السينما الجزائرية تتألق في مهرجانها الدولي الـ 12

تتويج "رُقْية" بالجائزة الكبرى

تتويج "رُقْية" بالجائزة الكبرى
  • 234
د. مالك د. مالك

طُويت آخر أيام مهرجان الجزائر الدولي للفيلم، سهرة الأربعاء الأخير، بالمسرح الوطني الجزائري "محيي الدين بشطارزي"، في أجواء احتفائية جمعت صنّاع السينما والضيوف. وقد تميّز حفل الاختتام بالإعلان عن أبرز الأفلام المتوَّجة في أصناف المنافسة الرسمية، إلى جانب وقفات وفاء وتكريم لوجوه فنية جزائرية ودولية كان لها حضور لافت في تاريخ السينما.

أكّد الأمين العام لوزارة الثقافة والفنون سيد علي سبع في الكلمة التي ألقاها نيابة عن وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة، أنّ مهرجان الجزائر الدولي للفيلم يشكّل فضاء استراتيجياً، يجسّد رؤية الدولة في جعل الثقافة عنصراً فاعلاً في التنمية الوطنية، ورافعة للدبلوماسية الثقافية، مشدّداً على أنّ السينما ليست مجرد فن جمالي، بل لغة للتأثير، ومرآة تعكس أحلام الشعوب، وتطلعاتها. وأعرب عن اعتزاز الوزارة بالمشاركة المتميزة لجمهورية كوبا ضيف شرف هذه الدورة، مؤكّداً أنّ حضورها يجسّد عمق الروابط التاريخية بين البلدين، وقيم التضامن وصون الذاكرة، موجّهاً الشكر لكلّ الضيوف والمؤسّسات التي ساهمت في إنجاح هذا الموعد السينمائي.

وفي كلمة سفير كوبا بالجزائر هيكتور إيغارزا كابريرا، تم التأكيد على مكانة التعاون الثقافي بين البلدين، مشيراً إلى أنّ اختيار كوبا ضيفة شرف يعبّر عن صداقة راسخة تربط الشعبين منذ عقود، مثمناً التكريم الموجه للفنانين الكوبيين، ودور السينما في تعزيز الشراكات الإبداعية المشتركة.

أما محافظ المهرجان مهدي بن عيسى فأبرز ما ميّز هذا الأسبوع السينمائي من عروض، ولقاءات، وورشات، مؤكّداً أنّ "بيبان دزاير" ستظل مفتوحة أمام كلّ التجارب السينمائية العالمية، وأنّ السينما الجزائرية تجدّد حضورها بفضل طاقات شبابها، وانفتاحها على الإبداع. واختتم بتوجيه الشكر لوزارة الثقافة والفنون، وولاية الجزائر، وكافة الشركاء والداعمين، ووسائل الإعلام التي رافقت فعاليات هذه الطبعة.

وجاء الإعلان عن الفائزين كما يلي: تتويج الفيلم الروائي الطويل "رُقية" للمخرج يانيس كوسيم، بالجائزة الكبرى لأفضل فيلم روائي، مانحا السينما الجزائرية تتويجاً جديداً في هذه التظاهرة.  كما اقتسم فيلم "قرية نحو الجنة" للصومالي مو هاراوي وفيلم "أحلام عابرة" للفلسطيني رشيد مشهراوي، جائزة لجنة التحكيم، بعدما لفتا الانتباه بمعالجاتهما الفنية، ورؤيتيهما الإنسانيتين.

وفي صنف الأفلام الوثائقية ظفر فيلم "عنّاب" لعبد الله قادة من الجزائر، بالجائزة الكبرى، بينما منحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للفيلم البرازيلي "لا أحد يولد ليُداس"، مع تسجيل تنويه خاص لفيلم "حيو.. المغنية المتمردة مريم الحسان ونضال الصحراء الغربية". أما جائزة الفيلم القصير فعادت إلى "الوشاح الأسود" للإيراني علي رضا شاه حسيني، في حين مُنح تنويه خاص لفيلم "عساسات الليل" لنينا خدة. ونالت "مشية الغراب" لخالد بن طبال، جائزة لجنة التحكيم في هذا الصنف.

وتواصلت التتويجات مع جائزة "الإبداع التقني" التي أبرزت أعمالاً تميّزت بحرفية بصرية وصوتية عالية، فاختيرت عدّة أفلام من بينها "عساسات الليل" و"الضحية صفر" و"مجهول" و"العودة إلى المدينة" و"الساقية". كما حصدت ثلاثة أعمال جوائز الجمهور، وهي الوثائقي القصير "حركة الفهود السود بالجزائر"، والفيلم الوثائقي "خدمت الموت"، والروائي الطويل "حدة" لأحمد رياض.

وعرف الحفل أيضاً تكريم جمهورية كوبا ضيف شرف هذه الدورة، حيث أكّد سفيرها هيكتور إيغارزا كابريرا أنّ المشاركة الكوبية كانت فرصة لتعميق التبادل الثقافي بين البلدين. كما تم تكريم عدد من الشخصيات الفنية، من بينها المخرج الفلسطيني حنا عطا الله، والمترجمة والمناضلة إيلين مختفي، والمخرجة الألمانية مونيكا مورير، والسيناريست الجزائري توفيق فارس. واختُتمت السهرة بعرض فيلم "صوت هند رجب" (2025) للمخرجة التونسية كوثر بن هنية. وهو عمل يمزج بين الروائي والوثائقي مستنداً إلى تسجيلات حقيقية لتجسيد قصة الطفلة الفلسطينية هند، والمسعَفين الذين حاولوا إنقاذها أثناء حصار غزة.