تكريم آسيا جبار بـ "شايب دزاير"
المطالبة بترجمة أعمالها وتأكيد على تعدّد معارفها

- 934

طالب المشاركون في تكريم الأديبة الراحلة آسيا جبار الذي نُظم أول أمس بمكتبة "شايب دزاير"، بترجمة أعمالها إلى اللغة العربية. كما أثنوا على معارفها المتعددة في شتى مجالات الأدب والفن.
البداية كانت مع مستشار "أناب" منظمة الحدث، الكاتب والمسؤول عن مشروع الجائزة الكبرى لآسيا جبار، محمد بلحي، الذي أشار إلى عدم قدرة لجنة تحكيم الجائزة على تنظيمها هذا العام؛ نظرا للعدد الضئيل من الروايات المنشورة حديثا، مضيفا أنه تَقرّر تكريم آسيا جبار في الثلاثين من جوان الجاري؛ أي تاريخ ازديادها، لكن نظرا لتزامنه مع عيد الأضحى، تم تنظيمه في 24 جوان. وتابع أنه قد يتم تنظيم طبعة جديدة من الجائزة العام المقبل، في انتظار ما ستتمخض عنه "سيلا 2023".
أما الأستاذة فاطمة الزهراء مبطوش نجاي، فقد تطرقت لموضوع روايتي آسيا جبار "نساء الجزائر في شقّتهن"، و"امرأة بدون قبر". وقالت إن الرواية الأولى تحمل أصواتا مختلفة، تطرقت فيها الروائية للعنف الممارَس ضد المرأة من طرف الرجل، وكذا غطرسة المجتمع وفرضه تقاليد بالية. أما الثانية فبطلتها، أيضا، امرأة تقاوم المستعمر الفرنسي، وتمثل الجزائر أحسن تمثيل، مؤكدة في السياق، تمكن جبار من منح الكلمة للمرأة، وكذا تثمين دورها في المجتمع، وفي مقاومة المستعمر.
وطلب بلحي من الدولة ترجمة أعمال آسيا جبار من الفرنسية إلى العربية، مؤكدا أن بعض ترجمات المشارقة لم تؤد دورها؛ لأنها تجاهلت خصوصية اللهجة الجزائرية وإن كُتبت باللغة الفرنسية. هذا الطلب وافق عليه الدكتور بورايو، وقال إن قضية الترجمة مطروحة بشدة في الجزائر، خاصة أن شبابنا المعرّبين في أغلبهم يحتاجون إلى قراءة أدبنا المكتوب بالفرنسية، علاوة على أهمية نقله إلى الخارج عبر مطية الترجمة. واقترح بورايو تنظيم ملتقى حول أعمال آسيا جبار، علما أنه سيقدّم مشروعه هذا بمحاوره وإشكالياته للجهات المعنية، وهي جامعة تيبازة، و«أناب". كما خصص محورا حول الروايات الفائزة بجائزة آسيا جبار.
وبالمقابل، توقف الناقد السينمائي محمد بجاوي عند شغف جبار بالسينما، وهو ما كان شاهدا عليه، وحتى على خيباتها في الفن السابع وصانعيه من أبناء جلدتها. وتابع أنه تعرّف على جبار عام 1973 بالسينماتيك؛ حيث كانت المرأة التي جرحها جدا تعليق مصطفى الأشرف حين قال لها إنها برجوازية صغيرة، فقررت التخلي عن الكتابة باللغة الفرنسية والتوجّه إلى الإخراج، لتخرج فيلمي "نوبة نساء جبل شنوة"، و"الزردة أو أناشيد النسيان".
واعتبر بجاوي جبار كاتبة فرنكفونية، وُلدت وترعرعت في وسط فرنكفوني. كما كانت عاشقة للموسيقى حتى إنها أضفت على فيلمها الأول، الكثير من النوتات، بينما لم تتمكن من صنع أفلام أخرى لأسباب مختلفة؛ مثل منعها من إخراج فيلم عن "يوسف الصديق" بحجة منع تمثيل الرسل، وكذا عمل آخر عن بنات سيدنا إسماعيل؛ حتى إنها أرادت صنع فيلم عن ثلاثية محمد ديب، لكنها لم تتمكن من ذلك، لتعود إلى الكتابة.
ومن جهتها، تحدثت الأستاذة نجاة خدة عن حب آسيا جبار الشديد للفن التشكيلي؛ حتى إنها استعانت بلوحة زوج المتحدثة، الفنان المرموق محمد خدة في فيلمها.