رواية "زهرة الشباب " لريم خليل

حديث عن الأمل والبراءة وسط أشواك العنف والخراب

حديث عن الأمل والبراءة وسط أشواك العنف والخراب
الكاتبة المهندسة ريم خليل
  • 174
داريب لطيفة داريب لطيفة

كتبت الكاتبة المهندسة ريم خليل في روايتها "زهرة الشباب" الصادرة حديثا عن دار البرزخ والمشاركة بسيلا 2025، عن العشرية السوداء بأسلوب مختلف عن الكتابات التي تطرقت لهذه المحطة المؤلمة من تاريخ الجزائر.

وتناولت ريم في روايتها الأولى ذاك الشعور بالأمل الذي نما في قلوب الجزائريين، خاصة الشباب منهم، في تلك الأوقات الصعبة جدا؛ ليس لأنهم غير واعين ومتجاهلين ما يحيط بهم، لكن لأن البراءة كانت عنوانا لهم، وحب الحياة سلاح أمام كل المخاطر التي كانت تهطل على الجزائريين ولو بدرجات متفاوتة.

وقالت ريم لـ«المساء" إنها كتبت هذه الرواية بقلبها ربما لشدة حبها لبلدها، ولاشتياقها له بعد أن غادرته نحو العيش في ماليزيا، مضيفة أنها لم تشأ أن ينشأ أطفالها على سردية مزيفة عما حدث في الجزائر في تلك الحقبة، خاصة حينما اكتشفت بعد مغادرتها الجزائر، جهل بعض الأجانب "المثقفين" لما حدث لبلدنا في تلك الحقبة، وهو ما استغربته، وكذا لحيرة بعض الأجانب الآخرين من عدم اتباع الشباب الجزائريين علاجا نفسيا أمام كل الدم الذي أريق آنذاك. إلا أن هؤلاء الشباب تحدوا الحياة بكل بساطة، بوعي منهم أو دون وعي، وقرروا تحقيق أحلامهم بخوف؟ ربما. بتردد؟ ربما أيضا، لكن بابتسامة عريضة، وإرادة أقوى من كل شيء.

«زهرة الشباب " رواية تحكي فيها ريم قصة ثلاثة شباب يدرسون في القسم النهائي ويحضّرون لاجتياز شهادة البكالوريا، يعيشون أحداثا مرعبة لكنهم في نفس الوقت، يطمحون لتحقيق أحلامهم، يبتسمون بل يضحكون، يوشوشون، يتسامرون، يقبلون على الحياة ببراءة تحدت الموت، وتغلبت عليه.

كما تذكرت ريم كيف أن الشباب في تلك الفترة كانوا يعيشون في أمل لغد أفضل رغم كل الرعب المحيط بهم، ووسط مخاوف من أوليائهم خاصة الأمهات. وفي هذا قالت: "كانت أمي تدعو الله أن يعيدنا بسلامة الى البيت. وكنا ـ نحن الشباب ـ لا نأبه بتلك المخاوف، أو على الأقل نتجاهلها".

وقالت ريم أيضا إنها كتبت روايتها عام 2016، ولم تتشجع في نشرها إلا الصيف الماضي؛ خشية رفضها من النقاد والقراء، وبالتالي إحداث القطيعة مع الكتابة والإلهام، مضيفة أنها تناولت في روايتها علاوة على الشباب الثلاثة، شخصيتين اثنتين، وشخصية سادسة، تمثلت في "الجزائر العاصمة". كما كتبت عملها الأدبي هذا بحواسها الخمس، وبقلبها كذلك.

وبالمقابل، أكدت ريم التي تعمل في مجال الطاقة، أن كتابتها عن الأمل وبراءة الشباب الذين لم يعوا خطورة الوضع، لا تعني أنها استخفت بمآل التجربة المريرة التي عاشتها الجزائر، بل رأت أن هذا اللاوعي أنقذ الشباب فعلا، خاصة الذين لم يعانوا من العمليات الإرهابية بشكل مباشر، وهو الأمر الذي أنقذهم من الهلاك، والجنون والموت.