في مئوية ميلاد عميد التشكيليين الجزائريين

بشير يلس يعود إلى “الفنون الجميلة”

بشير يلس يعود إلى “الفنون الجميلة”
  • القراءات: 1062
نوال جاوت نوال جاوت

يحتضن المتحف الوطني للفنون الجميلة بمناسبة الاحتفال بمئوية ميلاد عميد التشكيليين الجزائريين بشير يلس شاوش، في 12 سبتمبر القادم، معرضا تكريميا يشارك فيه أكثر من خمسين فنّانا.

وبالمناسبة أعرب الفنّان بشير يلس، الذي أبى إلا أن يحضر هذا الحفل البهيج رغم كبر سنّه، عن سعادته بهذا التكريم والتقدير، مثمّنا مبادرة متحف الفنون الجميلة وقدماء طلبته، حيث تنوعت المعروضات بين اللوحات الزيتية والأكوارالات والزخرفات والخط العربي، وأيضا المنمنمات وفن الغرافيك والتصميم.

ويعطي هذا المعرض الغني والذي يتواصل إلى غاية 12 سبتمبر القادم، لزائره نظرة متنوعة عن مختلف مراحل تطور الفن التشكيلي بالجزائر، ومختلف المدارس والأساليب المستعملة من خلال المعروضات المتنوعة التي تمثل زبدة ما جادت به ريشة وأقلام المبدع، على غرار عبد الرحمان عيدود، ومصطفى بلكحلة والخطاط عبد القادر بومالة، وكذا محمد شريفي وكريم سرقوة، إلى جانب حبيبة بن سخار، وفتيحة بسكر وصفية زوليد.

للإشارة، حضرت وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة وعدد كبير من الفنانين، التكريم الذي يصادف الاحتفال باليوم الوطني للفنّان. وحيّت بالمناسبة هذا الفنّان الكبير على أدائه وإبداعاته التي تواصلت لعقود، وجهوده المثمرة في مجال التكوين خلال تواجده على رأس مدرسة الفنون الجميلة بالعاصمة (1962- 1982)، كأول مدير لهذه المؤسسة بعد الاستقلال، مثمّنة أداء هذه القامة الفنية، ومعربة عن اعتزاز وافتخار الجزائر بمثل هذا المبدع الذي أمضى عمره في سبيل رسالة راقية. للتذكير وُلد التشكيلي الجزائري بشير يلس في عام 1921 بولاية تلمسان. وتعود جذور عائلته إلى الأندلس وإلى الإمبراطورية العثمانية. وانتسب في صغره لإحدى المدارس الأوروبية. وفي يفاعته لفت انتباهه المعالم المحيطة به من مصليات وقباب ومساجد وجدران أثرية بسماتها الثقافية الإسلامية الأندلسية، وهذا ما يُفسر حرصه على الثراء العمراني في الجزائر.

وفي سن الثالثة عشرة اتجه يلس، إلى الرسم من خلال إنجاز بورتريهات لأقاربه وأفراد أسرته. وفي سنة 1942، التحق بمدرسة الفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، وكان من أساتذتها في ذلك الوقت الفنان الشهير محمد راسم. وفي سنة 1947 انتقل يلس إلى باريس، حيث التحق بالمدرسة العليا للفنون الجميلة. وفي سنة 1950، نظم أول معرض له بالجزائر العاصمة، ثم توالت معارضه في الجزائر وخارجها. وفي 1952، حصل يلس على منحة دراسية إلى مدريد الإسبانية، التي أتاحت له التعرُّف على تاريخ جذور أجداده في الأندلس. وبعد استقلال الجزائر سنة 1962 قدّم يلس الكثير من الإنجازات الفنية، وأصبحت أعماله من ضمن مقتنيات عدد من السفارات الجزائرية. ومن أهم مراحل حياة يلس الفنية ما أنجزه في فترة 1970 و1980، التي كانت حافلة بأعماله التذكارية التي تجسد عددا من محطات الجزائر التاريخية.

وفي سنة 1961 غادر يلس، مدرسة الفنون الجميلة التي قضى بها 20 سنة مدرسا، ليكتشف عالما آخر لطالما حلم به وأحبه، وهو الهندسة المعمارية وقد أبلى فيها بلاء حسنا، ويشهد على ذلك الكثير من منجزاته. وقد تُوجت أعماله بنيله الجائزة الأولى في الهندسة المعمارية العربية مرتين، سنتي 1983 و1988.