تنظّم دار الثقافة "ابن رشد" بالجلفة بالتعاون مع المركز الجزائري للسينما، من 27 إلى 31 أكتوبر الجاري، فعاليات الطبعة الثانية من "بانوراما سينما الثورة"، في إطار الاحتفالات بذكرى ثورة التحرير المجيدة. تشهد التظاهرة في افتتاحها تكريم المخرج الراحل محمد لخصر حامينا من خلال عرض فيلمه "وقائع سنين الجمر"، إلى جانب تكريم المخرج أحمد زير، وهو من قامات السينما الجزائرية. 

ويتضمن برنامج التظاهرة أيضا، عروضا لأفلام ثورية كلاسيكية وحديثة، وورشات تكوينية متخصّصة، وندوات حول أربعة محاور رئيسية، هي "تاريخ السينما في الجلفة" (مع مسعود بشوطي)، و"سينما الجامعة في ظل الرهانات الجديدة" (مع أحمد قزيم)، و"الذكاء الاصطناعي وإعادة إنتاج الرصيد الثوري" (إلياس بوخموشة)، و"اقتصاديات السينما والفيلم المستقل" (محمد عبيدو)، إضافة إلى ماستر كلاس خاص بإنتاج الفيلم القصير، يقدّمها المخرج يوسف سويقات، وجلسة نقاش لعرض مشروع الفيلم الروائي القصير "وصال".

كما يتضمّن جانب العروض أفلاما معروفة، منها "هليوبوليس" لجعفر قاسم، و"معركة الجزائر" لجوليو بونتيكورفو، و"البئر" للطفي بوشوشي، إلى جانب أفلام وثائقية وقصيرة، منها "إعدام" ليوسف محساس، و"زئير الظلام" لأحمد رياض، و"بيار كليمون: السينما والثورة" لعبد النور زحزاح، و"زهرة الصحراء" لأسامة بن حسين، و"الساقية" لمهدي تسابست.

للإشارة، تشمل الورشات التكوينية مواضيع متنوّعة، منها "الصوت والمؤثّرات" مع كمال مكسر، و "التركيب" مع الهاشمي ملياني، و "التصوير" مع فري لونيس، و "الكتابة السينمائية" مع كربوعة المختار، و "الإخراج"  مع أحمد حمام، و"اللباس التاريخي" مع نفطي سالم، مع السعي إلى تدريب الشباب المهتمين بالسينما على تقنيات صناعة الأفلام الوثائقية، وكيفية توظيف السينما كأداة لتوثيق التاريخ. 

وبالمناسبة، دعا المنظمون جميع الراغبين إلى التسجيل الفوري في الورشات الستة المكثفة. كما إن الفعاليات تُعد فرصة ذهبية لتحويل المشاريع والأفكار إلى واقع ملموس، وطريق معبد ينطلق من الجلفة ليصل إلى المشاركات الوطنية والدولية. وتمثل هذه التظاهرة فرصة للجمهور للتعرف على جزء مهم من التاريخ الوطني عبر الفن السابع. كما تشكل جسرا بين الأجيال لاستلهام القيم الثورية والتضحيات التي قدمها الشعب الجزائري في سبيل الحرية والاستقلال.