
- القراءات: 394

في اختتام الأيام المسرحية البليدية
المطالبة بمسرح جهوي وتأكيد على إبداعات الشباب
دعا رئيس جمعية "زهرة اليوم"، عبد النور مراح الى توفير مسرح جهوي للبليدة حتى يحتضن الطاقات الشبانية للمنطقة في مجال الفن الرابع. كما وعد خلال حديثه لـ"المساء"، بتحويل "الأيام المسرحية البليدية" التي نظمها بالتعاون مع الكاتب محمد بويش من محلية الى جهوية، العام المقبل.
أكد رئيس جمعية زهرة اليوم، عبد النور مراح، لـ"المساء" في ختام تظاهرة الطبعة التجريبية للأيام المسرحية البليدية التي احتضنها المركز الثقافي بونعامة الجيلالي بالبليدة وعرفت مشاركة سبع فرق من ولاية البليدة، أهمية تكوين الشباب في الفن الرابع ولهذا تم بهذه المناسبة برمجة ورشات تكوينية لصالح محبي المسرح بالبليدة حتى يتعلموا أبجديات هذا الفن في الجانب النظري ونظيره التطبيقي.كما كشف عن تنظيم الطبعة المقبلة في جو تنافسي بمشاركة فرق مسرحية من ولايات الوسط، ليطالب السلطات بتوفير مسرح جهوي للبليدة، علما أن قاعة محمد توري أو مسرح المدينة ما تزال تحت طائلة الترميم منذ 11سنة-يؤكد عبد النور-بالمقابل، عرف اليوم الأخير للأيام المسرحية البليدية التي نظمت في الفترة الممتدة من 11 إلى 16مارس الجاري، تحت شعار: "معا للنهوض بالمسرح في مدينة الورود"، عرض مسرحية لجمعية زهرة اليوم بعنوان: "الغفلة"، قال عنها محافظ المهرجان، الكاتب المسرحي محمد بويش إنها تنتمي الى مسرح الوعظ وقد نجحت في تقديم رسالة تربوية إلى الجمهور.
ويحكي هذا العرض قصة شاب يتيم الأب تعرض في حياته للكثير من المطبات التي دفعت به إلى ارتكاب خطايا رغم وصية والدته قبل أن ترحل عن الدنيا في أن يفصل بين الحرام والحلال، ولكن رفقة "الشيطان" الذي لا يتوقف عن الوسوسة دفعت به إلى اتخاذ الطريق الخطأ فهل ضاع؟ ربما ليس بعد، لأن "سيئته" زارته وزودته بأحاديث وحتى أبيات شعرية وأقوال حكيمة تدفع به إلى الاكتفاء بالحلال والابتعاد كيفما استطاع عن الحرام، مؤكدة له بأن باب التوبة مفتوح دائما.أما العرض الثاني فكان كوريغرافيا وهو نتاج الورشات التي نظمت في هذه الفعالية، وقد عرف تجاوب الجمهور الحاضر في القاعة.
في حين تم بهذه المناسبة تكريم الاساتذة المكونين، وكذا أداء وصلات غنائية.للإشارة، عرف اليوم ما قبل الأخير للأيام المسرحية البليدية، عرض مسرحيتين، الأولى لفرقة المملكة لأولاد يعيش بعنوان: "سبيطار مهابل" والثانية لفرقة علولة التابعة للأكاديمية الوطنية لترقية المجتمع المدني والموسومة بـ"الحرية المسجونة".تحكي مسرحية سبيطار مهابل قصة ثلاث شباب يجدون أنفسهم في مصحة للأمراض العقلية، لكل منهم حكاية، والبداية بسعيد الذي تسبب بشكل غير متعمد في موت والديه، فكان مصيره المؤسسة العقابية ومن ثم المشفى، أما حميد فاصطحب في شبابه رفاق سوء فكان مصيره علقما ، حيث أدمن على المخدرات ولم يفق وإلا هو في المشفى أيضا، أما الشاب الثالث فلم يشأ أن يفترق عن الدمية التي يحملها في كل وقت ، كيف لا وهو يعتبرها حبيبته خيرى التي تزوجت ولم تكن من نصيبه.يحاول الشباب أن ينقدوا أنفسهم من ضيم الطبيب المشرف على حالهم بعد الأشغال التي طالت المصحة التي كانوا يعالجون بها، فقرروا أن يؤسسوا نقابة يدافعون بها عن أنفسهم ثم حاولوا الهروب ليقرروا في الأخير الانتحار. حينما يكتشف الطبيب فعلتهم يشعر بالندم الكبير خاصة أنهم جعلوا من الله حكما بينهم يوم القيامة.
أما المسرحية الثانية فهي عن صابر الذي صبر كثيرا في حياته ولم يجد مخرجا لكل مشاكله، فقرر بعد مخاطبته أصوات تحوم حوله، الانتحار إلا أن هذه الاصوات بدورها دفعته الى التفكير في الحياة عله يجد مخرجها لهمومه وقد يتحول بعدها من صابر الميزيرية الى صابر القوي أو حتى الرئيس، ولكن قبل ذلك اصبح صابر العالم الذي اخترع عطر المحبة فيطلب منه اختراع عطر "ضد المبادئ" يرفض في بداية الأمر إلا أنه يتم اقناعه بأن واضع هذا العطر سيتخلص من مبادئه "السيئة" مثل الشر وغيرها، فيفعل ولكنه يجد نفسه أول مختبري هذا العطر ويتحول الى مسؤول بدون مبادئ.وهكذا تتطور مشاهد المسرحية، ويعود صابر الى النقطة الأولى التي بدأ منها والمتمثلة في رغبته في الانتحار، فهل سيفعل ذلك حقا؟.