باحثون وممارسون يدعون للحفاظ عليه

الديوان .. موسيقى وطقوس

الديوان .. موسيقى وطقوس
  • القراءات: 3024
روبورتاج: دليلة مالك     روبورتاج: دليلة مالك
جوانب مضيئة من الإبداع الفوتوغرافي الراقييختلف الديوان عن باقي الأنواع الموسيقية المتداولة في الجزائر وخارجها، ذلك لارتباطه بممارسة طقوس خاصة وأجوائها المتسمة بالروحانيات، وقد يشبه بعض الأنماط الأخرى المعروفة في المغرب والمسمى "الغناوي" و"اسطمبالي" في تونس الذي اندثر إلى جانب نوع "الملكي" بليبيا، وكلها طقوس وأعراف تحتضنها العائلة في مكان يحرص عليه أن يكون طاهرا يسمى "الطرح"، ويقودها "المقدم" صاحب"المحلة" التي هي عبارة عن صندوق يضم كل الأدوات الخاصة بممارسة الديوان، وأعضاؤها "قناديز" مفرد "قندوز" دورهم الرقص وضرب القرقابو، ويطلق عليهم كذلك "الكويو"، وعازف القمبري يدعى "المعلم"، والذي يتكلم أو المؤدي هو "كويو بونغو"، ولا يجوز في الديوان قول إنه يغني، فضلا عن أعضاء آخرين كـ"الشاوش" وهو مساعد "المقدم".
كانت مناسبة المهرجان التاسع لموسيقى الديوان المنتهي مؤخرا بمدينة بشار فرصة للتقرب من هذا النوع الموسيقي، والأكثر من ذلك لمس قدسية هذا الإرث اللامادي الذي ما زال أهله يتداولونه أبا عن جد. وقد وقفت "المساء" عند الديوان كطقس ينتمي لذاكرة جماعية يسعى لأن يحافظ على نفسه في ظل تهديد العولمة ورفع طقوس الشعوذة عنه التي يراهن عليها بعض من أبناء الديوان بالاعتصام بحبل الدين الإسلامي الحنيف فقط.
فأما الجانب الموسيقي والفني للديوان، فتم الفصل فيه بجواز نقله إلى المنصات، وله جمهور عريض بالمناسبة، لكن أهل الديوان يرفضون نقل الشعائر إلى المنصة لتكون فرجة للجميع، فكما سبق أن ذكرنا فالديوان طقس مقدس يشترط من الطاهرة وحسن النية الكثير وأن مكانه يبقى "الطرح" أو البيت وسط العائلات ومن يعرف الديوان، وأن هدفه علاجي بحت.

