على هامش المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي

تنظيم ملتقى حول ”مسرح الإدماج”

تنظيم ملتقى حول ”مسرح الإدماج”
  • القراءات: 1983

أعلنت محافظة المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي (المدية)، عن تاريخ الخامس عشر أكتوبر، لاستقبال الملخصات الخاصة بالملتقى المنظم على الهامش، تحت عنوان مسرح الإدماج: مشروع لحل المشكلات النفسية والتربوية والاجتماعية، يومي  الرابع والخامس ديسمبر المقبل.

جاء في تمهيد الملتقى الذي ينظم في إطار المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي بالمدية، دورة الطيب أبي الحسن، تحت شعار مسرح الإدماج: مشروح لحل المشكلات النفسية والتربوية والاجتماعية، أن المسرح يعد أحد أشكال الإبداع الإنساني الجمالي، وهو عبارة عن إنتاج جماعي جدلي، لارتباطه عبر تحولاته التاريخية والفنية بشكل لافت بالمتلقي وبأسئلة الحياة وإشكالاتها.

كما حافظ المسرح على دوره البارز في مختلف الرهانات الفنية التي تضعه موضع المنافسة، مع بقية أنواع الفنون والتكنولوجيات الناشطة في حياة المجتمعات، وبذلك بقي وفيا لجمهوره ومحبيه لتمسّكه الدائم بمعادلة المساءلة والتجديد والتجريب والتواصل. كما يهتم الفن الرابع بالاستجابة للمتطلبات الجديدة الحياتية والمعرفية، كأن يختبر قدراته الكامنة وأساليبه داخل المعمل المسرحي للتكيف مع المعطيات الرّاهنة، وفي استثماره للوسائط الاتصالية والتكنولوجية من أجل صياغة ما يسمى بمسرح ما بعد الدراما.

في المقابل، مادام العلم والفن مشروعين متكاملين يلتقيان لمعالجة واحتواء المشاكل الإنسانية كلٌ من منظوره الخاص، فإن للتطور التكنولوجي والمعرفي أثر في النشاط المسرحي بشكل بليغ، جعله يجدّد من مساعيه، ليتجاوز في محتواه وغاياته ووسائله الأبعاد العاطفية والترفيهية والمتعة، إلى الأبعاد المعرفية والبراغماتية، بحيث يمكنه تحقيق أهداف مهمة يمكن اختبارها والإحساس بها.

لذا، فلا غرابة أن يتوجه مختلف المهنيين والممارسين إلى الاعتماد على مسرح الإدماج، كاستراتيجية فعالة ومخرج لحل بعض المشكلات التربوية والتعليمية والاجتماعية والنفسية والصحية، ومساعدة الأفراد ومختلف شرائح المجتمع على تحقيق الاندماج داخل الأسرة والمؤسسة والجماعة، بحيث يتم إدماج الفرد في المجموعة عبر تفعيل مشاركته في مشروع المجتمع، أو مشروع مؤسسة، أو في برنامج معيّن، أو لتحقيق مشروعه الشخصي داخل مجموعة، مما يجعله مندمجا داخل المنظومة المتكاملة ومستقلا بشخصه في آن واحد.

كما أن لتجارب مسرح الإدماج مسار فعال في سبيل تحقيق جملة من الأهداف،  لارتباطه بالسيكودراما (أو الدراما النفسية) والألعاب الدرامية والتعبير الدرامي؛ وهو يعتمد على الوجدان كمدخل للتأثير في الأفراد والجماعات قصد مساعدتهم على الاستبصار بذواتهم ومعارفهم وسلوكاتهم، وتعديلها. وهو يشمل عناصر جديدة في بناء وضعية ما، بحيث تكون غريبة عن الفرد أو قريبة منه قصد تحقيق السّند الذي يفقده سواء في مجال العمل أو مجال الإرشاد والتوجيه داخل مؤسسات المجتمع على اختلافها وتنوعها، أو في مجال العلاج النفسي أو مجال التعليم، أو المجال التوعوي، أو الاجتماعي.

في هذا السياق، يحاول الملتقى الإجابة على التساؤلين الآتين: ما مدى قدرة مسرح الإدماج على نقل المسرح من مفهومه الفني إلى وسيلة ناجعة في حل مشكلات التكيف الاجتماعي والتربوي والنفسي؟ ما مكانة مسرح الإدماج في برامج التكفل بمختلف شرائح المجتمع (كالمسنين، وذوي الاحتياجات الخاصة، والتوحد، والمرضى نفسيا، والمقيمين في المؤسسات العقابية، والمتعلمين...)؟.

في إطار آخر، حددت محاور الملتقى بالمحور الأول تحت عنوان عتبات مسرح الإدماج، ويتفرع إلى مسرح الإدماج: مفهومه، نظرياته، تطوره، تطبيقاته وتجاربه. ومسرح الإدماج في الجزائر، التأسيس والتجارب.

أما المحور الثاني، فيحمل عنوان مسرح الإدماج وتطبيقاته الميدانية، ويتفرع إلى مسرح الإدماج في مجال الصحّة (الصحة العقلية، الصحة النفسية، الصحة الفيزيولوجية، الصحة الاجتماعية، الصحة المهنية). مسرح الإدماج كوسيلة للتكفل بنزلاء مؤسسات إعادة التربية”. مسرح الإدماج والتكفل بذوي الاحتياجات الخاصة”. مسرح الإدماج كتقنية تربوية داخل المؤسسات التعليمية، و«مسرح الإدماج في علاج المشكلات الاجتماعية (العنف، الانحراف، الإجرام...)، في حين يحمل المحور الثالث عنوان مسرح الإدماج والكوميديا، المسرح الفكاهي من وجهة نظر مسرح الإدماج، و«نظريات الإضحاك ومسرح الإدماج”.

سيتم على هامش الملتقى، تنظيم ورشات تكوينية درامية عن مشروع مسرح الإدماج لفائدة مربي ومنشطي مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن، والمراكز المتخصصة في إعادة التربية، ولصالح الأسرة التعليمية.

تضم اللجنة العلمية للملتقى كل من الأستاذ الدكتور يوسف حميدي من جامعة المدية، (رئيس شرفي)، الأستاذ الدكتور عيسى رأس الما من جامعة وهران (رئيسا)، إضافة إلى الأعضاء الأستاذ الدكتور ناجي شنوف والدكتورة سعاد عباسي من جامعة المدية، الدكتور بشير متيجة من المدرسة العليا للأستاذة بوزريعة، الدكتور يوسف مجقان من جامعة سان دونيز (فرنسا)، والأستاذ نوّال إبراهيم من المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري.

حدد تاريخ 15 أكتوبر لاستقبال الملخصات، في حين سيكون الرد على المشاركات المقبولة بداية من 20 أكتوبر، في حين حدد آخر أجل لاستلام البحوث الكاملة في 31 أكتوبر، أما تاريخ الملتقى فسيكون يومي 4 و5 ديسمبر، في حين ينظم المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي في الفترة الممتدة من 3 إلى 7 ديسمبر المقبل.