إحياء للذكرى التسعين لتأسيس "البصائر"

تأريخ حي للجزائر والعالم وإطلاق الجريدة إلكترونيا قريبا

تأريخ حي للجزائر والعالم وإطلاق الجريدة إلكترونيا قريبا
  • 142
مريم. ن مريم. ن

نظمت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، أول أمس، بمقرها بحسين داي ندوة تاريخية وفكرية إحياء للذكرى التسعين لتأسيس "البصائر"، هذه الجريدة التي كانت لسان حال الجمعية في زمن الاستعمار كان لها صيت واشتراكات من بعض البلدان الإسلامية، ورغم تبنيها لقضايا الأمة ومساهمة كبار الكتاب والسياسيين والمفكرين فيها لكنها اعتمدت مراسلين وتضمنت مواضيع عن الفن والعلوم والفضاء وغيرها.

أشار الأستاذ محـمد الهـادي الحسني الرئيس الشرفي للجمعية في محاضرته إلى أن "البصائر" جاءت بعد عدد من الصحف التي أوقفتها السلطات الاستعمارية، معلقا أنه لم تكتف فرنسا بإيقاف الجرائد ، بل أضافت مادة تنص على منع الجمعية من إصدار أية جريدة في المستقبل، حتى قال الإمام الإبراهيمي معلقا على القرار، وساخرا من فرنسا، وكاشفا لعتوها وطغواها ما معناه: "إن فرنسا تحكم بالإعدام على المرء قبل أن يولد… وما أشبه أولياءها في الجزائر بها"..

لكن جمعية العلماء استطاعت بعدها اطلاق جريدة "البصائر"، في27 ديسمبر 1935م، ومما قاله المحاضر أن الشيخ الابراهيمي كان يشرف على التصحيح ،وكان يكتب في مقالاته خاصة بين سنة 47 و53 عن حال الأمة الاسلامية بلدا ببلد بكل ما يعانيه وكأنه يصف حاله اليوم ، اضافة لكتاب ومفكرين كتبوا في الجريدة منهم سيد قطب من مصرومحيي الدين القليبي من تونس وغيرهما كثير،  لذلك كانت منتشرة في ربوع العالم الإسلامي من المغرب وحتى ايران واندونيسيا والهند، وفي اوروبا أيضا. 

جاء أيضا أن الجريدة من 1935 إلى 1939 كانت تصدر في العاصمة حتى العدد 83، وكان يرأسها الشيخ الطيب العقبي، وابتداء من العدد 84 إلى العدد 180 أصبحت تصدر في قسنطينة تحت رئاسة الشيخ مبارك الميلي،وقد أوقفتها الجمعية عشية الحرب العالمية الثانية ، وعادت في جويلية 1947 إلى شهر أفريل 1956، وكانت تصدر من العاصمة، وكان رئيسها الإمام محمد البشير الإبراهيمي يساعده كل من الشيوخ حمزة بكوشة، وعزيز بن عمر، وأحمد سحنون  وتعتبر هذه المرحلة هي المرحلة الذهبية  للجريدة، حتى سماها الدكتور أبو القاسم سعد الله بـ "الجريدة الكنز"،أما المرحلة الثالثة الأقصر فقد أشرف عليها الشيخان أحمد حماني وعبد الرحمن شيبان، والرابعة كانت في سنة 2000 إلى الآن، وقد أشرف عليها عبد الرحمن شيبان والدكتور عبد الرزاق قسوم،و عبد المجيد بيرم ، والدكتور عبد الحليم قابة الذي يشرف عليها حاليا.. 

أما الدكتور مولود عويمر فقد أكد في محاضرته على أن "البصائر" كانت الأطول عمرا في الجرائد التي كانت تصدر في الفترة الاستعمارية ، متوقفا عند شهرة كتابها وصرامة هيئة تحريرها خاصة مع الأستاذ فرحات بن دراجي، واحتوائها ل3 أجيال من الكتاب ، زيادة على مواكبتها للعصر وللتطور الحاصل من ذلك الاختراعات التي خصصت له ركنا صدر فيه مثلا "هل في كوكب المريخ حياة حيوانية؟"، وشجعت أيضا المواهب الأدبية الصاعدة  وكانت منبرا للسياسة الدولية التي يلخصها ويترجمها الراحل توفيق المدني، زيادة على الحوارات أشهرها التي أجراها بعزيز بن عمر منها مع أب المسرح العربي يوسف وهبي حين زيارته عدة ولايات بالجزائر ، كذلك احتواؤها على البورتريهات التي كان يكتبها رضا حوحو بعنوان "شخصية في الميزان"، وقد اعتنت الجريدة أيضا بالرسم مع الفنان الكبير حكار، كذلك الصور الفوتوغرافية والخرائط  وغيرها وكان لها مراسلوها حتى في الخارج منهم رابح بن تركي وسعد الله ، وكان لها أيضا المندوب المتجول في مجال التسويق وجمع الاشتراكات ، وفتحت سجالات فكرية وصل صداها للمشرق خاصة بالعراق.

تدخل أيضا الشيخ يحيى صاري للحديث عن حضور القضية الفلسطينية في البصائر من خلال الأخبار ونشر الوقائع والتنبيه للمخططات المشبوهة التي تحققت بعدها ووقفت مع المقاومة وحشدت لأجلها المتضامنين، وكانت منبرا للقضية الفلسطينية لذلك تعتبر وثيقة تاريخية هامة. 

أعلن الشيخ قابة رئيس الجمعية خلال هذه الندوة عن اطلاق "البصائر" قريبا من خلال البيع الالكتوني علما أنها علما أنها اليوم تسحب 1200 نسخة ورقية ، وهي مطلوبة جدا خاصة ببعض الدول الأوربية. مذكرا أيضا بجهود الحاج الحبيب اللمسي، صاحب "دار الغرب الإسلامي" الذي جمع أعداد البصائر في كتاب منشور ، وشهد الحفل أيضا تكريم بعض رؤساء تحرير البصائر.