دعا المشاركون في الطبعة الثانية للأيام الوطنية لشاعر المقاومة محمد بلخير، التي اختتمت فعالياتها بالبيض، مؤخرا، إلى جمع التراث الشفهي المتعلق بالمقاومة الشعبية ضد المستعمر الفرنسي على غرار ذلك الذي يخصّ شعر محمد بلخير وذلك ضمن جهود صون الذاكرة الوطنية.

أكدت توصيات هذه التظاهرة الثقافية والتاريخية، المنتظمة على مدار يومين من طرف قطاع الثقافة والفنون على ضرورة جمع وتحقيق ودراسة شعر محمد بلخير وغيره من شعراء المقاومة الشعبية، مع توفير قاعدة بيانات رقمية تيسر الوصول إلى النصوص وتحليلها، واعتماد خطة منهجية لتسجيل الروايات الشفوية وكلمات الشعراء الشعبيين وكبار السن، في إطار صون الذاكرة الوطنية وربط الإبداع الشعبي بسياقه التاريخي والاجتماعي. كما أوصى المشاركون بطباعة الديوان الكامل لشاعر المقاومة محمد بلخير، والعمل على إدماج شعره في مشاريع كتابة الذاكرة الجماعية، لما يتضمنه من شهادات على تاريخ المقاومة واعتماد نصوصه في الحلقات البحثية التي تعنى بتاريخ الجنوب الجزائري، وكذا دمجها في البرامج التربوية والأنشطة التعليمية.

وتمت الدعوة أيضا إلى تشجيع البحوث الجامعية حول هذا النوع من الشعر ومجالاته من حيث البنية الفنية والدلالة التاريخية وصور المقاومة والهوية الوطنية، فضلا عن تنظيم مسابقات وطنية سنوية في الشعر الشعبي المقاوم، وتخصيص جائزة في هذا المجال، وتنشيط التعاون بين المؤسسات الثقافية والإعلامية لإنتاج برامج ووثائقيات تعرف بشعر المقاومة وأعلامه. ودعا المشاركون كذلك إلى إقامة معارض وفضاءات تفاعلية حول تراث الشاعر محمد بلخير وتنظيم معارض للصور والمخطوطات والتسجيلات الصوتية الخاصة به، مع تخصيص فضاء للأطفال والشباب لتعريفهم بالتراث بأساليب عصرية، وتبني مقاربات نقدية جديدة تبرز البنية الفنية والرموز واللغة والبعد الصوفي والوجداني في شعر بلخير.

للتذكير، عرفت هذه التظاهرة، التي أقيمت بدار الثقافة والفنون "محمد بلخير" للبيض بشعار "المقاومة في الشعر الشعبي" تزامنا وإحياء الذكرى الـ 65  لمظاهرات 11 ديسمبر 1960، تنشيط العديد من المداخلات العلمية من طرف أساتذة وباحثين مختصين، وكذا تقديم إلقاءات شعرية لشاعر المقاومة محمد بلخير والشعر الملحون بصفة عامة وأغاني تراثية بدوية، إلى جانب تنظيم معرض للتعريف بالتراث المادي واللامادي لولاية البيض وعروض فلكلورية واستعراضات في الفنتازيا .