في ختام مهرجان المسرح الفكاهي بالمدية

"النصف الآخر" تتوج بالعنقود الذهبي

"النصف الآخر" تتوج بالعنقود الذهبي
  • 118
 دليلة مالك دليلة مالك

اختتمت الدورة الخامسة عشرة من المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الفكاهي، مؤخرا، في أجواء احتفالية احتضنها مسرح "الهواء الطلق" بمدينة المدية، تزامنًا مع الاحتفاء بذكرى عيدي الاستقلال والشباب، وقد تميزت هذه الدورة بالحضور القوي للفن الكوميدي الهادف، وجاءت هذا العام تكريما للكاتب الساخر والأكاديمي الراحل عمار يزلي، تقديرا لعطائه الطويل في مجال المسرح والفكر الكوميدي، وفقا لبيان صحفي، تلقت "المساء"، أول أمس، نسخة منه.

تُوجت مسرحية "النصف الآخر"، التي أنتجتها الجمعية الثقافية "المثلث الواقي للمسرح" من قالمة، بجائزة "العنقود الذهبي" لأحسن عرض متكامل، وهي الجائزة الكبرى في المهرجان. وقد نالت المسرحية إعجاب لجنة التحكيم، التي ترأسها الكاتب والأكاديمي محمد لمين بحري، بعضوية كل من الفنانة منيرة روابحي فيسة، والممثل حكيم دكار، والفكاهي مراد أوجاوت. 

المسرحية التي كتب نصها سعيدي عبد الوهاب، وأخرجها عريبي حمدي، حققت حضورا قويا فوق الركح، ما جعلها تحصد أيضا عدة جوائز هامة خلال الحفل الختامي.

ومن أبرز الجوائز التي نالتها "النصف الآخر"، إلى جانب "العنقود الذهبي"، جائزة أحسن إخراج، التي ذهبت إلى المخرج عريبي حمدي، وجائزة أحسن نص مسرحي للكاتب سعيدي عبد الوهاب. كما توج الممثل محمد بزاحي بجائزة أحسن أداء رجالي، عن دوره في المسرحية نفسها، إضافة إلى تتويج الفنان سليم مخانشة بجائزة أحسن توظيف موسيقي.

أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة، فعادت إلى مسرحية "الورطة"، من إنتاج جمعية "شباب وفنون" بمدينة تابلاط (ولاية المدية)، وهي من إخراج هلالي محمد. وتميز هذا العرض أيضا، بحصوله على جائزة أحسن سينوغرافيا،  نالتها المصممة داوي إيمان، بفضل عملها البصري المتكامل، مع الطرح الكوميدي للعمل.

وفي جانب الأداء النسائي، نالت الممثلة جوهرة دراغلة جائزة أحسن أداء نسائي، عن دورها في مسرحية "وأخيرًا"، التي قدمها المسرح الجهوي "عبد المالك بوقرموح" من بجاية. وقد أثبتت دراغلة حضورها على الركح، من خلال أداء متقن، جسد التفاعل بين الحس الفكاهي والبعد الإنساني للنص.

وقد أصدرت لجنة التحكيم في ختام الدورة، تقريرا فنيا، نوهت فيه بجودة العروض السبعة المتنافسة، مبرزة تنوعها وأصالتها، ونجاحها في تقديم الكوميديا بأساليب جديدة، تجمع بين السخرية الذكية والرسائل الاجتماعية العميقة. كما شددت اللجنة على أهمية توظيف مختلف عناصر العرض المسرحي، كالإضاءة والموسيقى والسينوغرافيا، في خدمة الفعل الكوميدي الساخر.

وفي كلمته الختامية، أكد سعيد بن زرقة، محافظ المهرجان، أن هذه الدورة شكلت محطة جديدة لترسيخ مكانة المهرجان، كمنصة تحتضن الإبداع المسرحي الكوميدي، وتدعم المواهب الشابة، مضيفا أن المهرجان يسير بخطى ثابتة نحو تكريس روح الفكاهة الجزائرية الأصيلة، وتشجيع الإنتاج المسرحي الذي يجمع بين البعد الجمالي والطرح الاجتماعي الذكي.