وزارة الثقافة والفنون تتبنى الدخول الثقافي الجديد

بين مشيد بالخطوة ورافض لغياب تكافؤ الفرص

بين مشيد بالخطوة ورافض لغياب تكافؤ الفرص
  • القراءات: 1199
لطيفة داريب لطيفة داريب

طرحت "المساء" سؤالين على مثقفين جزائريين من شتى مجالات الفنون والأدب، بمناسبة تنظيم وزارة الثقافة والفنون للدخول الثقافي الجديد، وهما "ما رأيكم في الفعالية التي نظمتها وزارة الثقافة والمتعلقة بالدخول الثقافي؟"، و"كيف تحددون دور المجتمع المدني في تنشيط الموسم الثقافي الجزائري؟"، فكانت إجاباتهم على نحو متباين.

محمد الأمين بحريأحيي اقتراح إنشاء رابطة نوادي وجمعيات القراءة

اعتبر الناقد والأكاديمي محمد الأمين بحري، أن هذه الفعالية التي طرحتها الوزارة الوصية، كافتتاح رمزي للموسم الثقافي، هي مشروع غير مسبوق، من حيث تعدديته وشموله لكل الفنون، لدعم وإصلاح هذه الفنون والإبداعات وربط العلاقات بين المؤسسات الثقافية والفاعلين الثقافيين، وتفعيلها. مضيفا أنها "من حيث المبدأ "افتتاح رمزي"، تم فيه دعوة ممثلين ونشطاء وممارسين من كل الفنون، لطرح انشغالاتهم، والاستماع إليها وكتابتها ووضعها بين يدي الوصاية  التي اقترحت هذه الفكرة، مما يجعل هذا اللقاء متعدد المشارب، في صورة جلسات استماع، وطرح مشاكل القطاع، بما فيها البيروقراطية والهياكل والدعم وبعث المشاريع الراكدة وإحياء الجمعيات المجمدة، ليكون اللقاء القادم في الافتتاح المقبل، جلسة تقييم لما تم إنجازه أو الوفاء به، أو الصعوبات والعراقيل التي صادفت تحقيق هذه الوعود المطروحة اليوم".

أما بخصوص الصيغة المعتمدة على المجتمع المدني في تمثيل وإيصال صوت المبدع والفنان، قال بحري "إنها خطوة تنظيمية واحترافية كانت مطروحة من قبل، لكنها ظلت مجمدة وميتة، وما حدث كانت أصوات مشتتة هنا وهناك لفنانين لا يملكون صوتا يمثلهم، ولا جمعيات توصل خطابهم للوصاية، ولا نقابات ترافع عن ممارسي الفنون والإبداع، إنما كانت كل النوادي الثقافية تعمل بشكل تطوعي وهاوٍ، لا يصل صدى صوته إلى أي مسؤول.. وظلت المرافق التابعة لقطاع الثقافة في الولايات مغلقة في وجه أولئك النشطاء، الذين لا يملك معظمهم مقرا ولا مكانا لممارسة نشاطه".

أردف بحري قائلا؛ إننا شهدنا بادرة حسنة من الوزارة، حين دعت ممثلي نوادي القراءة في الجزائر، وأصدرت أوامر تنفيذية لمسؤولي المنشآت الثقافية عبر الولايات، بفورية فتحها أمام الجمعيات والنوادي فور إرسال الطلب في ذلك، معتبرا أن الأمر الجدير بالأهمية، هو أن الوزارة اقترحت رابطة وطنية لنوادي وجمعيات القراءة، واقترحت منحهم مكتبا تمثيليا داخل الوزارة.. ليكون التواصل مباشرا، والتطبيق فوريا لأي قرار يتعلق ببعث النشاط وممارسته، وأضاف "وهذا ما نتفاءل به خيرا، ونرجو تعميمه على كل القطاعات، ونرجو تأسيس مزيد من الجمعيات والنوادي الفنية، كي تصبح لها شبكات وطنية تنظم نشاطها وتزيل العراقيل عن ممارستها، ولم لا تنشئ صناديق لدعم وترويج ممارسة الفن والإبداع عبر كل فئات المجتمع، وتثمين جهود نشطائه المحترفين وتأطير الهواة".

