"منهج السالك في شرح موطأ مالك” لبن التواتي

تتويج لثلاثة عقود من البحث

تتويج لثلاثة عقود من البحث
  • القراءات: 927
مريم. ن مريم. ن

أصدر الشيخ الجليل العلامة المعروف الدكتور محمد التواتي بن التواتي، مؤخرا، شرحه لموطأ الإمام مالك الموسوم منهج السالك في شرح موطأ مالك في 20 مجلدا، وبهذه المناسبة، زارته مجموعة من المثقفين، كان منهم الدكتورين العيد جلولي، وعبد الناصر مشري، والكاتب والمؤرخ المعروف بمدينة تقرت سي عبد القادر موهوبي، للاطلاع على جديده وبعض أعماله الأكاديمية الأخرى.

تم اللقاء بفضيلة الشيخ العلامة الجليل منذ أيام قليلة بمدينة الأغواط، وكان ذو شجون علمية وأكاديمية لم تغب عنها بعض الإيمانيات، علما أن الشيخ (من مواليد 1943) من أعلام الأغواط، وأخذ القرآن الكريم بالزاوية الرحمانية بنفس المدينة، عن الشيخ كويسي المبروك، وتعلم بمدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ولم يقعده حب العلم للالتحاق بالثورة، وبعد استرجاع الجزائر لاستقلالها وسيادتها، عاد الشيخ لمواصلة إشباع رغبته في طلب العلم، وفي الوقت الذي كان يدرس بإحدى المساجد بمسقط رأسه في الأغواط، ويزاول مهنة التعليم، اجتهد في الحصول على شهادة الليسانس في الحقوق، ثم في الآداب، ومن بعدها رسالة الماجستير والدكتوراه التي تحصل عليها سنة 2004، ورغم تقاعده من الجامعة سنة 1998، إلا أنه لم يبرح قاعات المحاضرات بجامعة الجزائر، التي حرص القائمون عليها على أن يبقى بينهم يستفيدون من خبرته وعلمه، ونقلها للأجيال من الطلبة الذين هم في أمس الحاجة للتواصل مع سلفهم الذي يمثل هويتهم الدينية والوطنية، وكيف لا يكون ذلك وهو المتخصص في الفقه المقارن، وبالتحديد حول المذهبين المالكي والإباضي.

للشيخ التواتي مؤلفات كثيرة، ولعل أهمها كتابه شرح موطأ مالك الموسوم منهج السالك في شرح موطأ مالك في 20 مجلد، حيث تعززت المكتبة العلمية المالكية الجزائرية والمغربية والعربية والإسلامية بهذا الإنجاز المهم، وللشيخ الدكتور التواتي بن التواتي إصدارات أخرى كثيرة، أهمها تفسيره للقرآن الكريم، المعروف بـ”الدر الثمين في تفسير الكتاب المبين، وهو أول تفسير جزائري للقرآن الكريم في العصر الحديث، له أيضا المبسط في الفقه المالكي بالأدلة، و«الإمام المازري المالكي والفقه المقارن، و«الأخفش الأوسط وآراؤه النحوية، وأصول النحو العربي من خلال معاني القرآن، و”معاني القراءات عند الأخفش الأوسط وتوجيهها النحوي، و”مفاهيم في علوم اللسان أو ما يسمى باللسانيات الحديثة.

اللقاء بالشيخ التواتي في بيته كان لقاء ثريا، حيث حظي ضيوفه بحديث ممتع معه حول عديد القضايا الفقهية، وحول أهم مؤلفاته، وعلى الخصوص، شرحه للموطأ الذي ذكر أنه أخذ منه ثلاثين سنة كاملة من البحث والعمل المتواصل، وفي ختام هذا اللقاء المبارك، أهدى الشيخ شرحه للموطأ منهج السالك في شرح موطأ مالك، كما أهدى مؤلفات أخرى منها كتابه بين موطأ مالك ومسند الربيع بن حبيب ـ دراسة تقابلية بين المذهبين الموطأ والمسند، و”التوضيح والبيان فيما اتفق عليه الإمامان (الربيع بن حبيب والإمام مالك)، فضلا عن العديد الكتب في اللغة واللسانيات. كما درس الشيخ لسنوات طويلة بجامعة عمار ثليجي بالأغواط، وأشرف على العديد من المذكرات العلمية، وشغل منصب أستاذ محاضر مشارك، ومكلف من طرف مديرية الشؤون الدينية بالإمامة وتقديم الدروس والمحاضرات بمساجد الولاية. وتحصل أيضا على شهادة الليسانس في اللغة العربية وآدابها، وحائز على شهادة الماجستير في النحو العربي وأصوله بدرجة مشرف جدا، وعلى شهادة الدكتوراه في القراءات والدراسات النحوية والأحكام الشرعية.