أحلام مستغانمي تثمن مناقشة دكتوراه عن ثلاثيتها

حوار بين الرواية وباقي الفنون

حوار بين الرواية وباقي الفنون
  • 961
 مريم . ن مريم . ن

هنأت الروائية أحلام مستغانمي مؤخرا، طالبة جامعية نالت رسالة دكتوراه، خصصت موضوعها لثلاثيتها التي لا قت نجاحا وانتشارا واسعا في الساحة الأدبية العربية.
كتبت أحلام على صفحتها الإلكترونية "مبروك للطالبة العزيزة غزلان نوال نيلها شهادة الدكتوراه علوم إنسانية، من جامعة آكلي محند أولحاج بالبويرة، كلية الآداب واللغات قسم اللغة والأدب العربي، تخصص اللغة والأدب العربي، عن بحث "سيمياء الصورة في الرواية العربية المعاصرة - ثلاثية أحلام مستغانمي نموذجا- كل الشكر والامتنان للأستاذ والناقد ولد يوسف مصطفى، الذي أشرف على البحث".
من ضمن ما جاء في هذه الدراسة الأكاديمية، أن البحث يهدف إلى دراسة الصورة في الرواية العربية سيميائيا، ويعد الأدب بأجناسه المختلفة، إنتاجا فكريا لغويا، يقوم فيه المبدع بخلق نظم تعبوية ناتجة عن انعكاس الواقع والخيال على التجربة الإنسانية، بما تخوله من عواطف وأفكار وهواجس وانفعالات وعلاقات إنسانية، وهو ما يسمح باتصاله الدائم بعدد من المرجعيات الثقافية، التي تساهم في تشكيل الصور الفنية لهم، وشحنها بطاقات دلالية، شأنه في ذلك شأن الفنون المختلفة، كالرسم والنحت والموسيقى والرقص والتصوير، فما يجمعه بها هو الإبداع والتعبير بطريقة فنية جمالية، وإن اختلفت مواد وعناصر كل فن- وهو الأمر الذي جعل الأدب (شعرا ونثرا) يحتل مكانة هامة، على أنه أحد الفنون الجميلة، ومن المهم جدا الإشارة في هذا السياق، إلى أن ما يميزه عن سائر الفنون الأخرى، هو قدرته على استضافتها في العديد من أجناسه، خصوصا في الرواية، وهذا ما قد لا يتوفر في عدد من الفنون.
كما جاء في هذه الدراسة، أن ثلاثية أحلام مستغانمي "ذاكرة الجسد، فوضى الحواس، وعابر سرير" من النماذج الأدبية التي اتسعت لتستضيف في ثناياها عددا من الفنون، كان أهمها فن التصوير (الرسم والتصوير الفوتوغرافي)، فن الشعر وفن الموسيقى، محدثة بذلك نقلة نوعية في مسار الكتابة الروائية، إذ توسلت الفنون أداة من أدوات السرد، ما أدى إلى حدوث التداخل والتحاور بين الرواية كجنس أدبي، وبين فنون التصوير والشعر والموسيقى، ويقف هذا التعدد الفني في طليعة الدوافع الرئيسية لاختيار هذه المدونات، والاشتغال عليها في هذا البحث الموسوم بـ:سيمياء الصورة في الرواية العربية المعاصرة - ثلاثية أحلام مستغانمي ـ نموذجا".
للإشارة، تغيب في ثلاثية مستغانمي الحدود بين لغة الشعر ولغة النثر، ويرى بعض الدارسين أن الجانب الجمالي الفني كان حاضرا بقوة، وقد تمثل خاصة في جانب اللغة الشعرية، التي كتبت بها أكثر أعمالها الروائية، فرواياتها، كما قال نزار قباني، اغـتسلت بأمطار الشعر، مما يعني أن لغة النثر عند أحلام مستغانمي، قد امتزجت بلغة الشعر، الذي شكل بداياتها الإبداعية.
لا يبتعد الخطاب الروائي الحداثي كثيرا عن تخوم الشعر ولغته، ذلك أن الخطاب الروائي الحداثي يقوم على بناء لغوي دلالي مشحون بالتضاد والمفارقات والرؤى العاطفية والنبرة الغنائية، وتعدد المستويات الأسلوبية التي قربته من حدود الشعر، فالرواية الحداثية شعر غير منظوم ولا موزون، ذلك أن الروائيين الجدد يعملون على رفع مستوى الخطاب الروائي، انطلاقا من تحسين الأسلوب والارتقاء باللغة.