شوقي بوزيد خلال نادي صدى الأقلام:

المبدع يقدّم إبداعا مؤثرا وإلا فهو غير كذلك

المبدع يقدّم إبداعا مؤثرا وإلا فهو غير كذلك
  • القراءات: 880
❊ لطيفة داريب ❊ لطيفة داريب

قال المخرج المسرحي شوقي بوزيد إن المثقف ليس بالإنسان العادي، وبالتالي من واجبه تنوير الرأي العام، وتقديم حجج تدعم أفكاره، مضيفا أنه يشعر بالحيرة حينما يجد المثقف يتظاهر بجانب المواطن العادي، رافضا تنظيم الانتخابات الرئاسية، مثلا، من  دون تعليل لمطلبه.

نشط المخرج المسرحي شوقي بوزيد، العدد الأخير لنادي صدى الأقلام الذي ينظمه الكاتب عبد الرزاق بوكبة، قبيل عرضه مسرحيته (رهين) بالمسرح الوطني الجزائري. وفي هذا قال إنه ضد ترجمة كلمات من فراغ مثلما حدث مع مارون النقاش، الذي ترجم كلمة (theater) إلى مسرح، مضيفا أنه كان عليه أن يحتفظ بالكلمة التي يُقصد بها الصراع، وهو ما نجده في الحياة أيضا بدلا من مسرح حيث يسرح الإنسان.

واعتبر شوقي أن ممارس المسرح يجب أن يحمل أفكارا تنويرية لا يقصد منها إعادة كتابة التاريخ أو إعطاء قيمة لشيء ما، ولا حتى تمرير الرسائل بطريقة مباشرة وربما فجة، بل أن يحمل رسالة ذات هدف معيّن، كما ينتج أعمالا بهدف التواصل مع الآخر والتأثير فيه.

وأكد المتحدث أن دور الفنان في توجيه الإنسان العادي نحو وجهة معيّنة، وإبراز صورة واضحة لما يحدث في عالمنا أولا، ثم في مجتمعنا ثانيا، خاصة أننا نعيش تغيرات عميقة، تخل بالتوازنات المتعارف عليها، إضافة إلى بروز قوى جديدة وغير ذلك، مضيفا أن الإنسان العادي قد لا يستوعب كل هذا، وهنا على الفنان أن يعلل وينوّر نظرا لدوره الكبير والفعال في مجتمعه.

وتعجب شوقي من المثقف الذي يشارك في الحراك ويطالب بعدم الانتخاب بدون تعليل محكم؛ فهو يتحدث كالمواطن العادي، ويتساءل: بأي حق أيها الفنان تطالب بمكانة خاصة لك وأنت لا تحمل أفكارا ولا توّجه أمة؟!”.

وأضاف بوزيد أن المواطن العادي حينما يريد أن يأخذ صورة مع فنان فهو يعتقد أنه يوجد بقرب شخص يحمل أفكارا عالية، ويمكن أن يُحدث تغيرا في المجتمع، مؤكدا أنه يقوم بإخراج مسرحيات تحمل أفكارا فلسفية، وإلا فلمَ يفعل ذلك؟ ولمَ يكتب الروائي رواية؟ ولمَ يبدع المبدع إذا لم يؤثر في المتلقي؟ ليتساءل مجددا: بأي حق تأخذ دقائق من حياة المتفرج الذي قصد مسرحيتك لمشاهدتها، حينما لا يستفيد شيئا من مشاهدته عرضك؟ حينما لا يخرج ولو حتى بأدنى فكرة ولا إضافة ولا حتى كلمة مما ذكرته في عملك؟ حينما لا يتغير شيء فيه ولو على المدى البعيد؟!”. وتحدّث شوقي عن أهمية الفرجة في العمل المسرحي، لكنه أكد ضرورة أن يغرس هذا العرض أفكارا في ذهن المتفرج، مشيرا إلى أن رياضة كرة القدم أيضا فرجة لكنها لا تدفع بالمتفرج إلى طرح أسئلة وجودية.

وبالمقابل، قال شوقي إنه فنان هاو؛ أي أنه يحب ما يفعل، وأن إنتاجه هو الذي يجعل منه محترفا أو لا. كما طالب بأهمية أن يكون المبدع مثقفا، وأن يطالع الكثير، وأن يكون ملما بالمعلومات في شتى مجالات الحياة حتى ينتج فكرا يمس عقل المتلقي.