جائزة أحسن نص مسرحيّ

تميُّز "ليلة ابن مقلة الأخيرة" لأحمد

تميُّز "ليلة ابن مقلة الأخيرة" لأحمد
  • 670
نوال جاوت نوال جاوت

اقتنص النص المسرحي "ليلة ابن مقلة الأخيرة" لأحمد عبد الكريم، جائزة أحسن مسرحي للمهرجان الوطني للمسرح المحترف؛ ما يؤهله للتجسيد على الركح من إنتاج المسرح الوطني الجزائري "محيي الدين بشطارزي"، وذلك من بين 46 نصا كُتبت باللغة الفصحى، واللغة الأمازيغية، والدارجة، تلقتها لجنة التحكيم، فيما نوّهت بنصين، هما "الشبيه" لمصطفى بوري، و"العصفة الشمسية" لغفور الهواري بوزبوجة.

 

وخرجت لجنة التحكيم برئاسة جروة علاوة وهبي وبعضوية عمر فطموش وكنزة مباركي والشريف الأدرع وعبد الكريم غريبي، بعد إحاطة النصوص بعناية تامة وإخضاعها للتقييم، وفقا لمعايير محددة اهتمت بالفكرة والموضوع، والبناء الدرامي للنص، وبناء الشخصيات، وشعرية النص المسرحي، والحوار واللغة، والإيقاع والتقنيات الشكلية للكتابة الدرامية، بعدد من الملاحظات، أهمها التباين الواضح في مستوى النصوص؛ بين الجيدة والمتوسطة، إلى الضعيفة، وكذا طغيان النمطية السردية على الطابع الدرامي في أغلب النصوص، ناهيك عن غياب أو ضعف الثقافة المسرحية عن بعض الكتّاب، الذين نزعوا نحو الحشو، وتغليب التحليل والتأمل، وأيضا الخلط الواضح بين قواعد وأساسيات الكتابة المسرحية، الإذاعية والركحية والسردية (القصة والرواية)، وعدم الاهتمام بالحوار والإرشادات المسرحية، وكذلك ضعف اللغة، وإهمال علامات الوقف في بعض النصوص، مشيرة إلى أنها تحفظت على بعض النصوص المشكوك فيها. ورشحت اللجنة عشرة نصوص للقائمة الطويلة، وانتقت 3 نصوص في القائمة القصيرة.

وبعد أن ثمّنت اللجنة هذه المسابقة، نوّهت بحضورها ضمن فعاليات المهرجان الوطني للمسرح المحترف، داعية إلى استمرارها ومواصلتها في تحفيز إنتاج نصوص مسرحية ترفد المسرح الجزائري، وتساهم في دفع حركة التأليف المسرحي في الجزائر.

وبالمناسبة، أوضح علاوة جروة وهبي في ما يتعلق بالنصوص المشكوك فيها، أن بعض النصوص التي وصلت اللجنة، تحيل عند قراءتها، على نصوص أخرى؛ ما يدخلها في دائرة الشك، ومع التأكد من وجود نص أصلي، تدخل في خانة السرقة. وقال: "استبعدنا النصوص المشكوك فيها؛ كي لا نقع في موضع غير جيد. ورشحنا الأعمال البعيدة عن الشك". وتابعت كنزة مباركي أن المواضيع التي حملتها النصوص المترشحة للجائزة، تنوعت بين الملاحم التاريخية، والإبداع، والرقابة، والشخصيات التاريخية والفنية، والتقاليد، والزيف والاحتيال، وكذا الأسطورة والخرافة وغيرها.

ومن جهته، أكد عضو لجنة التحكيم الشريف لدرع، أن حصول روائي وشاعر هو أحمد عبد الكريم، على الجائزة، يبرز ظاهرة اتجاه الأدباء إلى الكتابة المسرحية، وهذا ما يشكل إضافة للممارسة المسرحية في الجزائر؛ "فهنيئا له وللمسرحيين بهذا الوافد الجديد"، فيما أشار عمر فطموش إلى أن هذه التجربة أبانت عن وجود مشتلة للشباب، بحاجة إلى مرافقة، وإخضاعهم لورشات تدريبية، لمعالجة الاختلالات المسجلة في الكتابة الدرامية؛ ما يمكّن من وضع العديد من النصوص الجيدة.

 


 

اتفاقية تعاون تجمع "إيسماس" و"مجوبي"

أبرم المسرح الجهوي "عز الدين مجوبي" بعنابة، السبت الماضي، اتفاقية تعاون مع المعهد العالي لفنون العرض ومهن السمعي البصري "إيسماس"، تخص التكوين على هامش الدورة الخامسة عشرة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف.وبالمناسبة، أكد الدكتور محمد بوكراس مدير المعهد، أن الاتفاقية تندرج في إطار سياسة الانفتاح على مختلف الشركاء الثقافيين، وهي الرابعة عشرة مع المسارح الجهوية. وجاء الدور على المسرح الجهوي "عز الدين مجوبي"، الذي يفتح أحضانه للمعهد بآفاق تعاون جديدة في صالح التكوين، ولفائدة طلبة المعهد، وكذلك لصالح الحركة المسرحية بصفة عامة، فيما أوضح مدير المسرح الجهوي "مجوبي"، أن القصد من الاتفاقية هو الرقي بالفن والفنانين الممارسين، الذين لا بد لهم من إطار أكاديمي ممنهج، مشيرا إلى فتح أبواب المسرح لأوائل الدفعات، وللورشات. وأضاف الدكتور إبراهيم نوال أستاذ بالمعهد، أن هذه الاتفاقيات مهمة جدا للحركة المسرحية؛ حيث كان المسرح الوطني "محيي الدين بشطارزي"، أول الممضين على اتفاقية مع معهد "إيسماس"، مؤكدا أن الكل رابح؛ لأن مفهوم تعاضد الجهود والوسائل، هو الأساس. وغاية المعهد بناء جسور بين مهندسي الحياة الثقافية والفنية، ومهندسي التكوين الفني، الذي هو جزء من الحركة المسرحية في الجزائر. وقال الفنان كمال رويني من مسرح "مجوبي"، إن هذه الاتفاقية تُعد قفزة نوعية للفن الرابع. ومن خلالها مجال للإبداع؛ ما سيعود بالفائدة على المسرح الجزائري.