أصل الديوان

تتضارب الآراء بخصوص زمن ظهور الديوان، لكن المتفق عليه أنه نتاج رحلات القوافل القادمة من بلاد السودان التي تضم حاليا السينغال وغينيا، وهناك من يشير إلى أن مالي كانت أهم موطن لها، وتعود كاميليا بركاني، الباحثة في علم الاجتماع الأنتروبولوجي للموسيقى لتاريخ موسيقى الديوان، إلى القرن السادس والسابع الميلاديين، حيث كانت هناك قوافل للعبيد وللملح والذهب التي تأتي من دول الساحل، نحو منطقة المغرب الكبير. وتاريخيا تشير المصادر إلى أن الباحثون أخذوها من "الغناوة" بالمغرب، وأنها لم تأت من بلاد السودان، وبلاد السودان هي غينيا حاليا، وأردفت "الأمور ليست واضحة تماما"، ولكن المصدر الأكثر شمولية هو بلاد السودان وهي غانا حاليا والسينغال ومالي. ويتقاطع المقدم حمو مع رأي الباحثة إذ يرى أنها ضاربة في القدم وأن هناك اختلاف حتى في التسمية بين الغناوة والديوان، فهناك من يعتقد أن "الغناوة" هم أناس جاؤوا من غينيا وهم كلهم أتوا من منطقة السافانا وأكثرهم من مالي، يمارسها من كان يعيش في تومبوكتو، حيث كان سوقا للعبيد والتقوا في الجزائر وهؤلاء سموه "الديوان" ومن التقى في تونس "اسطمبالي" ومن التقى في المغرب هم "القناوة".
وتؤكد الباحثة كاميليا بركاني أن تاريخ العبيد في شمال إفريقيا موجود وهي حقيقة لا يمكن عدم الاعتراف بها، هؤلاء الناس جاؤوا مع القوافل وتجارة العبيد والملح وكانوا يباعون في أسواق العبيد مثلا في القنادسة ببشار إضافة إلى أسواق أخرى، ذلك أن الناس كان عندهم ثراء ومكانة في المجتمع، تم شراؤهم ليكونوا خدما في البيوت أو في الحقول، أما في المغرب مثلا، الوظائف الثلاث المهمة للعبيد هي العمل في حقول قصب السكر، وبالنسبة للنساء يعملن طباخات في المملكة أو حراسا للملك، والوصول لوظيفة حراسة الملك يعني مرور ذلك الرق بالوظائف السابقة.
وأضافت المتحدثة أنه في الجزائر، لم تكن لهم نفس الوظائف، ذلك أنهم اختلطوا مع الحركات الإسلامية الصوفية، فكان هناك تصوف أكثر من اندماج في المجتمع الجزائري الذي عمل على بقائهم محافظين لها لذلك ربما لم تصلنا الكثير من المعلومات عنها، وبقي فيما بينهم وهذا ليس بسببهم بل بسبب الطريقة الصوفية التي انتهجوها مع الوقت، فالديوان في الجزائر وظيفته علاجية لها علاقة بالإسلام الإخواني وعلاقة بالحس الحركي المعروفة في الساحل مما يعني أن هناك بقايا لا يعني أنهم يمارسون النشاطات فقط بل هو مزيج بين كل ما ذكر سابقا ولكنهم حاولوا أن يكيّفوه مع الإسلام الإخواني المغاربي.   
وبخصوص تعارض بعض الطقوس مع الدين الإسلامي، يوضح المقدم حمو أن هناك تشويه للديوان، فالطقوس الإفريقية التي كانت تمارس في الديوان قبل الفتح الإسلامي بإفريقيا والمغرب الكبير، منها أكل لحم نيئ وشرب الدم، وهذه الشعائر تم نزعها تدريجيا مع دخول الإسلام، ولكن بقيت بعض من تلك الطقوس الإفريقية التي خيل إليهم أنها شافية، وقال "أنا ابن الديوان لا أستطيع أن أضرب نفسي وجلدي بغرض الشفاء حتى وإن كان ذلك شافيا فعلا، وذلك أني ارتكبت جريمة أوإثما في ذاتي".
وكشف المقدم حمو أن الكلام كثر عن الطقوس الروحانية رغم أن الديوان ليس وليد اليوم، وحتى نفصل في الأمر وهذه الروحانيات، لابد من الإشارة إلى أنها ثقافة شفهية وثقافة شِفاهية والثقافة الشِفاهية التي لا يجب أن لا ننبش فيها كثيرا لأن هناك طقوس تأتي عفوية يمكن أن تضر بالإنسان بتلك التلقائية، وقال "نحن شعب مسلم ونعرف أن فيه طقوس إسلامية فالإنسان لما يتخطى مثلا شيء ما يقول أصابني مس، فما بالك أن يرى طقوس الديوان ويرى الناس تضرب بالسكين سيقول إن هؤلاء مجانين، هذه الذات التي عادوها وسخروها لأمور لا تظهر".
وأضاف المتحدث "السؤال المطروح هل ندع الروحانيات تطغى علينا أم نستسلم للعفوية؟، وعند أهل الديوان يقولون لا ندعها عفوية لأنهم يؤمنون بها كما آمن السابقون، وسؤال آخر ما هو مصير الديوان؟ "بما أنها بدأت عفوية سندعها تكمل في عفويتها لذلك لا نكثر من الأسئلة في الديوان ونتركه لما يذهب شيوخه سيذهب الديوان معه، في ذلك الوقت أهل الديوان يقولون ماتوا وأخذوا أسراره معهم ولكن في الحقيقة الأسرار تذهب لما يتم الخلط فيها، وإن ماتوا شيوخه فذلك أجلهم قدره الله".
ويفيد المعلم حاكم أن هناك أبراج من الديوان فيه كلام الله والنبي وهناك أبراج هي حرام، وهي أبراج بعيدة في "الليلة" التي يقام بها الديوان، التي تبدأ من التاسعة مساء إلى الثالثة صباحا ما يعني أنه لا يتم الوصول إليها وحتى نصلهم لابد من انطلاق الليلة على السادسة مساء، مؤكدا أن هناك أبراج مخالفة للدين الإسلامي. وقال "من العيب أن أؤديه، يمكن أن أريه لمن يريد لكنه هو من يتحمل مسؤوليته وبالنسبة لي لا يمكنني أداؤه".