عبد الرزاق بوكبةالوزارة يجب أن تكون مظلة راعية لا عربة منافسة

قال الكاتب والإعلامي والناشط الثقافي عبد الرزاق بوكبة، إنه لا يرى دور الوزارة في أن تصبح طرفا في النشاط الثقافي، مثلها مثل أي جمعية مستقلة أو مؤسسة أو مديرية تابعة لها؛ مضيفا أن دورها يتمثل في التخطيط والتفكير والدعم والمرافقة للمجتمع المدني الثقافي، فتكون بذلك مظلة راعية لا عربة منافسة، لأنها إن قدمت نشاطا كبيرا كانت متعسفة في حق بقية الشركاء لامتلاكها المال العام، وإن كان هزيلا وتفوقت عليها هيئات وجمعيات دونها كان ذلك إدانة لها، بما يجعل هيبتها في حالة اهتزاز- يؤكد المتحدث- وتابع بوكبة "فدور الوزارة الوصية هو توفير المناخات والتعليمات والإمكانيات اللازمة، ليكون الدخول الثقافي وطنيا وليس مقتصرا على العاصمة، بل على بقعة في العاصمة. وأن يكون بمشاركة الأوساط الشعبية على مستوى التلقي، لا الأوساط النخبوية فقط؛ لأن في ذلك مؤشرا على كوننا لم نتجاوز منطق (زيتنا في دقيقنا)، حيث يتم استهلاك المال العام من غير أثر عام".

في السياق نفسه، اعتبر عبد الرزاق أنه من ثمار هذا المنطق الاحتكاري، استقالة قطاع واسع من الجهات الثقافية المدنية من المساهمة في تفعيل المشهد، للإحساس بغياب تكافئ الفرص بين الوزارة التي تحولت إلى طرف، وبين الجمعيات الثقافية وبين العاصمة ومناطق الظل الثقافي. مشيرا إلى أن مهمة الوزارة ليست مثلا، أن تقيم أمسية شعرية يحضرها عدد محدود من الجمهور، وينشطها عدد محدود من الشعراء؛ تلك مهمة الجمعيات والنوادي، بل أن توفر المناخ الذي يجعل الشعر ثقافة يومية في الشارع الجزائري.

سعيد فتاحينهدفنا صناعة مشهد بعيدا عن لغة الأنا

من جهته، قال القاص سعيد فتاحين، إن التظاهرة التي نظمتها وزارة الثقافة، والمتعلقة بدخول الموسم الثقافي الجديد، تعتبر فعالية رائعة جدا نحتفي بها، بهدف صناعة مشهد ثقافي بعيدا عن لغة "الأنا"، مثمنا في السياق نفسه، هذه الالتفاتة من طرف وزيرة الثقافة السيدة مليكة بن دودة، والمتمثلة في دعمها للكُتاب والقراء والكتاب في حد ذاته، وأضاف أننا جديرون ببناء هوية فرد وفق روح وطنية، ومحاولة التصالح مع الذات وإنقاذ المشهد الثقافي الغارق.

كما ثمن المتحدث جهد "حفيظ شكري" في تنظيم لقاء النوادي الأدبية وتأثيث شبكة النوادي، مؤكدا أنه لا يتحدث هنا على أساس كونه كاتبا حاصلا على جوائز، بل بكونه فاعلا ثقافيا، إذ أن من أهم المشاريع المقدمة في هذا اللقاء، هو مشروع القراءة التفاعلية وبناء وجه جديد للنص على ركح المسرح، وضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد؛ الكُتاب والقراء وإعادة الحياة إلى المسرح.

أضاف سعيد أن "الحاجة إلى ضرورة صِناعة ثقافة كِتاب، يحتاج إلى عرض إبداعي يتماشى مع ما هو موجود، كما أن المفاهيم والقيم في الكتب تتبسط من خلال مسرحة التُّراث والمعرفة والقِصص والحكايا التي تساهم في بناء أشكال الهوية عند الفرد، وُصولا إلى الأهم وهو التحليل؛ ذلك أن نوايا الكاتب لا تتغير وحدها، لأن قراءة التحليل والإنتاج وطريقة استقبال النصوص، كل ذلك أيضا يتغير، وإدراك ذلك يسمح لنا بتطوير مفهوم التلقي، فالمهم وهو المعنى المتغير، والذي يتغير من الكاتب إلى القارئ، ومن المخرج إلى الممثل، ومن الممثل إلى جمهور العرض"، وتابع أن كل هذا يحتاج إلى تغيير ذهنيات، وعلى أن يكون دور المجتمع المدني هادفا في القضاء على أفكار وقيم متخلفة، لاسيما أننا نعرف أن قطار المعرفة والثقافة لا ينتظر أحدا، بالتالي قد حل الزمان للوفاق بين كل المجتمعات والمؤسسات فاعلة في بناء مجتمع مدني على أسس وركيزة ثقافية إبداعية.

