الكاتب عمور بـ ”ميديا بوك”:

حديث عن العلاج الروحاني وشيء من الأدب

حديث عن العلاج الروحاني وشيء من الأدب
  • القراءات: 898
لطيفة داريب لطيفة داريب

تحدّث الكاتب حمزة عمور عن العلاج الروحاني (الطب البديل) الذي يمارسه في حياته اليومية في المحاضرة التي ألقاها أوّل أمس بـ ”ميديا بوك” التابعة للمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، في حين لم يشأ التفصيل في فحوى إصداراته، ليتساءل الحضور هل قدموا إلى هذا النشاط لتلقي العلاج، أم لاكتشاف كاتب جزائري غير معروف عند العامة؟

لم تكن أجواء المحاضرة التي ألقاها حمزة عمور المدعو بعم عمور والتي أدارها الأستاذ عبد الحكيم مزياني، عادية؛ إذ انطلق عمور في التأكيد على قواه غير الطبيعية في علاج المرضى الذين تعسرت أمراضهم ولم يجدوا لها دواء، ممثلا بمزياني، الذي بإمكانه أن يعالجه من التهاب الوتر (توندينيت)، ليخلق بذلك جدلا عند الجمهور الحاضر، ومن بينهم طبيب أكد أنّه مارس الطب خلال أربعين سنة ولم يستطع أن يعالج هذه العلة، مضيفا أنه حضر هذا النشاط ليكتشف هذا الكاتب وليس لحضور جلسات علاج. وهنا تقرّ امرأة من الحضور أنها مهتمة بالموضوع، إلا أنه أمام إصرار الجميع على تحديد موضوع اللقاء المتمثل في تقديم كاتب كتبه، عاد موضوع المحاضرة إلى سكته الأصلية.

ربما لبعض الوقت، ولكن فضول البعض دفع بهم إلى طرح أسئلة استعجالية للمحاضر، من بينها سفره الدائم إلى الكثير من الدول، وبالأخص البعيدة جدا، وكيف موّل أسفاره والهدف منها، لينطلق المحاضر في سرد بعض مغامراته، وبالضبط الحديث عن الهدف منها، وهو نسج المحبة بين الشعوب والتغاضي عن التفرقة بينهم، والتأكيد على عنصر الوحدة وتحقيق التآخي، ليؤكّد أيضا أنه لا يحدّد انتماء نفسه برقعة جغرافية محددة، بل إنّه ابن العالم وولد الإنسانية جمعاء.  أما عن تمويل رحلاته فأشار إلى انطلاقه في عالم الشغل منذ أن كان في عمره 13 سنة، واستطاع جمع مال يمكّنه من تحقيق أحلامه. وأمام إلحاح البعض تحدّث عمور عن بعض أعماله، ومنها كتابه الجميل الذي أصدره في الفترة الأخيرة عن المؤسّسة الوطنية للفنون المطبعية حول غرداية، فقال إنه أرفق النصوص الشعرية حول هذه المدينة الخلابة، بصور لم يشأ أن يسميها بالمحترفة؛ لأنّه ليس بمصور محترف، ولكنه لا يرضى بغير الدقة والفعالية. وعن غرداية قال عمور المقيم بسويسرا إنّه معجب بها كثيرا. كما حاول من خلال مؤلفه هذا الذي كتبه بأسلوب أدب الرحلة، التأكيد على ضرورة الوحدة بين أطياف سكان هذه المدينة، مضيفا أنه يركّز في أعماله على الجانب الاجتماعي، لينتقل في حديثه، إلى أعماله الأخرى التي كتب منها ثلاث روايات بوليسية بطلها كريم، قال عنها عمور إنها مستوحاة من أحداث وقعت فعلا، وقصّها عليه أصدقاؤه من الشرطة، إلاّ أنه أضفى عليها مسحة كبيرة من الخيال، وأقحمها في عالم الرواية، وهو نفس أمر رواية أخرى كتبها عن العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية.

وكتب عمور كتابا آخر في أدب الرحلة عن الغزوات وما يحيطها من مدن. وتغنى بطبيعتها الخلابة، كما أنّه بصدد كتابة عمل جديد سيصدر في فرنسا، ليختتم هذه المداخلة بجملة من التنبؤات، التي تحوّلت إلى حقيقة، مثل كتابته عن حادث مرور أودى بحياة أكثر من عشرين قتيلا، وهو ما حدث وبالتفصيل مؤخرا، في وادي سوف.