الحفاظ على إرث لا مادي

أكد المقدم حمو أن مسؤولية حماية الديوان هي عائلات أهل الديوان، مصرا على ضرورة حماية هذه الذاكرة الشفهية، وتابع يقول "لما لا نتكلم على هذه القصص التي تناولناها عن أجدادنا، وليس حقا ومن العيب، بل جريمة محو ذاكرة، علينا تناولهم ولو بالقليل والترحم عليهم ونذكر مآثرهم ولو كان كلامهم ليس جيدا لا يتم تنظيم مهرجان وطني خاص بالديوان".
وذكر أن الديوان إرث يحمله أبا عن جد، ولكنه لا يملكه بل هو ملك للجميع. واسترسل في حديثه "ما يجعلني أذكر في كل مرة جدي وأبي هو ذكر الارتباط بهدف حماية هذا الإرث، وأني لا أتحكم فيه وليس ملكي وأنا لا أريد أن يتحكم بي أحد، هو تراث وملك للجميع، يعني أنه من حقي الحفاظ عليه من خلال كتابة الكلام وكتابة الطقوس وكيفية ممارستها وكتابة الحدث وزمانه ونقله من الشيوخ دون تعدي ودون تحريف، فالتحريف يتم مع الوقت، هي ذاكرة جماعية للجزائر وليس إرث عائلي".
وأنه آن الأوان للتفكير في كيفية حماية الديوان فلابد من صون أصالته، والتحصن بثقافتنا الشفهية التي انطلقت بعفوية وتركها عفوية. وأضاف "في طقوس الديوان يعرجون إلى ما وراء الطبيعة وليس لهم علاقة بالجان، يرون أشياء لا يراها الآخرون عندما نشاهدهم يضربون أنفسهم بالسكين يعني ذلك أن هناك دافع لفعل تلك الطقوس، وأنا شخصيا لا أريد للديوان أن يصل إلى هذا، بل أريد حماية تراث الديوان التقليدي كتابة الكلام والأبراج وترجمتها وشرح الكلمات وأمنيتي ـ وقد شرعت فيه ـ هي ترتيب أبراج الصحابة، إن كانوا يبدؤون بأبراج الهاوسة أما أنا سأبدأ بالأبراج الدينية يعني لا يمكن أن أتكلم عن أبي بكر قبل الرسول محمد".   
ودعا المقدم حمو إلى كتابة كلام الديوان وترجمته، وتطرق بالمناسبة إلى تجربة بحثه التي يخوضها منذ ثلاث سنوات عنوانه "وقت آخر ..آخر العلامات" وهي مقاربة بين زمن كان الناس يحبون الديوان وبابا سالم والعبيد إلا أن فعل التراجع تقوم به العولمة الثقافية التي تريد محو هذه الذاكرة ولكن هيهات أن تمحى فيه ناس عانت وماتت وتعبت وفكرت في كلام تحس به، وإن ذهبت هذه الذاكرة هباء فذلك يعني أن هناك خلل، موضحا أنه للحفاظ على الذاكرة لابد من عاملين، الأول يتعلق بالموجود والثاني حماية التراث الشفهي.
واشترط مراعاة الجانب الديني حتى يكون البحث صحيحا، وحماية التراث ضروري فيه العديد من العوامل بحيث يجب الاستغناء عن الشعوذة، وعامل العولمة والطرف الثالث الذي لا يعترف بك لا كتراث شفهي ولا بالمكتوب هو يريد الفرجة فقط... هذه العوالم تجعل الإنسان يبحث للحفاظ على ذاكرته.
ويرى المعلم حاكم أن الكلام المؤدى بلهجات الهاوسة أوالبامبرا فيه اختلاف في معانيه، ودعا لشرح ذلك الكلام وفهم مفرداته، وضرب مثال "أن هناك العديد من الكلمات التي أحفظها وأغنيها ولكن لا أفهمها وحبذا لو يأتي أحدهم ليعطيني المعاني"، مشيرا إلى أنه كلما سمحت الفرصة وكلما التقى بـ«المعاليم" القدامى يسألهم ويستفسر منهم. وأضاف "حبذا لو يأتونا بشرح كلام الديوان ربما يكون ذلك الكلام غير لائق ونحن نردده دون فهمه".
