معرض هافانا الدولي للكتاب الـ28

الرئيس الكوبي ووزير الثقافة يشرفان على الافتتاح

الرئيس الكوبي ووزير الثقافة يشرفان على الافتتاح
  • القراءات: 778
ق. ث ق. ث

أشرف الرئيس الكوبي ميغال دياز كانيل ووزير الثقافة عزالدين ميهوبي سهرة أول أمس، الخميس على افتتاح الطبعة الـ28 لمعرض هافانا الدولي للكتاب (كوبا) الذي تشارك فيه الجزائر كضيف شرف. 

وشهد حفل الافتتاح ـ الذي حضره أيضا وزير الثقافة الكوبي ألبيديو ألونزو غراو وسفير الجزائر بكوبا امحمد عشاش وكذا عدد من كبار المسؤولين والمثقفين الكوبيين ـ برمجة فقرة فنية نشطها المغني الجزائري عبد الله المناعي رفقة عازف بيانو كوبي قبل أن يطوف الرئيس الكوبي رفقة السيد ميهوبي بالجناح الجزائري الذي يضم ”200 عنوان” بالعربية والفرنسية تعرف بالجزائر وثقافتها وأدبها ـ حيث اطلع على مختلف هذه الإصدارات. 

وقال وزير الثقافة الكوبي في كلمة له إن العلاقات بين بلاده والجزائر ”ممتازة وأخوية وفوق أي مصلحة اقتصادية، حيث تسود المشاعر والعواطف والصداقة وكذا الالتزام بقضية مشتركة هي العدالة”، مضيفا أن هذه العلاقات ”تجسدها خصوصا صداقة عبد العزيز بوتفليقة مع راوول وقبله فيدال (كاسترو)..” ومشيدا في هذا الإطار بـ”دفاع الجزائر الدائم عن القضية الكوبية في المنتديات الدولية ونضالها ضد الحصار عليها”. 

واعتبر من جهته رئيس المعهد الكوبي للكتاب واللجنة المنظمة للمعرض خوان رودريغز كابريرا أن حضور الجزائر كضيف شرف بمعرض هافانا الدولي للكتاب هو ”دليل على علاقات التعاون التاريخية والقوية” بين البلدين والتي ”تشمل مجالات مختلفة بينها الثقافة”. 

وأكد من جهته السيد ميهوبي على أن الجزائر وكوبا ”تربطهما علاقات تاريخية تعود إلى كفاح شعبيهما من أجل الحرية والكرامة وتجمع بينهما صداقة (...) ثابتة لم تتغير عبر السنين”، مضيفا أن هذه العلاقات ”تضيف اليوم لبنة خاصة ببصمة ثقافية مع تنظيم معرض هافانا الدولي للكتاب وحضور الجزائر كضيف شرف، حيث تمثل الثقافة ”اسمنتا لتمتين العلاقات وجسرا لترقية التعاون الثقافي”. 

وتشارك الجزائر بمعرض هافانا الدولي للكتاب كضيف شرف وهذا لأول مرة بمعرض دولي للكتاب بأمريكا اللاتينية. وسيعرف المعرض مشاركة كتاب جزائريين على غرار الأكاديمي حمادي عبد الله والروائية مايسة باي اللذين سينشطان محاضرتين حول تاريخ وحاضر الأدب الجزائري وكذا الأدب النسوي. 

وسيحاضر من جهته مدير الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة سامي بن شيخ الحسين حول حماية حقوق المؤلف في الجزائر، في حين سيلقي مدير الكتاب والمطالعة العمومية بوزارة الثقافة جمال فوغالي كلمة حول واقع النشر.   

كما سيقام من جهة أخرى على هامش هذه التظاهرة الأدبية معرضا للصور الفوتوغرافية حول التراث والتاريخ والعمران والطبيعة في الجزائر، كما ستعرض أربعة أفلام جزائرية هي ”يما” لجميلة صحراوي و”إلى آخر الزمان” لياسمين شويخ بالإضافة إلى ”عطور الجزائر” لرشيد بلحاج و”زبانه” لسعيد ولد خليفة كانت قد تكفلت وزارة الثقافة الكوبية بدبلجتها إلى الإسبانية. 

وكانت وزارة الثقافة الكوبية قد تكفلت أيضا بترجمة 21 عنوان كتاب لأدباء جزائريين معروفين على غرار مرزاق بقطاش وجلالي خلاص، سيتم عرضها للجمهور الكوبي خلال هذا المعرض. وتحت عنوان ”السهرة الجزائرية”، ستنظم أيضا سهرة فنية من طرف الأوركسترا السيمفونية الكوبية بقيادة المايسترو أمين قويدر قائد الأوركسترا السيمفونية لأوبرا الجزائر. 

