خنشلة تحيي الذكرى الـ 62 لاستشهاد البطل عباس لغرور

تاريخ من بطولات الأوراس

تاريخ من بطولات الأوراس
  • القراءات: 3176
 ق.ث ق.ث

أحيا المتحف الجهوي للمجاهد بولاية خنشلة أول أمس، الذكرى الـ 62 لاستشهاد البطل عباس لغرور بإقامة عديد الأنشطة.

تم بالمناسبة إقامة معارض للصور والملصقات والكتب التي تسلط الضوء على حياة هذه الشخصية الثورية والإنجازات التي قدمها عباس لغرور قبل وأثناء الثورة التحريرية بالولاية الأولى التاريخية التي كان واحدا من بين قادتها التاريخيين الذين أعطوا إشارة انطلاقها.

شهد المتحف الجهوي للمجاهد بالمناسبة تنظيم زيارات لبراعم أفواج الكشافة  الإسلامية الجزائرية وبعض تلاميذ المدارس الذين تلقوا شروحات وافية عن مسيرة  الشهيد عباس لغرور من قبل القائمين على ذات المؤسسة التي تعنى بالحفاظ على  الذاكرة الوطنية.

ذكر مؤطرون من المتحف الجهوي في حديثهم للزوار الذين توافدوا على أجنحة  المعرض أن عباس لغرور يعتبر واحدا من بين القياديين البارزين في تاريخ الثورة  التحريرية، داعيا الجيل الجديد إلى ضرورة قراءة الكتب التي تتحدث عن أعلام ثورة  نوفمبر المجيدة للاستلهام من تضحيات وبطولات الشهداء والمجاهدين.

أشرف على الأفواج التي أوكلت لها مهمة شن الهجمات ليلة أول نوفمبر 1954  بخنشلة ليشارك بعدها في قيادة معارك الجرف والزاوية وتفسور والبياضة والتي  ألحق خلالها هزائم متكررة بالعدو الفرنسي قبل أن يغادر في أكتوبر من سنة 1956  نحو تونس رفقة عدد من الإطارات والطلبة الذين غادروا مقاعد الدراسة لتحرير  الوطن، حيث شرع في التحضير لعقد مؤتمر صلح بين قادة الولاية الأولى التاريخية  قبل استشهاده في ظروف غامضة في الـ 25 من جويلية 1957.

تخلّد ولاية خنشلة التي تحمل العديد من مؤسسات الدولة بها اسم الشهيد عباس  لغرور سنويا ذكرى رحيله من خلال إقامة العديد من التظاهرات والنشاطات الثقافية  والرياضية بدور الشباب عبر بلديات الولاية.

عباس لغرور من مواليد 23 جوان 1926 بانسيغة بولاية خنشلة، وانضم إلى حزب الشعب العام 1946 ليشارك بعدها في مظاهرات 8 ماي 1945، كما قام بتنظيم  مظاهرة احتجاجية بخنشلة سنة 1951 وتم أسره من طرف قوات الاحتلال الفرنسي  ليغادر السجن بعدها ويشرع رفقة مصطفى بن بوالعيد وعاجل عجول وشيهاني بشير في التحضير لاندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر 1954.

والحقيقة أن فترة عباس لغرور، منذ غياب مصطفى بن بولعيد تبقى بدون منازع هي الفترة الذهبية التي تميزت بنجاحات منقطعة النظير، واستحقت بجدارة أن تسمى بالفترة الذهبية للثورة في الأوراس.

فعباس لغرور ورفيقه لعجول، القائدين الميدانيين، هما من عملا على إخراج الثورة من ضعفها لتتحول في عدة أشهر إلى قوة نتيجة تلك الهجومات المبكرة، والكمائن الموجعة  والمعارك الطاحنة والأسلحة الفتاكة من العدو. ومن نتائج تلك التضحيات، تحرير المنطقة المحرمة في عمق الأوراس، التي أصبحت قاعدة استراتيجية لجيش التحرير حتى توقيف القتال.

إشتهر عباس بالمعارك الطاحنة التي كان يواجه بها ”بيجار” الذي اعترف صراحة بكفاءة الثوار الذين كانوا تحت قيادة القائدين لغرور ولعجول بقوله ”بأنهم كانوا يناورون بصفة مثيرة للإعجاب وأنهم كانوا تحت إمرة قائد فذ” ويقصد به هنا ”عباس لغرور” ، فهو ظاهرة كما يقول عنه رفيقه سالم أبوبكر، ينبغي أن تدرّس، ويقول عنه الراحل بوحارة عبد الرزاق ”إنني تفاجأت وأنا أتكون في الكلية الحربية بعد الاستقلال بتدريس معارك قنطيس وعصفور ومعركة تافاسور ....، إنه رجل محارب من الطراز الأول، يختلف عن غيره من قادة الثورة، فلا أحد من هؤلاء يشبهه في شجاعته وفي إقدامه وتكتيكه... لقد كان يضع نفسه دائما في المقدمة، ابتداء بالهجوم التاريخي ليلة أول نوفمبر إلى آخر معركة له داخل الأراضي التونسية. ويضيف المجاهد محمد بيوش ”إن العمل الحربي بالنسبة إليه هواية يمارسها في كل وقت، يتصدى للقوات الفرنسية حيثما التقاها، ويكون دائما هو المبادر بالضرب”.