المخرج الصاعد ضاوي بهلول لـ”المساء”:
بعد التتويج الوطني، أطمح للمشاركات الدولية

- 1120

توج فيلم “الصمت” (سيلنس)، للمخرجه ضاوي بهلول، مؤخرا، بجائزة أحسن إخراج في الطبعة السادسة للمهرجان الوطني الجامعي للفيلم القصير، المنظم عن بعد في ولاية باتنة، بين 10 فيفري و13 منه، تحت شعار “كوفيد-19، السينما ترفع التحدي”، وقد عرف مشاركة 34 فيلما من 29 ولاية، حيث فتح هذا التتويج شهية هذا الطالب بجامعة “صالح بوبنيدر” بقسنطينة، للتفتح على العالم الخارجي ومحاولة الاحتكاك على الأقل، أو لما لا، افتكاك جوائز دولية، وفق ما صرح به لـ”المساء”، في دردشة قصيرة.
❊ ماذا يمكن أن تقول عن هذا التتويج؟
❊❊ حقيقة، هذا التتويج ثمرة مجهود جماعي بين فريق العمل، عملنا بجد واجتهاد، رغم الظروف الصعبة التي واجهتنا، وقد زاد من عزيمتنا، المساعدة والدعم الذي قدمته لنا مديرية الخدمات الجامعية “عين الباي” بقسنطينة، وعدد من الأساتذة من كلية الفنون بجامعة قسنطينة “3”، الذين لم يبخلوا علينا بنصائحهم وتوجيهاتهم القيمة، وأظن أن هذا التتويج جاء نتيجة عمل السنوات الفارطة، وبعد عدد من التجارب التي خضتها، بداية بتجربة المسرح، حيث حصلت على المركز الثالث، ثم الثاني في مسابقة أحسن ممثل في الطبعتين الثانية والثالثة للمهرجان الوطني الجامعي للمسرح المنظم بقسنطينة سنتي 2017 و2018، وكذا التجربة التي خضتها مع المخرج أكرم بن فراق، كمساعد مخرج في الفيلم القصير من نوع الخيال “الفرصة الأخيرة”، الذي شاركنا به في مهرجان الفيلم القصير الجامعي.
❊ هل لك أن تطلعنا عن ملخص الفيلم المتوج؟
❊❊ الفيلم يدور في 7 دقائق، استغرق تصويره 4 أيام، وسط مدينة قسنطينة، واستغرق التركيب الموسيقي والفيديو أسبوعين، وهو من سيناريو الروائية بسمة فاسخ. تتمحور فكرته حول العمل التضامني ذي المدلول الإنساني، من بطولة الممثلة نور الهدى بوزلفة، شاركها في العمل وائل رزايقية، أمال مقران وشيماء بولشفار، ويتناول حياة طفلة فقيرة تعاني من إعاقة سمعية، تضطرها الحاجة إلى الخروج للشارع من أجل الاسترزاق وإعانة أمها المريضة، حلمها الكبير مختزل في اقتناء جهاز يساعدها على السمع، وتجد الفرصة خلال تواجدها بمطعم، حيث تتظاهر ببيع الورد وتسرق سماعة أحد زبائن المطعم، فيكتشف أمرها ويتم تأنيبها وتوبيخها، لكن صاحب السماعة يتعاطف معها، ويأخذ على عاتقه التكفل بمصاريف علاجها.
❊ كيف كانت ظروف العمل في ظل انتشار فيروس “كوفيد 19”؟
❊❊ انتشار فيروس “كورونا” أثر على مختلف مجريات الحياة العادية، وعلى العديد من الأنشطة، خاصة في المرحلة الأولى من انتشاره، حيث كانت الأمور مجهولة وعرفت غلقا شبه كلي لمختلف المرافق، وتوقفت العديد من النشاطات، لكن مع الوقت، وبعد فهم الأمور وانخفاض عدد الإصابات في الجزائر، استرجعت العديد من القطاعات نشاطها. أما عنا كفريق عمل، فقد اتخذنا كل الإجراءات الوقائية المنصوص عليها في البروتوكول الصحي، من ارتداء الكمامات والحرص الشديد على التباعد، خلال عملية التصوير التي لم تستغرق سوى أربعة أيام. كما ساعد تنظيم الفعاليات عن بعد، على استمرار مختلف الفعاليات.. أتمنى الحرص من هذا الفيروس بجد، للقضاء عليه، وأرجو الشفاء لكل المصابين وأترحم على كل الموتى.
❊ ماذا بعد هذا التتويج؟
❊❊ ربما هو البداية، أنا دخلت فن التمثيل المسرحي والإخراج عن حب وعشق، وتدرجت في الترتيب من خلال المشاركة في مختلف المسابقات الجامعية، وبالصبر والعمل، حققت أولى خطوات النجاح ـ وما هو إلا قطرة من البحر ـ بالتتويج الوطني من خلال هذا الفيلم الذي يستقطب جميع الأعمار والأجناس، الآن أصبح فكري منصبا على المشاركة في مسابقات دولية، فحتى ولو لم نتمكن من التتويج، سيكون لنا على الأقل فرصة الاحتكاك بمختلف التجارب من خارج الجزائر، ومعرفة مستوى الفيلم القصير لدينا مقارنة ببقية الدول.
❊ كيف تقيمون هذه التجربة وأنتم بين أسوار الجامعة؟
❊❊ تعد تجربة مفيدة لنا، تعلمنا منها الكثير، سواء من المسرح أو في العمل السينمائي، وأظن أن الجامعة تبقى خزانا كبيرا للطاقات إذا ما تم استغلالها بالطريقة المثلى من طرف الجهات المختصة، لتطوير الفنون بشكل عام في الجزائر. للعديد من الدول تجارب جد ناجحة، كانت بفضل فتح المجال أمام المواهب الصاعدة من الجامعة، ومنحها الفرص لتساهم في النهوض الثقافي والفني.. أتمنى أن تواصل الجزائر مثل هذه الخطوات، واستغلال أكبر قدر من طلبة أو خريجي الجامعات بالشكل اللائق، حتى لا تضيع هذه الطاقات هباء، خاصة أن الدولة تصرف أموالا كبيرة على التكوين، وعليه، يجب الحصول على مقابل فيما تصرفه.
❊ بما نختم..؟
❊❊ أشكر أولا، جريدة “المساء” على هتمامها بمختلف النشاطات الفنية والثقافية، والتي رافقتني شخصيا منذ سنوات، كما أشكر كل من سعى لإنجاح مسابقة الفيلم القصيرة المنظمة بمديرية الخدمات الجامعية بباتنة في طبعتها السادسة. أتقدم بالشكر أيضا لفريق العمل الذي رافقني في إنجاز هذا الفيلم الذي طمحنا من خلاله إلى الحصول على عدد أكبر من التتويجات، كما لا أنسى تهنئة جميع المتوجين في الفعالية، من زملائنا من مديرية الخدمات الجامعية سطيف، الذين حازوا على جائزة أحسن فيلم متكامل عن فيلم “غرفة 33”، طلبة تيزي وزو وسط، الذين حازوا على جائزة أحسن سيناريو لفيلم “الحذاء الكبير”، كما أهنئ المتوجين بجوائز أحسن دور رجالي من باتنة عن فيلم “الكابوس”، أحسن دور نسائي من تيزي وزو وسط، وأحسن صورة لفيلم “الغريب” من الخروب، دون أن أنسى زملاءنا من بشار، الذين فازوا بجائزة لجنة التحكيم عن فيلم “كيد السحرة والمشعوذين”.