أكد المخرج المصري خالد يوسف، المشارك ضمن فعاليات مهرجان وهران للفيلم العربي بفيلمه الجديد ”كارما” خارج المنافسة، والذي كان مقررا عرضه خلال حفل الافتتاح وأجل لثاني يوم من المهرجان، خلال ندوة صحفية عقدها على هامش المهرجان بوهران، بأن عودته للسينما بعد سنوات من الانقطاع جاءت تكملة لمسيرته الفنية في تقديم أفلام تشرح الواقع اليومي للمواطن المصري، وما يعيشه من صراعات على طول الخط، خاصة ما تعلق بالصراع الطبقي داخل المجتمع بين الفقراء والأغنياء.

يتحدث فيلم ”كارما” عن عمق الإنسان الذي لا يستطيع اكتشاف نفسه إلا من خلال اكتشاف الآخر، والفيلم لا يستهدف طبقة معينة سواء كانت من المثقفين أو رجال أعمال، بل يرصد الواقع المصري في وقتنا الراهن، أمام الصراع بين الطبقات، خاصة بين الأغنياء والفقراء.

أضاف المخرج خالد يوسف بأن الفيلم صور بكاميراتين قدمتا واقعا معاشا لطبقتين مختلفتين من حيث العيش والمصير والآمال، وتم دمج القصة حول رجل ثري وآخر فقير يحلم كل واحد منهما بأن يكون في مستوى الآخر”. أكد خالد يوسف أن القصة قدمت الإنسان على حاله والواقع الذي يصنعه لنفسه دون فوراق، تبقى من صنع الإنسان نفسه، وأن فيلم ”كارما” لم يركز على العرق أو الدين أو الطبقات، حيث كان للفيلم تطور آخر، لما أبرز الفوارق التي يصنعها الإنسان نفسه، من خلال التحول بين الشخصيتين اللتين لبستا، كل واحدة منها،  وضعية الآخر، وهنا يؤكد خالد يوسف بأن نظرية الإنسان ابن بيئته حقيقة، حيث يعيش الغني واقعا مرا لطالما انتقده واشمئز منه، بينما يتحول الفقير الذي تحول إلى غني لصورة مماثلة لما كان ينتقده ويطالب بالقصاص منهم ويتهمه بالسرقة وممارسة الأعمال غير الشرعية.

كما عاد المخرج خالد يوسف للحديث عن تواجده بوهران بعد سنوات من الغياب، وأكد أن الشعب الجزائري يبقى من أكبر الشعوب المحبة لوطنها وأكثرها إخلاصا للوطن، وطالما كان يتغنى بالجزائر التي تعلم حبها من شخصيات ساهمت في صناعة شخصيته، وقال خالد يوسف ”الشعب الجزائري من الشعوب القليلة التي تحب الموت من أجل بلادها” .

❊ رضوان.ق