المخرج السينمائي التونسي عبد الحق طرشوني

السينما الناطقة بالأمازيغية إضافة ثمينة للفسيفساء الثقافية

السينما الناطقة بالأمازيغية إضافة ثمينة للفسيفساء الثقافية
  • 1032
ع. بزاعي ع. بزاعي

أكد المخرج السينمائي التونسي، السيد عبد الحق طرشوني، على أهمية المبادرات الجادة لإحياء الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية، التي تعرف بطقوس موروثة كانت تحتل اجتماعيا مكانتها المقدسة في تقاليدنا العريقة، بغية الحفاظ على التراث الأمازيغي وتثمين قيمة الاحتفال بيناير، مضيفا أن الحرص على تنظيم ندوات علمية تبحث في تاريخ الثقافة الأمازيغية وراهنها، سيدعم المسعى دون تعصب، داعيا الجمعيات الثقافية إلى العمل على تجسيد أهداف قيامها وتنويع أنشطتها الهادفة.

ذكر المخرج التونسي بأن من بين الوسائل التي يراها فعالة في إحياء احتفالات رأس السنة الأمازيغية، إضافة إلى تنظيم ندوات علمية وتشجيع المبادرات الجادة التي تسعى في مضامينها إلى ترقية اللغة الأمازيغية، اعتماد دور السينما في تجسيد المسعى، متفائلا في السياق بمستقبل سينمائي كبير، جسدته جمالية الصورة التي التقطت سحر طبيعة قروية وتفاعل الإنسان مع المكان، وإدارة ممثلين موفقة، اعتبارا لمحدودية الاختيارات المتاحة على مستوى النخبة السينمائية الناطقة بالأمازيغية. وأعرب طرشوني عن سعادته لمشاركته الأولى مع أبناء الأوراس في احتفالات "يناير" الذي تزامن مع إجراء تاريخي،  تضمنه المشروع التمهيدي للدستور الجزائري الجديد الذي يقترح ترسيم اللغة، واعتبر ذلك مكسبا للجزائر وشمال إفريقيا ككل، لأن اللغة إثراء للثقافة والحضارة. وبخصوص المشاكل التي تعترض اللغة الأمازيغية، أكد المتحدث على ضرورة اعتماد مناهج تربوية وخلق أكاديمية للغة الأمازيغية من أجل معالجة النقائص التي لها علاقة بأساليب الترجمة والاقتباس في الأمازيغية وتحيد كتابتها.

ولم يفوت محدثنا فرصة رفع نداء وجهه إلى كل الضمائر الحية، بغية احتضان وحماية هذا الموروث عبر تلقين وحقن الأبناء بجرعات التاريخ والثقافة وتنشيط اللسان، حتى لا تبقى اللغة حبيسة الكتب ووسائل الإعلام وتمكين الأطفال من التحدث بالأمازيغية حتى لا تندثر، وعن تجربة بلده تونس حمل المسؤولية للأمازيغ أنفسهم، الذين ـ بحسبه ـ أهملوها، داعيا في السياق إلى ضرورة الاهتمام بها وتطويرها، وأقر بوجود نقائص أكد على ضرورة اعتماد مناهج تربوية وخلق أكاديمية للغة الأمازيغية، ومعالجتها كتلك التي لها علاقة بأساليب الترجمة والاقتباس في الأمازيغية وتفعيل دور الحوار والتسامح واحترام  الرأي المخالف. ويعد الشريط الذي أعده المخرج بقرية إينوغيسن، تحت عنوان "جذور"،  وثيقة بصرية ذات بعد إثنوغرافي واضح، يسلط الضوء على أنماط الحياة الاجتماعية والاقتصادية وآليات ممارسة السلطة وطقوس الاحتفال والأزياء والموسيقى ونظام العلاقات الاجتماعية، الأمر الذي يعتبره المخرج طرشوني من صميم مهمته، كفنان مدعو إلى الترويج لثقافته المحلية الخصوصية وإثبات وجودها داخل منظومة الثقافة متعددة الروافد.

وركز في تصوره على الاهتمام أكثر بالعمل السمعي البصري ودور الفن السابع، والعمل على بناء صرح سينمائي، مستدلا بالتجربة الجزائرية التي رغم النقائص، إلا أنها قطعت أشواطا مهمة في الخصوص وأبدعت فنيا بولوج الأغنية الأمازيغية العالمية من خلال نموذج الفنان القبائلي إيدير، مضيفا أن أمازيغ الجزائر ينفردون بخصوصيات فنية وإبداعية،  فضلا عن كونههم متعلقون بأرض الوطن ومتفتحون ومهتمون بجذورهم وتاريخهم وأصالتهم ويسعون دائما إلى التطوير. وبالنسبة لطرشوني، فإن صناعة السينما تعد تحديا كبيرا لا ينفصل عن مسار العمل من أجل النهوض بالثقافة الأمازيغية، فوجود سينما ناطقة بهذه اللغة ـ بحسبه ـ إضافة ثمينة للفسيفساء الثقافية الثرية، ومن هذا المنطلق، يتطلع إلى المساهمة في تحقيق تراكم فني أمازيغي مهم، وقال بأن مستقبل السينما الأمازيغية واعد.