عمار كسابضرورة إلغاء القوانين الثقافية المعرقلة لعمل المجتمع المدني

في سياق آخر، ذكر الناشط الثقافي عمار كساب أن وزارة الثقافة نظمت فعالية، أطلقت عليها اسم "دخول ثقافي"، أسالت الكثير من الحبر داخل الوسط الثقافي والفني، مضيفا أن "هذا الدخول جاء كاحتفالية، ذكرتنا في الحفلات البسيطة التي يمكن لأي جمعية صغيرة القيام بها".

أكد كساب أن الدخول الثقافي لا يتم على مستوى وزارة ثقافة، بل يكون على مستوى مؤسسة ثقافية، تقدم فيه برنامجها الثقافي والفني. لذلك، اعتبر أن محاولة وزارة الثقافة تدخل في إطار التنشيط وفقط، مع أن المنتظر منها -حسبه- هو وضع استراتيجية ثقافية متوسطة وطويلة المدى، أو بالأحرى، سياسة ثقافية يكون فيها المواطن في قلب الفعل الثقافي، وتعطى فيها للفنان حقوقه ومكانته كاملة في المجتمع.

وأضاف كساب أن "وزارة الثقافة عملت في العشرين سنة الفارطة، على إقصاء كل محاولة مستقلة داخل القطاع الثقافي، والنتيجة اليوم هو أن المجتمع المدني يكاد يكون غائبا في تنشيط الموسم الثقافي"، معتبرا أن الحل يكمن في إلغاء كل القوانين والمراسيم الثقافية التي تعرقل عمل المجتمع المدني والفاعلين المستقلين، كقانون السينما وقانون الكتاب، وفي رصد التمويلات اللازمة لتشجيع المجتمع المدني في العمل داخل القطاع، لأن التنشيط ليس مهمة من مهام وزارة الثقافة.

عبد القادر ضيف اللهلأول مرة نشهد الدخول الأدبي

أما الروائي والأستاذ الجامعي عبد القادر ضيف الله، فبارك "الخطوة الإيجابية" لوزارة الثقافة في هذا الظرف الاستثنائي الذي تمر به بلدنا، ويمر به العالم كله، جراء جائحة "كورونا"، إثر إعلانها لأول مرة منذ الاستقلال عن الدخول الثقافي أو الدخول الأدبي، وترسيمه كتقليد سنوي، كما هو معمول به في الكثير من الدول، التي تحترم وتقدر الفعل الثقافي كأولوية  في سياساتها ـأضاف ضيف الله-. نوه الكاتب ورئيس الجمعية الثقافية "صافية كتو"، بهذه الخطوة، خاصة أنها احتفت باسم روائي كبير، هو محمد ديب، وتمنى أن تدعم هذه المبادرة برصد جوائز قيمة مادية ومعنوية للمنجزات الأدبية والفنية حتى "نخلق جوا تنافسيا وإبداعيا يساعد على الاستمرار، كما دعا إلى تشجيع المبادرات الجمعوية، لأن السنوات الماضية، بينت أن الجمعيات أحيانا كانت تقوم بجهود أكثر مما تقوم به مؤسسات ثقافية ترصد لها الأموال".

أما فيما يخص دور المجتمع المدني في تنشيط الموسم الثقافي الجزائري، يعتقد عبد القادر أن له دورا كبيرا،  وربما بعد بادرة وزارة الثقافة في ترسيم الدخول الثقافي، سيزداد هذا الدور، خاصة مع وجود إرادة سياسية للتشجيع على القيام بمشاريع ثقافية من طرف مؤسسات وزارة الثقافة عبر كامل التراب الوطني، وأضاف أنه سيكون الدخول الثقافي رهانا للتنافس والانتاج الثقافي كل سنة، من طرف المجتمع المدني، وعلى رأسه الجمعيات الثقافية التي كانت دائما  المبادرة في تنشيط حركية الثقافة، خاصة في المدن الداخلية، حيث الثقافة هي المتنفس الوحيد، رغم غياب المساعدة والتشجيع في الغالب.

