قالت الفنانة المسرحية، دليلة نوار، القادمة من مدينة سيدي بلعباس إن الوصول إلى مسرح ناضج وراق في الجزائر مرتبط باختيار وانتقاء ممثلين أكفاء لهم القدرة على العطاء، مع الإنتقاء الجيد للنصوص التي تليق بكل ما ورثناه من تاريخ وفن عن قامات المسرح الجزائري، مع تجديد وتطوير المهارات الفنية بوسائل متطورة تتماشى مع العصر دون المبالغة فيها.

تعتبر الفنانة والوجه المسرحي المميز، دليلة نوار من الفنانات اللواتي قدمن الكثير للخشبة، عشقت المسرح وهي طالبة في الجامعة، وانخرطت في ورشة المسرح الجامعي، وكان أول عمل مسرحي بعنوان ”القنديل”، ثم نالت جائزة أحسن ممثلة في مهرجان سيدي بلعباس خلال مشاركتها في مسرحية ”اللعنة” إخراج جهيد الدين الهناني وجائزة أحسن ممثلة في المهرجان الدولي بتونس. وحسب ذات المتحدثة، فإنها دخلت المسرح الجهوي لمدينة سيدي بلعباس خلال سنة 2004 وكانت لها مشاركة في عدة عروض مسرحية منها ”على خطى الأجداد” للمخرج عز الدين عبار وكانت لمسرحيتي ”فالصو” و"نون” للمخرج الهناني والتي أهلتها لافتاك جائزة أحسن ممثلة في مهرجان المسرح المحترف بالعاصمة، إذ بعدها توالت النجاحات في أعمال أخرى، منها مسرحية ”شظايا” للمخرج حسان عسوس، ومسرحية ”أل موت”. كما شاركت في مسرح سعيدة بمسرحية ”نوفمبر” والتي رشحتها كأحسن ممثلة في مهرجان المسرح المحترف. وعن مشاركتها في العمل السينمائي، قالت الممثلة دليلة إنها شاركت في مسلسل ”عيسات إيدير” للمخرج الأردني كمال لحام في دور أم البطل إيدير والتي تموت وهو صغير، إلى جانب العمل في مسلسل ”ديوان المظالم” للمخرج السوري خالد الخالد. و مشاركتها كذلك في فيلم ”أحمد زبانا”، حيث أسند لها دور جميلة من جميلات الجزائر اللواتي ضحين لضمان ورقة الحرية. من جهتها، قالت الفنانة دليلة إنها تؤمن بقدسية الممثل وقدرته على الإبداع حتى بدون إمكانيات، فالممثل المحترف قادر على إيصال رؤية المخرج حتى دون عناصر العرض الأخرى، ولو أن هذه العناصر لها أهمية بالغة في تفعيل وتعزيز العمل المسرحي.

ولم تغفل دليلة الحديث عن العمل المونودرامي والذي يترجم المادة الخام الموجودة في الجزائر لأنه على حد تقديرها ليس من السهل لممثل واحد إقناع الجمهور وإيصال فكرة أو قضية ما، لأن المونودراما عبارة عن مجموعة من الإرهاصات والصراعات النفسية مع الذات ومع الآخر وعليه ينبغي على الممثل أن يكون صاحب قدرة على الأداء لإقناع الجمهور خلال تقمّصه لأي شخصية، مؤكدة على أن المونودرام يساعد على تكوين الممثل والتحكم في الأدوار.

وفيما يخص النص المسرحي، تضيف دليلة نوار أن قواعد الكتابة المسرحية شبه غائبة باعتبارها أول خطوة لإنجاح أي عمل مسرحي، لأن البنية الدرامية للنص المسرحي، تختلف عن البنية الدرامية للرواية، و لأي نوع من أنواع الكتابات الأخرى من ناحية الفعل المسرحي، الصراع، الحبكة المسرحية، وعلى المخرج التمعن عند قراءته الأولية لأي نص مسرحي ثم تليها الكتابة الاستدلالية مع طرح رؤية إخراجية مميزة لمختلف الأعمال الأخرى.

وشدّدت الفنانة دليلة على رهان النوعية باعتباره مستقبل العمل المسرحي في الجزائر وتابعت محدثتنا مفصلة في حديثها عن الجيل المسرحي الصاعد الذي تكتشفه المهرجانات لتضيف قائلة: ”هناك طاقات فنية واعدة، لكن على الفنانين والممثلين أن يكونوا أكثر دقة وحرصا في اختيار الأعمال المسرحية والسينمائية الجادة، لتفادي الترويج للإنتاجات الهزيلة التي يطرحها أشباه الفنانين".