وقال المعلم حاكم إنه من الممكن كتابة هذه الأبراج لكنه لم يفكر في ذلك، "كل شيء بقي في رأسي" على حد تعبيره، وتابع "في الحقيقة من الأحسن أن يكتب، فهناك من لا يسمع جيدا لبعض الكلام فينقله بالخطأ مثل "سيد اليوم" والأصح هي"زيد اليوم" أو "علي شاولا" والأصح "علي شاورة".
ونبه المتحدث إلى خطر اختفاء الديوان، ففي بشار بدأت الظاهرة والتظاهرة تتناقص، سابقا لا يمر أسبوع دون إقامة ديوان كل خميس أو جمعة، والآن يقام في شهر أو شهر ونصف، وهذا ما يؤدي به إلى نسيان بعض الأبراج، "لابد من الحفاظ عليه حتى يجده من سيأتي بعدنا. وغلاء العيشة ليس سببا وجيها للتراجع نحن قادرون على إقامة الفأل فقط دون أن يتم ذبح ثور".
ويبدو أن هذه العادة تريد الذهاب مع أهلها، الأولون ليسوا كالجيل الحالي، وأن السابقين كانوا محافظين ومتعاونين والآن تفشى الحسد، وثمن ما كان يقوم به الحاج دامو، إذ كان يقيم ديوانا حتى وإن لم تكن هناك أي دعوة في بيت ما ببشار ويستدعي أهل الديوان ببيته بهدف الحفاظ عليه، وهذا السلوك لم يعد مقام في الوقت الحالي.
من جهتها، أكدت الباحثة كاميليا بركاني أن الديوان في خطر خاصة إذا لم تكن هناك بحوثا أكاديمية، فمعظم الموسيقى العالمية منبعها التراث الشفهي، وعاملا الموت والنسيان يشكلان خطرا على اندثاره، لذلك لابد من المحافظة عليها وإلا فسوف يضيع تنوعها وثرائها مع سيل العولمة واختلاطها به.
وتخص الباحثة خطر العولمة ذلك أن حقيقة العولمة هي ثقافية وأخرى تتبنى مبدأ البقاء للأقوى سياسيا واقتصاديا، فالهويات الثقافية التي تكبر في بلدان لها وزن اقتصادي أو سياسي، على غرار الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا وخاصة بريطانيا وألمانيا، وأقل حدة في فرنسا التي بدأت تفقد شيئا فشيئا قوتها، كلها تحاول التموضع في العالم بفضل الهويات الموسيقية والثقافية.
والهوية أمر مكتسب بالفطرة وبناؤها يتم من خلال صونها، وعلى حسب قوة الهوية الثقافية إن كانت قوية فالحفاظ عليها يكون أسهل من أن تكون ضعيفة، وحتى يتم الحفاظ عليها خاصة في ظل العولمة، يجب أن تبنى بأسلوب بداغوجي وواعي، والبناء يتم مع الوقت. وحسب علم الاجتماع، فإنه يأتي من القاعدة ثم يتصاعد نحو الأعلى، ولا يمكن أن يأتي من الأعلى ومعنى من الأعلى من شخص لا يعرف الهوية الثقافية، لذلك فإنه سيدمرها.
إن هذه الهوية، تقول بركاني، "فينا نحن وعلينا أن نكون واعيين ولا بد أن نحافظ عليه، ومع مرور الوقت الهوية الثقافية تكون لديها مكانة في المجتمع ثم الوطن ثم على المستوى العالمي لاحقا، إذن ثنائية البناء والوعي متلازمتان بالضرورة".

