العرض الشرفي لفيلم "نجم الجزائر" لرشيد بن حاج
تراجيديا فنان في زمن الإرهاب

- 1997

سار الفيلم الروائي الطويل "نجم الجزائر" للمخرج رشيد بن حاج على نحو مرتبك على مدار 102 دقيقة، لدى عرضه أمس، شرفيا بقاعة ابن خلدون بالجزائر العاصمة، رغم القيّم والرسائل التنويرية التي تضمنها، ذلك أنه استعان على أداء باهت للممثلين، ووقوعه في الرتابة في أكثر من مرحلة من عمر هذا العمل السينماتوغرافي المقتبس من رواية تحمل العنوان نفسه للروائي عزيز شواقي. حاول المخرج بن حاج في فيلمه الجديد أن يكون وفيا لمرحلة حسّاسة من تاريخ الجزائر المعاصر وهي فترة العشرية السوداء، واستفحال ظاهرة الإرهاب التي قلبت حياة الجزائريين رأسا على عقب، إلا أنه جانب ذلك من خلال العديد من الأخطاء التي تبدو بسيطة لكنّها تنقص من القيمة الفنية للعمل على غرار استعمال أوراق نقدية من فئة 1000 دينار التي بدأ تداولها في سنة 1998، وأطوار القصة تدور في 1993، إلى جانب ظهور واضح للملصقتين تحتفلان بالذكرى الستين للثورة التي تعود لسنة 2014. عاد فيلم "نجم الجزائر" للفترة الدموية التي ضربت البلاد، بطله فنان يدعى "موسى" (شريف أزرو)، طموحه في أن يصبح نجم الجزائر الأول في الغناء يتحول إلى قصة مأساوية، حيث يواجه العديد من العقبات إذ يُغتال صديقه المقرّب وهو عضو من فرقته الموسيقية، وتُغتال حبيبته "سلمى" (صوفيا نواصر) على يد أخيه المراهق "سليمان" الذي انضم للجماعة الإرهابية وقد كان هدفه قتل أخيه موسى لكن الرصاصة أصابت سلمى، كل ذلك جعل الفنان رجلا متوحشا في نهاية الأمر ويثأر من نفسه ويضيّعها، حيث ينضم للظلاميين يستبيح فيها القتل والذبح.
المقدمة التي ولج المخرج الفيلم بالتسليط الضوء على الوضعية الاجتماعية للجزائريين في تلك الفترة كانت مبالغا فيها خاصة تركيزه على أفراد عائلة موسى، كل واحد وقصته، بداية من الأب الذي يظهر مستسلما للأوضاع ويبدو كالمتفرج فقط، بينما كانت الأم الأكثر حضورا من خلال محاولة تنظيم سير بيتها على أكمل وجه، إلى جانب أخيه سحنون المختل ذهنيا، لكنه ظهر كالدرويش الذي يستشرف المستقبل الدموي، إلى جانب أخيه الأكبر الذي يبدو متقدما في السن لكنه لم يتمكن من الزواج بعد بسبب أزمة السكن التي استفحلت بقوة آنذاك، فضلا عن أخت موسى وجارته اللتين من خلالهما كان الحديث عن فرض الحجاب وإلزام الأخ الأصغر سليمان بالجهاد وتم تجنيده. وتظهر شخصية "سبارتاكوس" أو "أبا علي" (عبد الباسط خليفة)، شخصية قامعة باسم الدين الإسلامي، غير أن القصة تضع مثل هذه الشخصيات في مفارقات تدينها، كجهلهم بمحتوى الدين ودواعي أحكامه، وضعفه في اللغة العربية التي هي لغة القرآن، وبدت أدوار الظلاميين متقنة في الأداء عكس باقي الممثلين في أدوارهم. اختار المخرج نهاية حزينة وغير مبررة بالنظر لمسار الفيلم، لكنها أعطت الفرصة للمثل شريف أزرو ليعطي أداء قويا في لحظة اغتيال حبيبته.