احتفالية ميلاد بن هدوقة 96

تحية عرفان لرائد الرواية الجزائرية

تحية عرفان لرائد الرواية الجزائرية
  • القراءات: 888
ن. مريم ن. مريم

تختتم الندوة الوطنية حول عبد الحميد بن هدوقة، بالمكتبة الوطنية في الحامة، تحت شعار ”الرواية الجزائرية.. من التأسيس إلى التكريس”، اليوم الإثنين، بعد يومين من المحاضرات التي تنهل من المسار المتميز للروائي الراحل الذي اعتبرته وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة، ”رجلا سخيا وحاملا للقيم”، لهذا فهو ”أكبر من النسيان”.

قالت الوزيرة في كلمتها، إن عبد الحميد بن هدوقة كان كاتبا من طينة الأدباء الجزائريين الكبار، أمثال محمد ديب وكاتب ياسين ومولود فرعون وآسيا جبار ومالك حداد والطاهر وطار وآخرون، واصفة أعماله بـ«الجبارة” والمشبعة بـ«النضج والبصيرة والواقعية”.

تبع تدخل الوزيرة، محاضرتان نشطهما كتاب جامعيون، حول أعمال الروائي ومقاربته الثقافية والسياقية للواقع الجزائري، كما تطرق الكتاب الجزائريون عبد العزيز بوباكير وعبد الحميد بورايو وجيلالي خلاص ومحمد ساري ومحمد داود ومحمد تحريشي، إلى العديد من الجوانب المرتبطة بالذكاء الأدبي لعبد الحميد بن هدوقة، أحد أعمدة الرواية الجزائرية المعاصرة باللغة العربية.

اعتبر الكاتب والمترجم عبد الحميد بوباكير، أن العمل ”الواقعي” لعبد الحميد بن هدوقة، طبعته ”إنسانية عميقة”، في حين وصفه زميله جيلالي خلاص ”بالحداثي”، من جانبه، اتخذ محمد داود موضوعا للدراسة ”الجازية والدراويش”، للتأكيد على البعد الأبستمولوجي والأنتروبولوجي للروائي.

كما أحيا بعض المثقفين والإعلاميين المهتمين بالشأن الثقافي، الذكرى الـ96 لميلاد الروائي الكبير عبد الحميد بن هدوقة، صاحب رائعة ”ريح الجنوب” و«جازية والدراويش”، الذي ترك بصمته واضحة في سجل الرواية الجزائرية رائدا لها.

ولد عبد الحميد بن هدوقة في 9 يناير 1925 بالمنصورة (ولاية برج بوعريريج)، بعد التعليم الابتدائي، انتسب إلى معهد الكتانية بقسنطينة، ثم انتقل إلى جامع الزيتونة بتونس. نضاله ضد المستعمر الفرنسي الذي كان له بالمرصاد، دفعه إلى مغادرة التراب الوطني مرة أخرى نحو فرنسا، ويتجه عام 1958م إلى تونس، ثم يرجع إلى الوطن مع فجر الاستقلال، وقد توفي في أكتوبر 1996م.

تقلد الراحل عدة مناصب، منها مدير المؤسسة الوطنية للكتاب، ورئيس المجلس الأعلى للثقافة، وعضو المجلس الاستشاري الوطني ونائب رئيسه، كما علم الأدب العربي بالمعهد الكتاني بين سنتي 1954- 1955، ثم التحق بالقسم العربي في الإذاعة العربية بباريس، حيث عمل مخرجا إذاعيا، ومنها انتقل إلى تونس ليعمل في الإذاعة منتجا ومخرجا. وبعد عودته إلى الجزائر، عمل في الإذاعتين الجزائرية والأمازيغية لأربع سنوات، وترأس بعدها لجنة إدارة دراسة الإخراج في الإذاعة والتلفزيون والسينما، وأصبح سنة 1970 مديرا في الإذاعة والتلفزيون الجزائري.

أمه أمازيغية وأبوه عربي، وهو ما أتاح له أن يتمتع بتلك الخلفيتين اللتين تمتاز بهما الجزائر، وأن يتقن العربية والأمازيغية، بالإضافة إلى الفرنسية التي تعلمها في المدارس، رغم أن الفرنسية في تلك الحقبة من تاريخ الجزائر كانت ممقوتة، لأنها لغة المستعمر، من هنا جاء قرار والده بإرساله إلى المعهد الكتاني، الذي كان فرعاً للزيتونة في تونس، وكان أساتذة هذا المعهد من الأزهريين، أو ممن تخرجوا من المدرسة العربية الإسلامية العليا بالجزائر.

له مؤلفات شعرية ومسرحية وروائية عديدة ترجمت إلى عدة لغات، أكسبته نشأته في الأوساط الريفية معرفة واسعة بنفسية الفلاحين وحياتهم، مما جسده في عدة روايات تناولتها الإذاعات العربية.

للإشارة، صدر في ديسمبر الماضي عن دار ”الوطن”، كتاب حول الروائي عبد الحميد بن هدوقة، ضم شهادات لكتاب عرفوه، على رأسهم عبد العزيز بوباكير وجيلالي خلاص وعبد الحميد بورايو وغيرهم، بعنوان ”عبد الحميد بن هدوقة رائد الرواية الجزائرية”، جاء لإثراء المكتبة الجزائرية وإحياء ذكرى أحد مؤسسي الرواية المكتوبة بالعربية في الجزائر.

كما اقترح مجموعة من المثقفين على وزارة الثقافة، إقامة تمثال للكاتب الراحل عبد الحميد بن هدوقة بمسقط رأسه بالحمراء في ولاية برج بوعريريج، ومنذ فترة، بادر التلفزيون الجزائري إلى بث فيلم ”ريح الجنوب” للمخرج سليم رياض، الذي أنتج في السبعينات، ولاقى نجاحا منقطع النظير، وظل غائبا عن الجمهور لسنوات.