسرحيات الخاصة بالأطفال، علاوة على تنظيمها للعديد من التظاهرات الخاصة بالفن الرابع.
وأضاف أن الجمعية نظمت أول مهرجان للحلقة والحكاية، وكذا أول مهرجان للمسرح الجامعي، علاوة على مشاركتها في العديد من المهرجانات الدولية، والكثير من المشاركات في مهرجان مستغانم للمسرح، مشيرا إلى اهتمام الجمعية بالتكوين، خاصة المتعلق بالتكوين الميداني، أي يُكون الممثل من خلال تمثيله في المسرحيات. ذكر ميهوبي، حب الراحل عبد القادر علولة لفرقة "مسرح العمال"، فكان يزور الجمعية كل يوم، ويقدم لهم الإرشادات اللازمة، مضيفا أنه تم تقديم مشروع مسرح علمي، كما تطرق إلى تغيير اسم الفرقة من "مسرح العمال"، نسبة إلى تأسيسه في عهد الاشتراكية، إلى تكنولوجي، بعد تغير النظام بعد عام 1988.أما محمد بلفاضل، العضو النشط في الجمعية، رفقة ميهوبي، منذ تأسيسها، فقد تحسر على المغالطات التي ضمنتها العديد من الكتب المؤرخة لتاريخ المسرح بوهران، تأتي في مقدمتها عدم ذكر اسم فرقة "مسرح العمال" نهائيا، رغم أن هذه الجمعية عرفت وما تزال، نشاطا مسرحيا كبيرا، إضافة إلى تكوينها لمسرحيين أصبحت لهم بصمة في المسرح الجزائري. وتابع أن أعضاء الفرقة كان ينشطون في الميدان منذ عام 1972، أي قبل إنشائها رسميا، كما لم تهتم بتقديم العروض المسرحية وحسب، بل شرعت أيضا في التكوين والتنظيم، في حين نظمت عام 1990، أول تربص جهوي للأساتذة.
بالمقابل، قال الأستاذ الجامعي أحمد بغالي، إن مسار المسرح بوهران، انطلق من أول مسرحية عرضت في الباهية بعنوان "سرفنتس"، إلى غاية مسرحية "العازب" التي تشارك في الطبعة الحالية لمهرجان المسرح الوطني. وذكر الدكتور العديد من أسماء الفرق التي نشطت بوهران منذ فترة الاحتلال إلى غاية اليوم، مثل فرق "الكواكب الوهرانية"، "النجاح"، "الشباب"، و«الشباب الثانية" التي أسست على أنقاض الفرقة الأولى، التي تحمل نفس الاسم، "رفاق المسرح" و«الديوان الشعبي". مضيفا أن في وهران جمعيات وتعاونيات ونواد وحتى مدارس تهتم بالفن الرابع. كما أشار إلى فتح أول قسم للفنون بالجامعة في وهران عام 1987.أما الندوة الخاصة بجمعية "الموجة" لمستغانم، فقد نشطها الأستاذة الجامعية خديجة بومسلوك ورئيسة الجمعية خولة بوجمعة والأستاذ الجامعي محمد شرقي.
بالمناسبة، قالت خديجة بومسلوك، إن جمعية "الموجة" تأسست منذ 44 سنة، وقدمت الكثير من الأعمال المسرحية، واهتمت بالتوعية والتكوين، عرضت أول عمل لها عام 1979 بـ«سوناطراك"، وكان آخر عمل لها عام 2022، كما تهتم بالاستمرارية وبالالتزام العائلي، من خلال ممارسة أفراد العائلة للمسرح. وأضافت أن مسرح جيلالي بوجمعة لا يهتم بالنجومية ولا بالمشاركة في المهرجانات والحصول على الجوائز، بل في تكوين مواطن صالح وواع وفعال في مجتمعه.من جهتها، اعتبرت خولة بوجمعة، رئيسة جمعية "الموجة"، وابنة مؤسسها جيلالي بوجمعة، أن "الموجة" ملاذ كل الفنانين، خاصة ممن يعانون من ظروف صعبة، كما أنها ذاكرة وروح وليست مجرد جمعية تعنى بالمسرح، علاوة على اهتمامها الحالي بتكوين مدرسة للفن الرابع، مثل تكوينها الحالي لـ60 متدرسا، وكونها فضاء يحتضن حتى من غادروا مقاعد المدرسة.
تحدثت بوجمعة عن التزام كل عائلة جيلالي بوجمعة بممارسة المسرح، والتحلي بصفات مؤسس "الموجة"، بالأخص الكرم وطيبة القلب، لتنتقل إلى الحادثة التي وقعت لممثلة من الجمعية، "الحاجة" التي تعرضت للقتل حرقا من طرف أخيها عام 2000، بعدما مثلت دور ملكة الموت في مسرحية نظمت بمناسبة مرور خمس سنوات على رحيل صراط بومدين. أما الأستاذ الجامعي محمد شرقي، فقد تحدث عن تعامله مع جيلالي بوجمعة، من خلال أكثر نص مسرحي، مثل نص "العبد"، فقال إن جيلالي يهتم بأن يكون نصا مناسبا للمسرح، كما أنه يؤمن بفلسفة ديمومة العرض المسرحي، وهذا لا يتأتى إلا بالعمل المتكامل.