مليكة شعلال تقدم ”قوارير محطمة”:

خليل تحدّث بلسان امرأة وتوقف عند ندوبها

خليل تحدّث بلسان امرأة وتوقف عند ندوبها
  • القراءات: 738
 لطيفة داريب لطيفة داريب

حينما تنكسر المرأة هل من ضمادة تشفي جروحها أم غراء يلصق ندوبها أم ابتكار يعيدها إلى حالها الأوّل؟، سؤال قد يكون دار في بال حياة، بطلة رواية أحمد خليل التي صدرت مؤخرا عن دار النشر ”ميديا أندكس” بعنوان ”قوارير محطمة”، وقدّمتها إلى جمهور ”أربعاء الكلمة” الناشرة مليكة شعلال.

يعتبر الكاتب الطبيب أحمد خليل، من مناصري المرأة، فهو المدافع عن حقوقها والمطالب بمساواتها مع الرجل، فلا نستغرب حينما يصدر رواية تتحدث عن المرأة وحياتها اليومية وكيف أنها تواجه الصعاب على مستوى أسرتها أولا ثم في مجتمعها ثانيا. خليل، حسب الناشرة، تحدّث في روايته هذه باسم ”حياة”، وتغلغل في أعماقها وترجم وجدانها إلى كلمات وأفكار تنم عن عقل راجح وحنكة لا غبار عليها، ما يزيد عذابها واضطراب نفسيتها، فما أحوجنا إلى الغباء حينما لا نستطيع تحدي القدر ولا تغيير حياتنا.

حياة، شابة تعيش في قرية نائية بالشرق الجزائري، متمردة وتجد نفسها في تحدي الجميع، هي ابنة امرأة تزوجت رجلا متزوجا، رغبة منه في إنجاب أولاد، فأنجبت هي الأخرى بنات، ودعت الله سرا وجهارا أن يرزقها بأولاد، تُفرح بهم زوجها، فكان لها ذلك، لكنها عوض أن تربيهم أحسن تربية، جعلتهم يعتقدون أنّهم أسود لهم الحق في كلّ شيء ولا يعترفون بحقوق المرأة بتاتا.

حياة تحلل الواقع الذي تعيشه، تحاول أيضا بذكائها الاجتماعي، أن تفهم نفسية والدتها، علها تجد لها مبررات لسياسة التمييز التي ترتكبها، فتصمّم على تمرّدها رغم خطر هذه الفعلة، عكس أختها التي ترضى بالواقع وتحاول أن تجد عريسا لها، في حين قررت صديقتها تخطي كل الظروف والتمرد فعلا. حياة تتساءل لماذا ينام أخي البطال إلى منتصف النهار، في حين لا يمكن لها أن ترقد إلى ما بعد السابعة وإلا لوجدت والدتها لها بالمرصاد، تذكرها بكل أعمال البيت التي تنتظرها؟ لماذا حينما يعود الأخ إلى المنزل متأخرا، تجبر هي على إعداد الطعام له ولو كانت متعبة؟ لماذا تضع المرأة، امرأة أخرى في الدرجة السفلى؟ بالمقابل، أشارت شعلال إلى براعة خليل في التحدث على لسان حياة، متسائلة إن كان يعرف امرأة في محيطه المقرب تعيش نفس الظروف، أم أنّه يتمتّع بحاسة وضع نفسه في مكان الآخر والتعاطف معه؟، مضيفة أنّه كتب مطوّلا عن هذه المرأة التي يقال إنّها انتزعت حقوقها وكسبت حريتها، إلا أن كلّ هذه المكتسبات تقريبا، مجرد مظاهر، فكم من امرأة تخرجت من الجامعة وتعمل في منصب مهم إلا أنها لا تحترم وتتعرض إلى الاضطهاد والتحرش في عائلتها ومحيطها الاجتماعي. وأضافت شعلال أنّ خليل لم يتناول القوانين التي تحمي المرأة ولا حتى ما ينص عليه قانون الأسرة، بل كتب عن الواقع الذي تعيشه أغلب النساء في الجزائر، مع التركيز على مرحلة التسعينات أي العشرية السوداء وكلّ ما انجر عنها من إرهاب وهجرة غير شرعية، حيث تجد المرأة نفسها معلقة بين هذه المواضيع الحساسة، لتختتم الرواية بخطبة حياة، التي لا تدري إن كان ستقبل هذا الخطيب رغم عدم رضاها أم أنها سترضى بقدر عاشته قبلها الكثير من نظيراتها؟

كما تحدثت مليكة شعلال عن العنوان الذي اختاره أحمد خليل لروايته هذه، فقالت إنه استشهد بحديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ”رفقا بالقوارير”، ولهذا عنون روايته بـ”القارورة المحطمة”، وكأنّه ابتغى أن يبرز التناقض الصارخ بين ما وصى به الرسول الكريم والواقع الدنيء الذي تعيشه المرأة الجزائرية، لتختتم مداخلتها هذه بـ”أحمد خليل المدافع عن المرأة، لم يستر المجتمع الذي نعيش فيه، ولم ينافقه، لهذا قبلت نشر روايته هذه ”.