شوقي بوزيدعودة مرتجلة للنشاطات الثقافية

قال المسرحي شوقي بوزيد، إنه بعد توقف كل الانشطة الثقافية بسبب الجائحة، فإن هذه العودة اعتبرها جد متسرعة (مرتجلة)، بالنسبة لدولة تود خلق القطيعة مع الماضي، مشيرا إلى أنها لم تكن الحدث المرجو من المسؤولين، حيث أنها مرت مرور الكرام على أغلب الممارسين، وكأن هذا الحدث لا يعنيهم.

أضاف قائلا "كلنا نعلم علم اليقين، أن مؤسسات الدولة اغتيل فيها الإبداع إداريا، ومع هذا يحاولون جمع ما تبقى مما يسمى مسارح الدولة للانطلاق من جديد!! وبهذه التركيبة حتما سيكون الانطلاق أعرج، فإقصاء غالبية المبدعين الفاعلين في الحقل دلالة صارخة على أن الأشياء لا وربما لن تتغير. مع الأسف الشديد. لكل ما قدمه الحراك من تنوير لبناء دولة حديثة".

أما في ما يخص دور المجتمع المدني في هذا الشأن، فأكد شوقي ضرورة فهم سبب القطيعة بين المجتمع المدني وبين الفن، وإلزامية إعادة تركيبة الرؤية الفنية عامة التواصل من جديد مع المجتمع المدني، مشيرا إلى أننا مازلنا نسبح في نفس الأزمة، لأن الجديد لا يبنى على القديم إلا إذا كان أنقاضا، وتابع أن "الفرد هو المحرك الأساسي في التواصل بين المجتمع المدني والفنون والثقافة خاصة، لكن يظهر أننا لم نخرج من فكرة (القطيع)، مع العلم أن رأيي سيغضب الكثير وسيسبب لي المتاعب مثل الماضي، لكن لن أورث مجتمعا مبنيا على المجموعة ولو كلفني ذلك الجوع المادي".

عمر بوساحةأعجبت بحماس رموز من نخبتنا

اعتبر الدكتور عمر بوساحة أن الدخول الثقافي في رمزيته، هو إعلان رسمي من وزارة الثقافة والفنون لبداية سنة ثقافية جديدة، لذلك لا تمثل الندوات ولا اللقاءات التي تخللته في رمزيتها سوى دعوة ثقافية ودية لكل النخبة المثقفة، للمشاركة في سنة ثقافية طويلة ستكون متنوعة بموضوعاتها، وغنية بما تطمح إليه من إنجازات.

تابع رئيس الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية، أنه لا يعد عدم مشاركة البعض في هذه اللقاءات التي نظمتها الوزارة، تحييدا لهم أو تهميشا ولن يكون، مضيفا أنه كلنا يعرف شساعة الجزائر وغناها الثقافي بنخبها وتاريخها، وواصل حديثه قائلا "لا يمكن عمليا دعوة الجميع في ندوات عمرها لا يتجاوز بضعة أيام. شخصيا، أعجبت بالحماس الذي أبداه الكثير من رموز نخبتنا الثقافية، حتى وإن جاء غاضبا في بعض الأحيان. حماس واعد أتمنى أن نستثمره جميعا بشكل إيجابي في تنشيط سنة ثقافية ثرية ومتميزة تحتاجها الجزائر، وهي تحاول أن تنهض بعد تشرذم وركود طال زمنه".

كما تمنى الدكتور من وزارة الثقافة، وهي تعمل على إرساء ثقافة جديدة لجزائر تتجدد، أن تمد يدها لتتعاون مع جمعيات المجتمع الثقافي الجادة، وهي كثيرة، ومع جميع النخب لإنجاز سنة ثقافية ناجحة.

جهيدة هوادفرقمنة الثقافة هو الحل

قالت الفنانة التشكيلية جهيدة هوادف، إن أساس مشكلة الثقافة في بلدنا، هو الاقتصار في أغلب الأحيان على تلميع الواجهة ليس إلا، مضيفة أن كل التظاهرات التي نظمتها وزارة الثقافة منذ مدة، لم تترك سوى غبارا سريع الزوال، لا يحتفظ حتى بلمعان الواجهة، مقدمة مثالا بالعروض التي كانت تنظمها الوزارة في الدقيقة الأخيرة من دون الاهتمام بتفاصيلها، ولا حتى عجن موادها، ولا حتى تقدير تحولاتها ولا التلذذ بنكهاتها ولا نقل فضائلها من جيل إلى جيل، لتؤكد أن أفضل ما يمكن فعله هو عدم الطفو على السطح، لأن العمل المؤسس على العمق يظل دائما ثابتا، وقد حان الوقت لترسيخه.

