يعد الموقع التاريخي درب التبانة ببلدية سيدي بن يبقى، بدائرة قديل، شرق مدينة وهران، من المعالم التاريخية في الولاية، التي لم يتم تصنيفها من طرف وزارة الثقافة، لتبقى تواجه مصير التهميش والاندثار في صمت، رغم القيمة التاريخية للموقع الذي يؤرخ لأحد أهم الفترات العثمانية في الجزائر، حيث يعمل حاليا عدد من الفاعلين الثقافيين والجمعاويين والمجتمع المدني، على تنظيم زيارات للموقع من أجل التعريف به وتنظيفه ودعوة السلطات المحلية للولاية إلى الالتفاتة للموقع، وكذا وزارة الثقافة للتدخل وتصنيف المعلم الأثري.

شرعت لجنة المتطوعين لألعاب البحر الأبيض المتوسط 2021، برئاسة محمد قنون، وعدد من الجمعيات والناشطين بولاية وهران، تتقدمهم جمعية تبانة البلدية، في تنظيم زيارات للموقع التاريخي التبانة الذي يقع بأعالي منطقة كريشتل ببلدية سيدي بن يبقى، بدائرة قديل، شرق وهران، وهو المعلم الذي يعود تاريخ إنجازه إلى الحقبة العثمانية بوهران، وبالضبط القرن الخامس عشر، حيث عرفت تشييد عدة مواقع تاريخية ببلديات وهران، ويعد الموقع من أهم المواقع الأثرية العثمانية التي لا تزال تقاوم العوامل الزمنية والتهميش، إلى جانب بعض عمليات التخريب التي طالته في وقت سابق، وقد ساهم تواجد الموقع بأعالي بلدية سيدي بن يبقى في إبعاد الفضوليين عنه، وجعله في منأى عن الاعتداءات التي طالت عدة مواقع بولاية وهران، والتي اختفى بعضها عن الوجود بسبب الإهمال والتوسع العمراني على حساب بعض المواقع الأثرية.

موقع تبانة يعد من بين المواقع العسكرية في العهد العثماني، والمطلة على الجهة الشرقية لمدينة وهران، ويعد أحد أهم الحصون العثمانية، كان مزودا بالمدفعية لمنع دخول سفن العدو من شرق الولاية، وقد ساهم موقع التبانية في أن يكون حصنا منيعا للعثمانيين بالمنطقة، غير أن الانهيارات التي طالت البرج والصور تدعو اليوم إلى تدخل سريع لإنقاذ ما تبقى من الصرح التاريخي، وتحويله إلى معلم سياحي. ويؤكد رئيس لجنة المتطوعين لألعاب البحر الأبيض المتوسط، أن عدة زيارات سياحية ستنظم للموقع لنفض الغبار عنه والتعريف به لدى سكان وهران وزوارها، وتحويلها إلى قبلة سياحية ودعمه لتصنيفه وبرمجته ضمن المواقع السياحية التي ينتظر أن تكون ضمن فعاليات ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2021 بوهران، مضيفا أن جمعية محلية بالمنطقة تحمل اسم الموقع، قامت بإعداد ملف كامل أودع لدى مصالح مديرية الثقافة لولاية وهران، بهدف تقديمه لوزارة الثقافة من أجل الحصول على قرار التصنيف واستفادته من أغلفة مالية ودعم، لإعادة الاعتبار للموقع وحمايته.