حسب إحصائية

توقّع اندثار أكثر من 3 آلاف لغة حول العالم

توقّع اندثار أكثر من 3 آلاف لغة حول العالم
  • 676
ق.ث/ وكالات ق.ث/ وكالات
يتعرض ما يقرب من نصف اللغات المحكية، والبالغ عددها نحو 7 آلاف لغة، إلى الاندثار مع نهاية القرن الحالي، حسب أحدث التوقعات، ووفق صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية لا يوجد سبب واحد لانقراض اللغة، إلا أن بعض الأسباب الشائعة تدور حول هيمنة بعض اللغات، مثل العربية والفرنسية والإنجليزية، والوصمات الاجتماعية التي تلحق بأقليات اللغات، وتعارضها مع الطرق التقليدية للحياة.
تقول ماندانا سيفيدنيبر مديرة برنامج توثيق اللغات المهدّدة بالانقراض في جامعة "سواس" للدراسات الشرقية والإفريقية في لندن؛ "إنّ فقدان لغة يمكن أن يعنى فقدان ثقافة كاملة"، مضيفة أنّه قد تكون هناك علاجات لأمراض قد لا يعلم بها أحد بسبب وفاة آخر متكلم للغة قديمة، خاصة في عدم وجود من يفهم النصوص التي تركوها وراءهم، "عندما تموت لغة فإننا لن نتمكّن أبدا من معرفة ماذا كان يعرف هؤلاء الناس".
ويقول اللغويون بأنّ العراق وسوريا زادا من الضغوط على اللغات المهدّدة بالانقراض، ويقول لايل كامبل، مدير مشروع اللغات المهددة بالانقراض، "تُعرف اللغات المهدّدة بالانقراض بأنّ معظم ناطقيها من أقليات الشرق الأوسط، لكنهم اليوم إما يقتلون أو يتعرضون للقمع، وتواجه بعض اللغات الشرقية خطر الانقراض خلال الستين سنة المقبلة".
وحسب كامبل، فإنّ اللغة الأرامية الحديثة التي يتحدث بها سكان الموصل ومنطقة سهل نينوى في العراق هي الأكثر عرضة للانقراض في الشرق الأوسط حاليا، إذ أنّ نحو ألفي شخص من الناطقين بهذه اللغة يتعرّضون لمعاناة كبيرة على أيدي عناصر الدولة الإسلامية، وتعود جذور هذه اللغة إلى الآرامية التي يقول بعض الخبراء بأنّها اللغة التي تحدّث بها السيد المسيح وحكّام المنطقة.
اللغات الموجودة في الشرق الأوسط بعدد ناطقين أقل من 20 ألفا (مشروع اللغات المهددة بالانقراض) نسبيا، لا يعد العالم العربي من أكثر مناطق العالم في التنوع اللغوي، وتقول سيفيدنيبر "اكتسحت اللغة العربية المنطقة على مر السنين وطغت على اللغات الأصغر".
وتقام مساعي إنقاذ اللغة من الاندثار على مستويين؛ الأوّل هو توثيق ووصف اللغة، بحيث يتمكّن اللغويون في المستقبل من دراستها وتعريف الأجيال القادمة بها، بينما يقوم المستوى الثاني على التنشيط من خلال زيادة عدد المتحدثين بهذه اللغة، وهو الأمر الأكثر صعوبة كونه يتطلّب من الباحثين توفير السياق الثقافي والاجتماعي للمجتمعات حتى تكون ثنائية اللغة، وحسب سيفيدنيبر، فإنّ معدلات النجاح منخفضة تاريخيا.
ولمواجهة إحصائية سوداوية، تتوقّع اندثار نحو 3.500 لغة حول العالم، تصرّ سيفيدنيبر على أهمية جهود الحفاظ على اللغات الميتة حتى ولو لم يتم النطق بها مجددا، وتقول؛ "إنّ الطريقة التي نتكلّم بها تحدّد شكل التفكير، وعندما تموت لغة فإننا نفقد حكمة مجتمع بأكمله".