ذكرت جهيدة أننا نعيش في العصر الرقمي، لهذا اعتبرت أن التحسيس في المجال الثقافي، من خلال الاعتماد على التكنولوجيات الجديدة، ضروري لفترة ما بعد "كورونا"، وهكذا دعت إلى رقمنة كل ما يتعلق بالثقافة الجزائرية، وهو ما اعتبرته مهما، خاصة في زمن الوباء، وكذا فتح المجال لمشاريع جديدة ودعمها ماليا وتجسيدها على أرض الواقع، وسيعود ذلك بالفائدة لنا جميعا ـ أضافت جهيدة-.

في المقابل، أشارت التشكيلية إلى عدم وجود ردود أفعال كثيرة للمجتمع المدني مقابل فراغ ثقافي نعيشه، مضيفة أن نسبة كبيرة من سكان هذه البلاد لا تتردد على الفضاءات الثقافية، ولن تفعل إلا حينما تجد في أعماقها الإرادة والقوة التي تسحبها سحبا إلى هذا المنتوج الثقافي، وتدعوها إلى التفاعل معه.

سليم سوهاليالتخلص من الأساليب البالية المعطلة للفعل الثقافي

أشار الفنان سليم سوهالي إلى انشغاله بتأليف كتابين جديدين، لهذا فقد كان "خارج مجال التغطية"، إلا أنه كمواطن تابع خبر افتتاح الموسم الثقافي عن طريق التلفزيون، وفي هذا السياق، تمنى أن تكون هذه الفعاليات، بداية لعهد جديد، يسمح فيه للمثقف والمبدع بالمساهمة في دفع عجلة الثقافة إلى الأمام، والتخلص من الأساليب البالية التي عملت على تعطيل العمل الثقافي، "بل وسمحت للمافيا المالية بالاستحواذ على القطاع لمدة طويلة"، ـ يضيف سوهالي-.

أكد المتحدث على ضرورة التخلص من الأساليب البالية، وفسح المجال للمبدع، وهو ما لا يتم ـ حسبه- إلا إذا تم تجريد المبادرات من هيمنة البيروقراطيين على القطاع، وأضاف أنه لا بد من خلق برامج وهياكل، تسمح بإشراك المثقفين والمبدعين في مختلف المجالات، بعيدا عن بيروقراطية الإدارات، علاوة على ضرورة تفعيل دور الجمعيات الثقافية والفنية وعقد جلسات وطنية، بمشاركة كل القوى الفعالة في الساحة الثقافية، لمناقشة الوضع وإيجاد الحلول.

اعتبر سوهالي أن الأساليب التي سُير بها قطاع الثقافة لم تعط ثمارها، بل ساهمت في تهميش المبدعين الحقيقين، مما أثر سلبا على مسار القطاع، ليتمنى في الأخير، أن تتغير الأمور نحو الأفضل لبناء جزائر جديدة متصالحة مع ذاتها، ليعود ويؤكد على إلزامية تحرير الثقافة والفعل الثقافي من ذهنية الاحتفالات الموسمية، وأن ما يطمح إليه هو إعطاء الثقافة بعدها الحقيقي، الذي يساهم في بناء مجتمع متوازن وخلاق.

عبد الحميد بلفرونيلا أوافق على التسمية

رفض الفنان عبد الحميد بلفروني تسمية "دخول الموسم الثقافي"، معللا ذلك بأن الثقافة ليس لها موسم، حيث يمكن له أن يقرأ كتابا كل يوم، أو حتى أن يذهب إلى المسرح كل أسبوع، ونفس الشيء بالنسبة للسينما، لهذا فهو يعتبر أن الثقافة عبارة عن استهلاك يومي، بينما نحن في الجزائر حولناها إلى فعل مناسباتي، -يضيف بلفروني-. في المقابل، قال بلفروني، إننا في الجزائر نشتكي جميعنا وننتقد كل الأمور، ولا أحد منا يتحرك، مشيرا إلى المسؤولية الكبيرة للمجتمع المدني، فيما يخص تنظيم أمور الحياة وإيجاد الحلول للكثير من المشاكل التي تعترض المواطنين، مضيفا أن كل البلدان المتقدمة لها مجتمع مدني قوي، وتضم آلاف الجمعيات التي لا تنهب الأموال، بل تهتم بخدمة المواطن.