تيديس الأثرية تحتضن تظاهرة الربيع الثقافي

تنويه بإخراج الفعل الثقافي من القاعات المغلقة

تنويه بإخراج الفعل الثقافي من القاعات المغلقة
جانب من الحدث
  • القراءات: 641
 شبيلة. ح شبيلة. ح

احتضنت مؤخرا، المدينة الأثرية تيديس ببلدية بني حميدان في قسنطينة، فعاليات الربيع القسنطيني الثقافي في طبعته الثامنة، تحت شعار "الطاهر وطار يعود هذا الربيع"، تحت رعاية والي الولاية، بالتعاون وجمعية الجاحظية للثقافة والإبداع.

 

التظاهرة الثقافية التي دأبت الجمعية على تنظيمها بالمنطقة الأثرية تيديس، والمرفوعة إلى روح الراحل الروائي الطاهر وطار، جاءت بهدف مد جسور التواصل بين الأدباء والمثقفين لتبادل الآراء والخبرات، وتسليط الضوء على إبداعاتهم المختلفة من شعر وأدب وغيرها، مع منحهم فرصة التلاقي في فضاءات مفتوحة.

في هذا السياق، أكد السيد بوشارب رابح، رئيس جمعية الجاحظية المنظمة للتظاهرة الثقافية التي جمعت العشرات من أدباء وشعراء الشرق الجزائري، في حديثه لـ"المساء"، أهمية مثل هذه اللقاءات للدفع بالمشهد الثقافي بعاصمة الشرق إلى مصاف أعلى، مضيفا أن الثقافة بحاجة إلى تجديد المفهوم القديم للفعل الثقافي الذي اقتصر سابقا على الرسميات، من خلال الخروج من الأماكن المغلقة إلى أحضان الطبيعة، ليكون اختيار منطقة تيديس الأثرية برهانا على أهمية التزاوج بين ما هو عصري وما هو تراثي.

المشاركون من شعراء وأدباء أكدوا أن الصالونات الثقافية الحكومية لم تضف شيئا للثقافة، لأنها مقيدة بإطارها الرسمي، وهي أقرب للندوات، الأمر الذي جعلهم ينوهون بتجربة الجمعيات التي تحاول إخراج المشهد الثقافي من الرسميات، خاصة إذا تعلق الأمر بالادب والشعر وغيرهما.

من جهته، أثنى أمير شعراء قسنطينة الشاعر شوقي ريغي، على تنظيم مثل هذه الفعالية التي اعتبرها بمثابة تلاقح وتلاقي لجمع كبير من الشعراء والأدباء من الجيلين القديم والجديد، والأجمل منه اختيار المدينة النوميدية المفتوحة لاحتضان هذه التظاهرة، حتى لا يبقى الفعل الثقافي حكرا على القاعات المغلقة ونخبة معينة، مما سيسمح للمثقف بأداء مهمته بكل أريحية. أما الروائي محمد ستيلي، فقد دعا القائمين على وزارة الثقافة إلى ضرورة دعم هكذا تظاهرات، للنهوض بالمشهد الثقافي بالولاية التي كانت بالأمس القريب عاصمة للثقافة العربية.

وقد عرفت الفعالية الثقافية في طبيعتها الثامنة، تنظيم العديد من النشاطات والفعاليات الثقافية، منها معرض للكتاب مخصصا للإصدارات الإبداعية في مختلف الفنون، من تنظيم دار الألمعية للطباعة والنشر والتوزيع، وكذا دار بهاء الدين، فضلا عن تنظيم ندوات فكرية ومداخلات، على غرار مداخلة عنوانها "شهادة بحق الروائي الطاهر وطار "لقاء في المطار" للأستاذ الدكتور موسى معيرش من جامعة خنشلة، ومداخلة للدكتور عبد الله حمادي عنوانها "صدى عيد النصر في الشعر الجزائري".

من بين نشاطات الربيع الثقافي، إقامة أمسيات شعرية متعددة يشارك فيها العديد من الشعراء من عدة ولايات، على غرار أم البواقي عين مليلة...، إضافة إلى ندوات شعرية واستعراض عروض فانتازيا تقدمها فرقة نبع الفرسان، وتقديم مسرحية وعرض حكواتي من التراث القديم، إلى جانب قراءات شعرية وأدبية من إلقاء الضيوف من الأسماء الأدبية المعروفة. بخصوص الورشات الترفيهية، فقد تضمن برنامج الربيع الثقافي ورشات للكتابة الأدبية موجهة إلى الأطفال، فضلا عن وقفات تكريمية ووقفات احتفائية للعديد من المثقفين الجزائريين، على غرار الراحل الطاهر وطار.