الدورة 22 من مهرجان الفنون الإسلامية

ترسيخ على الساحة العالمية المعاصرة للإبداع البصري

ترسيخ على الساحة العالمية المعاصرة للإبداع البصري
  • القراءات: 817

تحتضن الشارقة بداية من 8 ديسمبر الجاري، الدورة الثانية والعشرين من مهرجان الفنون الإسلامية، الذي تنظمه إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة، تحت شعار "مدى"، إنه حدث استثنائي.. فمنذ دورته الأولى التي انطلقت سنة 1998، ما زال يترجم بتجدد فكري ملهم، رؤية الشارقة في تأصيل الفنون الإسلامية وترسيخ حضورها على الساحة العالمية المعاصرة للإبداع البصري.

لذلك، يمكن أن نفهم لماذا اختارت اللجنة المنظمة للمهرجان أن تشرح وتعرف شعار الدورة القادمة بالطريقة الآتية؛ "المدى حيز ومجال مفتوح إلى ما لا نهاية، يحيل إلى التأمل والانطلاق نحو عوالم بصرية تتوارى وراء المكان، كأن ترى الصورة وأنت مطبق العينين، وهذا فعل تخيل، وليس أقدر من المخيلة على استدعاء كل جميل غائب، وغير مكتشف".

فالتعريف والشعار يعكسان أن الشارقة تدرك أن الفنون الإسلامية هي فضاء واسع يزدحم بالأفكار التجريبية التي تعبر عن ذلك الفن، ومكنوناته الإبداعية، بطريقة تقدمه للمتلقي دون أن تترك صفة الماضوية و"التراثية" تطبعه بطابعها، وتأكيدا لتلك الرؤية، قدم المهرجان في دوراته السابقة، عدة مفاهيم للفن الإسلامي والخط العربي الذي يشكل إحدى دعاماته.

عبر الانفتاح على القراءات العالمية لتراث الخط العربي، برزت فيه اقتراحات جمالية وبصرية، دخل فيها الخط كمكون جمالي وفكري، فيما يعرف بـ«الحروفية"، وفي "النحت" والأشكال الهندسية والزخرفية، وفي مصادر الإبداع التي وفرتها التكنولوجيا، كاستخدامات الضوء وانعكاسات الشفافية على سطح اللوحة، وغيرها من التعبيرات الإبداعية الفنية المعاصرة.

هذا الانفتاح العالمي العميق برؤيته المعاصرة للفن الإسلامي، تجلى في الدورة الحادية والعشرين للمهرجان وشعارها "أفق" في تعدد وكثرة الأماكن التي استضافت الأعمال المشاركة، وهو ما جسد رؤية منفتحة على ماهو أبعد من مجرد استعراض ماضي الفن الإسلامي أو تخليده، فقد شغلت تلك الأعمال 25 موقعا، من بينها متحف الشارقة للفنون، وواجهة المجاز، ومركز مرايا للفنون، وساحة الخط.

ضمت دورة "أفق" 238 فعالية و377 عملا فنيا على مدى 30 يوما، وتضمنت 55 معرضا لـ63 فنانا من 20 دولة عربية وأجنبية، إلى جانب ذلك، ولتعميق رؤية المهرجان في عرض مفاهيم جديدة للفن الإسلامي، فقد اشتمل على ورشات عديدة وعروض فيديو لتجارب عالمية، ومحاضرات ولقاءات تفاعلية من مختلف قارات العالم.

فعلى سبيل المثال، احتضنت هذه الدورة 144 ورشة، في حين عرض 11 فيديو لتجارب فنية متنوعة، كما تم تنظيم دورة تدريبية في الخط العربي، و26 محاضرة ولقاء حواريا بين الفنانين والجمهور، فضلا عن المعارض الشخصية الموازية.

إن تلك المسيرة التي دشنها المهرجان منذ نهايات تسعينات القرن الماضي، تقوم فكرتها على استدعاء روح الفنون من عدة أماكن وثقافات عالمية، وفتح المجال للتعبير عن ملامح فنية تندرج ضمن القالب العام للفن الإسلامي، وهو ما يمنح المهرجان تجددا في الرؤية والتعبير، تبعا لتغير الفنانين وتغير ثقافاتهم ورؤاهم وتجاربهم.(وكالات)