وفي إطار المشاركة الجزائرية بالمعرض، سيوقع السيد ميهوبي مع نظيره الكوبي برنامجا للتبادل الثقافي يمتد على ثلاث سنوات (2019- 2021) يتمحور حول نشاطات التعاون الثقافي بين البلدين في مجالات الأدب والفنون والموسيقى والسينما والتراث. ويشارك في هذه الطبعة ـ التي تستمر فعالياتها إلى غاية 27 من الشهر الجاري ـ حوالي 120 عارض وأكثر من 350 بين أديب ومهني كتاب من 43 بلدا على غرار المكسيك والأرجنتين والتشيلي والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى الجزائر وفقا للصحافة الكوبية. 

وبالإضافة إلى احتفائها بالأدب الجزائري، تكرم أيضا الطبعة الـ28 للمعرض الروائي والناقد والصحفي الكوبي إدواردو هيراس ليون المتوج بجائزة كوبا الوطنية للأدب لعام 2014 كما ستحتفي بالذكرى الـ60 لانتصار الثورة الكوبية  والذكرى الـ500 لتأسيس هافانا. 

ويعتبر معرض كوبا الدولي للكتاب ـ الذي تأسس في 1982 وتقام فعالياته بعدة مواقع ثقافية بالعاصمة هافانا بينها قلعة سان كارلوس دي لاكابانا ـ أهم تظاهرة ثقافية سنوية في كوبا وأحد أبرز معارض الكتاب في أمريكا اللاتينية، حيث يقام لمدة عشرة أيام بهافانا قبل أن تنقل نشاطاته إلى بقية مناطق الجزيرة الكوبية في جولة تستمر شهرين. وكانت الطبعة 27 للمعرض قد عرفت توافد ”حوالي مليوني زائر”.

وزار وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أول أمس بالعاصمة الكوبية هافانا، عددا من المؤسسات الثقافية الكوبية الناشطة في مجال التراث والسينما، حيث اطّلع، من خلالها، على التجربة الكوبية.

ومن تك المؤسسات الثقافية زار ”متحف فنون الديكور” رفقة نائب رئيس متاحف كوبا التابعة للمجلس الوطني الكوبي للتراث الثقافي صونيا فنخن بيرز موخينا، حيث تعرّف على ما يضمه هذا الأخير من مقتنيات وتحف مختلفة، معظمها من أوروبا وآسيا، وتعود للقرنين التاسع عشر والعشرين.

وقدّمت المسؤولة الكوبية لوزير الثقافة نبذة تعريفية عن هذا المجلس وتراث بلادها المادي واللامادي، منوهة في نفس الوقت، بأهمية التكوين في بلادها في مجال حفظ التراث.

وتتمثل التحف المعروضة في تماثيل ولوحات زيتية وأعمدة وأوان قديمة موزعة على غرف قصر كبير، كان قبل عام 1961 ملكا لكونتيسة، وجامعة تحف، قبل أن يتحول عام  1964، إلى متحف.

كما زار الوزير ”المعهد الكوبي للفن والصناعات السينمائية”، الذي له أيضا ”تجربة رائدة” في كوبا وأمريكا اللاتينية في مجال إنتاج أفلام تحريك رقمية بصيغ مختلفة، على غرار ”تو دي” و”ثري دي”، بعضها تحصّل على جوائز في كبرى المهرجانات الدولية.

واعتبر ميهوبي أن تجربة كوبا في المجال السينمائي ”عكست التطور التاريخي للمجتمع الكوبي ورموزه الكبيرة”، مؤكدا أن كوبا ”بلد صديق، وتربطه بالجزائر علاقات تاريخية قوية، وتجمع بينهما مبادئ الحرية والكفاح والاستقلال”.

وأبدى السيد ميهوبي استعداده لتنظيم أسبوع للسينما الكوبية في الجزائر، واحتضان أفلام كوبية بمهرجان الجزائر الدولي للفيلم الملتزم؛ بهدف ”تسليط الضوء على التجربة الكوبية في الفن السابع وتاريخها وتياراتها الفنية، وكذا  جيلها الجديد من المخرجين الشباب”.

كما دعا الوزير المسؤولة الكوبية إلى ”العمل على إنتاج فيلم مشترك”، مع ”استعداد قطاعه لاستقبال خبراء كوبيين في مجال أفلام التحريك للتدريب في الجزائر.