النية باب الديوان

يرى المقدم حمو أن الديوان له جانبان، الروحي والفني المتمثلة في الحفلات والرقصات والجانب الروحي لابد من العودة إلى آلات الرقص وطقوسها وطبع وهيئة رقصاتهم لمن ينتمون وما هي الطرق حتى تنتمي إليها والطرق الممنوعة وكل هذه الجوانب تسير على كلمة واحدة، والديوان يسير على ثلاثة مقومات أساسية هي النوبة والنية والحرمة والنية أهم مقوم الذي يلج بنا إلى العالم الروحاني الذي لا نكتفي فقط بكلامه أو رقصاته أو الأشياء التي يفعلها أهل الديوان وإنما كذلك بالنية واحترام النفس.
وأشار إلى أنه "لا يمكن نسيان أن هذه الطقوس ليست حديثة النشأة، بل هي ضاربة في التاريخ، الناس تتداول على كلامها وكل واحد ورث عن جده الثالث على الأقل كلاما فيه نفس القصص ونفس الكلام ونفس الرقصات وهي تتبدل في الروحانيات فالشخص الذي أقام طقوسا سنوات الـ1800 ليس كالذي يقيمها في 2015، بقيت الصيغة والطريقة لكن المادة الخام تبقى تنقص في الروحيات".
وكانت سبع قبائل تمارس الديوان، بقي منها الهاوسة والبامبرا والفولان، والفولان هي ما يتداوله العرب والبامبرا والهاوسة لهجات إفريقية منتشرة في شمال مالي، والتي يتكلم بها في بعض الأبراج، وكلام الدين الإسلامي والصحابة موجود في أكثر من 120 برجا.
ومن غير المعقول أن نكون ننتمي لسيدنا بلال الصحابي، ولكن لا نتكلم به إلا في برج واحد نمدحه فيه، إضافة إلى أن روحانيات الهاوسة والبامبرا ليست سهلة، حيث نتكلم عن ملكاتهم وملوكهم التي يتم فيها تقديسهم.

من طقوس في البيوت إلى استعراض على المنصة

كشفت كاميليا بركاني أن الديوان انتقل من الجانب العلاجي في البيوت إلى الجانب الفني والجمالي الذي نجده على المنصة منذ تنظيم مهرجان يهتم بموسيقى الديوان في 2007.
وأشار المعلم حاكم إلى أن الديوان يتضمن آلات القمبري والقرقابو والبانغا الذي هو الطبل وهو ما يعني أن الديوان تقليدي وعندما تدخل عليها آلات القيتار والسانتي لا يصبح ديوانا بل هو مزج أو موسيقى عصرية، وهو يشجع ابن الديوان الذي يطبق هذه التقاليد، ومن يعمل المزج كذلك، ذلك أن الديوان الحقيقي ليس الذي يقام على المنصة، بل هو الذي يقام في البيت والطرح، بطقوس كثيرة لا يمكن تجسيدها على المنصة، وأن الديوان فيه الحرمة، مثلا في الطرح لا يمكن الدخول بالنعال وفي المنصة ندخل بها.
ويقول المقدم حمو إن هناك أمورا تتعلق بالديوان من غير الممكن أن تمارس فوق المنصة في مشهد استعراضي، ومكانها في البيوت فقط، مشيرا إلى أن المهم هو الحفاظ على المادة الخام للتراث وتمحي الذاكرة المسيئة لصفاء الديوان.