يحتضن بهو المكتبة الوطنية بالحامة، معرضا للصور الفوتوغرافية وآخر للكتب في إطار فعاليات الأسبوع الثقافي الفلسطيني، ويكشف المعرض بالكلمة والصورة الحية، معاناة هذا الشعب الذي لا يزال يتجرّع مرارة الحرب والاستيطان، ورغم ذلك يصرّ على المقاومة والبقاء. ويختصر معرض الصور نضال وتضحيات شعب بأكمله وأهمّ محطات ثورته المسلّحة وانتفاضاته والحروب التي سلّطت على أطفاله في ظلّ صمت عالم أخرس، وأكيد أنّ الجمهور أصيب بالصدمة وهو يرى تلك الصور الحية التي ينبعث منها صراخ الصغار ورائحة دمائهم الغزيرة ودهشة الآباء وهول السقوط والانهيار فوق رؤوس البشر، لترتمي الأشياء الجميلة وقطع حلوى الصغار ولعبهم بين الحطام.

بين كل ذلك الجحيم، تتراءى ابتسامة أهل فلسطين الطيبين، كما هي صورة الشهيدة الفدائية ليلى خالد والرشاش في يدها والكوفية تلملم جراحها، إنّها تبتسم رغم الجراح والشجن لتؤكّد أنّ شعبها مثلها باق. من ضمن الصور التي استوقفت المترددين على المكتبة وأغلبهم من الشباب، صور اعتقال الأطفال، خاصة بالمدن، وكيف يتم ذلك بوحشية واعتداء على البراءة، زد على ذلك صور الضحايا الرضع التي لا يحتملها بشر وغيرها كثير، لكن في المقابل يبقى التحدي، ومن صوره المدوية صورة لأب فلسطيني يعبر شوارع القدس، حيث يقيم المستوطنون ومعه أطفاله، للذهاب إلى المدرسة بنوع من التحدي والشموخ. عبقرية الشعب الفلسطيني تتجلى أيضا من خلال الطرافة، وهو ما تبرزه صورة شباب فلسطينيين يتسلقون الجدار العازل في القدس ويرسمون عليه بالألوان ويضعون عليه لافتات منها "بائع الأجبان" كنوع من الاستهزاء، وتضمّن المعرض أيضا صورا لبعض الشهداء وقادة الثورة، منهم الراحل ياسر عرفات في بورتريهات كبيرة كدليل على استمرار المقاومة.

بجانب معرض الصور، أقيم معرض للكتاب الفلسطيني تضمن مخطوطات وروايات والشعر وكتب في التاريخ والسياسة. في كتاب بعنوان "أدباء فلسطين" حرصت امتياز النحال على رصد الأسماء التي تركت بصمتها في الأدب الفلسطيني بالداخل وبالمنفى، وكتب أخرى منها "فلسطينيات، وجوه نسائية فلسطينية معاصرة" و"القدس في الشعر العربي" لإيمان مصاروة و"المختصر الوجيز في تاريخ القدس العزيز" لمحمد ذياب أبو صالح. كما كانت هناك مخطوطات من منطقة البحر الميت وأيضا "الأعمال النثرية الكاملة لدرويش" و"الأمثال الشعبية الفلسطينية" و"ذاكرة من المكان"، وبالنسبة للروايات فقد تمّ عرض "برق مقيم" و"الطوفان" و"هيلا هوب" و"قلب الحمار" و"آثار بيضاء".