الجزائر تحتفي بالفيلم الصحراوي في السينماتيك
تأكيد موقف خالد في مساندة قضية "شعب متلهّف للحرية"
- 241
لطيفة داريب
قال الكاتب الصحفي مصطفى آيت موهوب إنّه ابتغى من خلال إصداره كتاب "الصحراء الغربية. شعب متلهّف للحرية" ، تسليط الضوء أكثر على القضية الصحراوية التي تعاني من تعتيم إعلامي رهيب، تفرضه السلطات المغربية.
أضاف آيت موهوب خلال الندوة التي نشّطها، أوّل أمس بالسينماتيك بمناسبة افتتاح تظاهرة "بانوراما الفيلم الصحراوي" التي تنظّم بشعار "السينما من أجل الحرية" ، أنّ فكرة تأليف هذا الإصدار قديمة، لكن إنجازه حديث، ومرتبط بما حدث ويحدث في غزة، مضيفا أنّه خلال زيارته العديدة لمخيمات الصحراويين واكتشافه معاناتهم، قرّر الكتابة عنهم، لكنّه لم يفعل إلاّ حديثا، ليصدر كتابه عن دار النشر "ليجاند".
ويرى الكاتب أنّ القضية الصحراوية زادت حدّتها بعد إبرام المغرب اتفاقية مع إسرائيل، وتدخّل الولايات المتحدة الأمريكية رغم أنّها قضية إنسانية عادلة، مشيرا إلى كتابته لهذا المؤلَّف قبل محاولة مجلس الأمن التعامل بشكل مختلف، مع الشأن الصحراوي. كما تطرّق أيضا، بشكل مفصل، لمحاولة المغرب التعتيم على القضية الصحراوية، وتحويلها إلى حرب دون صورة؛ حيث تمنع دخول الصحفيين إليها حتى المساندين لموقف المغرب.
وقسّم آيت موهوب كتابه إلى ستة فصول ابتداء من عام 1884، واتّفاقية برلين التي أعطت حقّ احتلال الصحراء الغربية للإسبان إلى غاية اللحظة، مرورا بعام 1975 تاريخ احتلال المغرب للصحراء الغربية من خلال اتفاقية مدريد، وعام 1991 الذي يُعد تاريخ وقف إطلاق النار بين الطرفين الصحراوي والمغربي.
وذكر الكاتب استغلال رئيس الحكومة الإسبانية نافارو، مرض فرانكو، وتوقيعه على اتفاقية مدريد مع المغرب وموريتانيا مقابل مواصلة استغلال خيرات الصحراء الغربية. والنتيجة احتلال آخر للصحراء الغربية، وتعرّض شعبها لاضطهادات وتعنيف باستعمال أسلحة ممنوعة إلى غاية الإعلان عن وقف إطلاق النار عام 1991 بعد تعرّض المغرب لضربات قاسية من دون تحقيق الاستقلال للصحراء الغربية.
وتطرّق آيت موهوب لمساندة فرنسا للمغرب في القضية الصحراوية؛ حيث استخدمت 14 مرة حقّ الفيتو لصالح المغرب، وبالمقابل ماتزال الجزائر تساند الصحراويين في قضيتهم العادلة؛ لأنّها بلد ثوري، وترافع دائما من أجل قضايا التحرّر، علاوة على تطرّقه في مؤلَّفه، لمكانة المرأة في المجتمع الصحراوي وقيمتها العالية، وعملها على حفظ الذاكرة الثقافية الصحراوية.
ومن جهته، قدّم الصحفي عبد القادر بوجلة كلمة بالمناسبة، قال فيها إنّ اجتماع الأدب والسينما والإعلام في تظاهرة "بانوراما الفيلم الصحراوي" أمر جميل، خاصة أنّ هذه المواضيع الثلاثة هي ثمرة أرضية صلبة، أوصلت الشعوب إلى الحرية والاستقلال. وأضاف أنّ الجزائر تواصل مساندتها القضية الصحراوية، التي تعيش فترة حاسمة بعد مشروع رفع القضية في مجلس الأمن، وقف مخطّط أحادي طرحته الإدارة الأمريكية؛ في محاولة القفز على الشرعية الدولية، بينما من حقّ الصحراويين تقرير مصيرهم. ودعا بوجلة إلى مزيد من اليقظة في عالم مليء بالصراعات، مشيرا إلى موقف الجزائر الثابت حول الشأن الصحراوي، والذي يشكّل استثناءً، ويمثّل توافقا بين سياستنا الخارجية وقناعاتنا الشخصية.
أما الرئيس السابق للّجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي محرز العماري، فحذّر من اجتماع المجلس الأمن الوشيك حول القضية الصحراوية، الذي لن يخدمها، مضيفا: " كان على منظمة الأمم المتحدة تحويل القضية الصحراوية إلى قضية تصفية استعمار " . لكن، للأسف، الموقف الأمريكي الحالي يشجّع المغرب على خرق القوانين الدولية، ومواصلة استغلال خيرات الصحراء الغربية. وقال المتحدّث إنّ ماضينا الثوري يدفع بنا إلى مساندة الصحراويين في حقّهم لتحقيق الحرية، وأنّ القضيتين الصحراوية والفلسطينية مرتبطتان ببعضهما البعض.
للإشارة، قدّم مدير المركز الجزائري للسينما عادل مخالفية، كلمة بمناسبة تنظيم "بانوراما الفيلم الصحراوي" التي تختتم فعاليتها اليوم، وتضمّ عرض أفلام، وتقديم ندوات وماستر كلاس، من بينها الفيلم الوثائقي "واني بيك" للمخرج رابح سليماني، فقال إنّ السينما ليست ترفا، بل سلاح الوعي في مواجهة الاستبداد، ولقطة صادقة أقوى من جدار الصمت، وإطار حقيقي، قادر على فضح الزيف، وهزّ ضمير العالم، فكلّ فيلم هو وثيقة مقاومة تنحاز للحق. وتطرّق مخالفية لدعم وزارة الثقافة والفنون للصحراء الغربية، من خلال توفير ظروف الإنتاج، وتمكين المواهب الشبابية، والاعتناء بالأرشيف السينمائي الوطني، ولموقف الجزائر الثابت في مناصرة القضايا العادلة، وفي مقدّمتها القضية الصحراوية.