حفلات تلفزيونية ارتبطت بمواعيد الإفطار

الشيوخ والمداحات لا أثر لأعمالهم

الشيوخ والمداحات لا أثر لأعمالهم
  • 731
مريم . ن مريم . ن

تعودت العائلات الجزائرية مباشرة بعد كل إفطار، على وصلة موسيقية غنائية في نوع المديح، وغالبا ما تكون مع كبار الشيوخ والمطربين، لكنها اقتصرت، مؤخرا، على فنانين شباب، بعضهم بدرجة هاو، ما جعل الجمهور يتذمر ويشتاق لعمالقة فنه الذين كانوا فيما مضى، يعطون نكهة خاصة لرمضان.

رافق هؤلاء العمالقة الجزائريين على موائد إفطارهم، بأشهى ما في التراث الجزائري من قصائد المديح وفي كل الطبوع، من أندلسي وشعبي وحوزي ومالوف وصحراوي وبدوي وقبائلي وشاوي، وغيرها كثير من الأسماء، ناهيك عن الفرق الموسيقية مع أشهر العازفين، وعلى رأسهم الراحل مصطفى اسكندراني، لكنها اليوم غابت وغاب معها الفن الجميل الذي ساهم في تهذيب الذوق والسلوك.

كان التلفزيون الجزائري فيما مضى، يخصص كل مساء جلسة مع شيخ من الشيوخ، منهم مثلا بوجمعة العنقيس أو قروابي والزاهي والعنقى والقبي والعشاب، وغيرهم من الشيوخ في طبع الشعبي، وكذلك الحال مع شيوخ الأندلسي، منهم الإخوة الفخارجية ودحمان بن عاشور وصادق البجاوي، مع أرقى قصائد المديح التي ظلت تتوارث جيلا بعد جيل، وتساهم في حفظ هوية الجزائريين، كما كان التلفزيون يستضيف في حفلات ما بعد الإفطار، سادة المالوف، ابتداء من الفرقاني إلى احسن العنابي وديب العياشي، ثم الصحراوي مع خليفي أحمد والبدوي الوهراني، مع الشيخ حمادة وجيلالي عين تادلس، وفي القبائلي حسناوي أمشطوح وآكلي يحياتن وفرق المديح المحلية، ناهيك عن برمجة حفلات أكبر جمعيات الموسيقى الأندلسية من مناطق مختلفة من الوطن، زيادة على جلسات المديح النسوية مع فضيلة الدزيرية وجميلة وشريفة، وأحيانا المداحات والفقيرات بآلات موسيقية تقليدية، وأداء يوحي بغنى هذا التراث واقتناء ما يناسب هذا الشهر الفضيل.

غابت أيضا الأسماء اللامعة في هذا الموسم، الفنان شرشام وطاماش ومسكود والحراشي وشاعو ونسيمة ولمياء معديني وغيرهم، ليترك المجال لنفس الأسماء التي لا زالت في بدايات مشوارها، ويتكرر ظهورها في رمضان وفي غيره من شهور السنة. وعبر بعض المتابعين لبرامج التلفزيون ومختلف الفضائيات، عن تعطشهم لمثل هذه الحفلات والتسجيلات التي لم تعد تر النور، تاركة الساحة فارغة لأسماء عاجزة عن ملء هذا الغياب.