"شمس" بوسعادة تشرق من جديد

بعث المعالم الأثرية وإحياء التراث المحليّ

بعث المعالم الأثرية وإحياء التراث المحليّ
  • 878
مريم. ن مريم. ن

قام رئيس جمعية "شمس للتنوع الثقافي"، شمس الدين قشاش، مؤخرا، رفقة الشباب المنخرطين، بتزيين وترميم حي مسيرح ببوسعادة، ضمن مسار طويل من المبادرات التي تسعى، من خلالها، الجمعية لإحياء تراث هذه المنطقة العريقة؛ بترميم الأحياء القديمة والتاريخية، وإنقاذها من الإهمال والضياع والعزلة، مع إبراز دور هذه المدينة عبر التاريخ، ومساهمتها في الثقافة والهوية الوطنية الجزائرية.

تضم جمعية "شمس" مجموعة من الشباب المهتمين بالإرث التاريخي، ومختصين في السياحة والتراث والنحت والترميم، وفنيين من أبناء المنطقة؛ حيث تحترم أشغال الترميم المقاييس المعمول بها، للحفاظ على الطابع التاريخي والثقافي لهذه المعالم الأثرية المتنوعة، وبالتالي إبراز دور مدينة بوسعادة من الناحية التاريخية والحضارية.

وفي هذا السياق، مست عمليات الترميم السقيفة، التي كانت بداية المسيرة، والتي يصل عمرها إلى أكثر من خمسة آلاف سنة، وغالبا ما يكون الترميم بالطرق والوسائل القديمة، حيث تُستخدم الحجارة والطوب والجير والرمل. كما يشارك السكان في الكثير من هذه المبادرات، سواء منها المساعدات المعنوية أو المادية؛ أملا في إحياء الآثار التاريخية والمناطق السياحية القديمة.

ولاتزال ذاكرة بوسعادة تحن للأيام الخوالي، حين كانت تستقطب في سنوات السبعينيات، أكثر من 40 ألف سائح سنويا، وبها أكثر من 30 ألف نخلة. ومن أهم الأماكن أيضا المكان المسمى الواحة، وطاحونة فيريرو، وهي بقايا طاحونة قديمة بناها أنطوان فيريرو أحد المستوطنين الإيطاليين أثناء الاحتلال الفرنسي، ثم تحولت إلى معلم سياحي وأثري. وهناك أيضا برج الساعة، الذي يعود تاريخه إلى العهد الروماني، ويقع على أعلى مرتفع في المدينة، وكان الفرنسيون بنوا على أطرافه حصنا يسمى حصن كافينياك سنة 1852، لتأمين العسكر من هجمات الثوار، زيادة على حي الزقم، وهو واحد من أعرق أحياء المدينة يتوسط بوسعادة، ويُعرف بأزقته الضيقة، وبيوته المبنية بالطين، وتقطن به أعرق العائلات البوسعادية.

وتؤمن جمعية "شمس للتنوع الثقافي"، بأن العمل التطوعي يخدم الفرد والمجتمع على حد سواء؛ ما يخلق التحفيز. كما نجحت الجمعية في "ضرب عصفورين بحجر واحد"؛ فهي تقوم بالترميم، وإحياء معالم المدينة، وتنظيفها من خلال حملات متتالية. ومن جهة أخرى، تسعى لإعادة بعث الحركة السياحية التي كانت مزدهرة في ما مضى.

ومن المشاريع المستقبلية لهذه الجمعية مسابقة أحسن حي، بالتنسيق مع بلدية بوسعادة، وإعادة تأهيل حي برج الساعة.