الزاوي يستغرب غيابه عن الإشهار في رمضان
ترويج استهلاكي عنيف والكتاب فيه ممسوح

- 883

أبدى الدكتور أمين الزاوي، مؤخرا، في منشور أطلقه عبر صفحته الإلكترونية، استغرابه من الغياب التام للترويج للكتاب عبر الإشهارات التلفزيونية، التي تبث كل حين، خاصة في هذا الشهر الكريم، ولا أثر فيها لأي منتوج معرفي، وعلى رأسه الكتاب.
كتب الزاوي قائلا: "لا تتوقف قنوات التليفزيون الجزائرية عن قنبلتنا بإشهار بلا ذوق ولا فن، عن الأجبان والزبدة النباتية ومواد التنظيف والحفاظات والمشروبات الغازية والقهوة والأنترنت.... شيء واحد ليس له مكان في هذا الإشهار العنيف، إنه الكتاب، الكتاب ممسوح تماما من إشهار هذا العالم الاستهلاكي المتوحش".
يؤكد بعض المهتمين بالكتاب، أنه سلعة تحتاج إلى من يقوم على ترويجها وتسويقها، لجذب القارئ لها، وذلك، حسبهم، يكون عبر وسائل الإعلام المختلفة. كما يرى آخرون أن الكتاب يخضع لشروط ومعايير وآليات التوزيع والتسويق، والعرض والطلب، وأنه بذلك يصبح سلعة تجارية، رغم أنه يختلف في الخاصية والهدف وطبيعة الاستهلاك عن السلع الأخرى. ويتبين أن مشاركة وسائل الإعلام المسموعة والمرئية ضرورية في صناعة القارئ وصناعة الكاتب، من خلال التعريف الواسع والمتكرر، خاصة عبر الإعلانات والومضات.
يعتبر إنتاج الكتاب عملية إبداعية، يتحول إلى منتج، ثم يصبح سلعة تطرح في السوق، ويخضع لآليات السوق، من حيث ضرورة تسويقه وبيعه، ونتيجة هذه العملية، يكون الانتشار للمؤلف والربح المادي للناشر، وتترسخ صورة الكتاب، بالتالي الثقافة في ذهن الجمهور، هذا الأخير الذي لا يعرف من الإشهار، حسب الدكتور الزاوي، سوى المواد الاستهلاكية التي تدور في فلك الأكل، بالتالي تغلق الحلقة وتدور في فلك ثقافة البطن وكفى.
الكتاب هو أيضا وسيلة تواصل وتكوين رأي عام مشترك، وهو صناعة لها مردود اقتصادي، إن نجحت الدعاية له، يساهم أيضا في تقديم فرص للمؤلفين والمبدعين لإشهار مؤلفاتهم وتعزيز المشهد الثقافي العام، وكذا التعريف بمن ينشطون في باقي المناطق من الوطن، فالإشهار تحريك لعملية كاملة تخص الكتاب، بداية من التأليف، إلى التسويق والبيع عبر مختلف الصيغ والنقاط والمناطق.