سكيكدة تناقش واقع مكتبات المطالعة العمومية

حتمية إعداد قانون خاص بالتحوّل الرقمي

حتمية إعداد قانون خاص بالتحوّل الرقمي
  • 140
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

دعا المشاركون في أشغال الملتقى الوطني الثاني "مكتبات المطالعة العمومية الجزائرية: من تعزيز التحوّل الرقمي إلى تفعيل المكتبة الذكية" الذي احتضنته المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لسكيكدة، مؤخّرا، إلى تعزيز التكوين والتطوير المستمر لتدريب العاملين في المكتبات الرئيسية للمطالعة العمومية، بما يخدم التحوّل الرقمي، إلى جانب تعزيز الشراكة بين الأطراف الفاعلة في مجال التحوّل الرقمي في إطار مبادئ وأهداف الاستراتيجية الوطنية للرقمنة.

 كما طالب المجتمعون بسكيكدة من خلال توصياتهم، بإعداد قانون خاص بالتحوّل الرقمي في مكتبات المطالعة العمومية الجزائرية وكذا العمل على تعزيز الثقافة الرقمية وأمن المعلومات لدى العاملين والمستفيدين من خدمات هذه المكتبات، إلى جانب اعتماد نظم معيارية للتحوّل الرقمي لضمان الأمن السبيراني والسيادة الرقمية لمكتبات المطالعة العمومية وتشجيع الابتكار في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي محليا، لدعم التحوّل الرقمي فيها، مع العمل على تقليص الفجوة الرقمية عن طريق تبادل الخبرات بين مكتبات المطالعة العمومية الجزائرية.

بالمناسبة، أوضح منسق الملتقى الوطني الدكتور لزهر بوشارب بولوداني من جامعة عنابة لـ«المساء"، أهمية ملتقى سكيكدة الذي يرتكز حول التحوّل الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مكتبات المطالعة العمومية وفق توجّه الدولة الهادف إلى تحقيق مجتمع رقمي يكرّس لمبادئ الاستراتيجية الوطنية للرقمنة، وذلك من أجل تجسيد جزائر رقمية بحلول سنة 2025 والتي تشرف عليها المحافظة السامية للرقمنة، وأشار إلى أنّه بالنظر إلى النتائج المتوصّل إليها من خلال الأبحاث والدراسات وكذا بالنظر لمؤشّرات الواقع، تم تسجيل ملاحظة أساسية تمثّلت، في أنّ الفترة المخصّصة لتجسيد الجزائر الرقمية من 2025 إلى 2030، "غير كافية" حتى لدراسة الواقع من حيث الإمكانات المتوفرة، البنية التحتية، الاتصالية، الرقمية بما فيها الاستعدادات البشرية، خاصة وأنّ هذا الموضوع، كما أوضح، يرتبط ليس فقط بالإطارات الساهرة على تطبيقه، وإنّما يتطلب، حسبه، توعية مسبّقة وتعليم، لاسيما وأنّه موجّه لعامّة الناس، داعيا إلى ضرورة إعادة النظر في تلك الاستراتيجية.

من جهته، أوضح  الدكتور كمال بوكرزازة من جامعة قسنطينة02، بأنّ مخابر البحث للجامعة، تسعى وتطمح من خلال التنسيق مع كلّ المختصين العاملين في الميدان والباحثين، من أجل الارتقاء الفعلي بمكتبات المطالعة العمومية إلى مستوى المكتبات الرقمية، بما يواكب التقنيات الجديدة المتمثّلة في الذكاء الاصطناعي أو المكتبات الذكية، وقال إنّ الملتقيات لا تكفي لتجسيد ذلك على أرض الواقع، بل يجب الإكثار من الورشات والدورات التكوينية التقنية.

أمّا الدكتور بلهوشات زنير الأستاذ المحاضر بجامعة العلوم الإسلامية "الأمير عبد القادر" بقسنطينة، فتحدّث مع "المساء" عن أهمية استعمال انترنيت الأشياء في تسيير المكتبات الجامعية وذلك من خلال إدخال آلات ومساعدات تكنولوجية باستعمال الذكاء الاصطناعي في تسيير تلك المكتبات ومن ثمّة، تقديم خدمات ذات جودة عالية للمستفيدين، معتبرا تلك المرحلة بالمهمّة مقارنة بالمرحلة الافتراضية التي كانت موجودة في المكتبات الافتراضية والمكتبات الإليكترونية والرقمية، مشدّدا في السياق نفسه على أهمية انترنيت الأشياء.

واختتمت أشغال الملتقى الوطني الثاني "مكتبات المطالعة العمومية الجزائرية من تعزيز التحول الرقمي إلى تفعيل المكتبة المتطلبات، الفرص والتحديات" التي احتضنتها قاعة المحاضرات الكبرى للمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لولاية سكيكدة، بعد يومين من المداخلات والنقاش، التي أشرف عليها مخبر التكنولوجيات الجديدة للمعلومات ودورها في التنمية الوطنية بجامعة قسنطينة2.

وشهد هذا الملتقى في دورته الثانية، مشاركة أساتذة وباحثين ومختصّين قدموا من عديد المؤسّسات الجامعية عبر الوطن، قدّموا مداخلات قيّمة حول المكتبات الرقمية والذكاء الاصطناعي في المكتبات العمومية للمطالعة الجزائرية.

وعلى هامش اختتام هذه التظاهرة العلمية،  تم تكريم الفائزتين بمراتب متقدمة في مسابقتي الشعر والمسرح في إطار الطبعة 19 لجائزة رئيس الجمهورية للمبدعين الشباب "علي معاشي " دورة 2025 وهما " فاطمة الزهراء بوودن" في الشعر و«أسماء بن احمد" في النص المسرحي إلى جانب تقديم الشهادات للأساتذة المشاركون في الملتقى.