مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية

الدورة الـ33 تكرّم علالوش

الدورة الـ33 تكرّم علالوش
التشكيلي الجزائري عمار علالوش
  • القراءات: 631
نوال جاوت نوال جاوت

تكرم الدورة الثالثة والثلاثون لمهرجان المحرس الدوي للفنون التشكيلية المزمع انعقادها من 10 إلى 20 أوت الجاري، بتونس، التشكيلي الجزائري الذي وافته المنية مؤخرا عمار علالوش، الذي يعدّ أحد أهم الأسماء المختصة في الفن التشكيلي المعاصر.

عرف مشوار الفنان عمار علالوش، المولود بمدينة الميلية بولاية جيجل، مسيرة زاخرة حيث التحق بالدراسة التقنية ودرس بكل من قسنطينة وعنابة، واختار الالتحاق بالمدرسة العليا للهندسة والفنون الجميلة، كما درس وتربص بعدد من المعاهد الفنون الجميلة بأوروبا سواء الغربية أو الشرقية، وبدأ مشواره المهني في المصلحة التقنية للجسور والطرق بقسنطينة، قبل أن يتحول إلى مركز التكوين المهني ثم انتقل للتعليم بالجامعة سواء بمعاهد الفنون الجميلة أو بكلية الهندسة المعمارية والتعمير أو بكلية الإعلام والاتصال بقسنطينة، كما شغل منصب مدير غرفة الحرف بقسنطينة، وعمل كمسؤول بالقسم الفني بالمتحف المركزي للجيش سنوات الثمانينيات، وشغل منصب الرئيس الجهوي للاتحاد الوطني لفنون التشكيلية قبل أن ينتخب رئيسا للجمعية الوطنية للفنون التشكيلية، وساهم في تأسيس جمعية أصدقاء متحف سيرتا بقسنطينة، كما كان عضوا في عدد من الجمعيات الدولية المهتمة بهذا الفن.

وكان الفنان عمار علالوش، يركز في عمله على مواضيع بحد ذاتها، تميل إلى الهندسة المعمارية والفنون وكان يهتم بالبينة والشيء، الفنون والمهن، وكانت أعماله تتسم بالميل إلى الثقافة التقليدية المغاربية التي تتناول مواضيع الحداثة والبحث عن الهوية في ماضي الأجداد، كما اشتغل على مؤلف في هذا المجال بعنوان الفنون التشكيلية الجزائرية في مواجهة أصولها وتاريخها من الطاسيلي إلى اليوم، حيث تطرق إلى التأثير والتأثر، عن الخصوصية والعولمة، كما تناول المفاهيم الجديدة في مجال الفن للتقنيات والممارسات الحالية التي لها علاقة بالتكنولوجية وبالتفاعلية.

وناضل علالوش، من أجل مشروع مغاربي لخلق فضاء للحوار والتواصل بين الفنانين التشكيليين، حيث أكد خلال العديد من المحاضرات التي قدمها في السنوات الأخيرة، على ضرورة اكتشاف ما تزخر به البلدان المغاربية من مبدعين، والتعريف بثقافتها من خلال إقامة معارض مشتركة وبذلك خلق فضاءات للتواصل والنقاش والتبادل المعرفي الثقافي والاستثمار في العقل البشري، وكان يرى أن الفنون التشكيلية في المغرب العربي، لا تحظى بالاهتمام اللازم ويعاني فنانوها من التهميش.

وكان حلم علالوش، استرجاع أعماله الفنية التي بقيت في تونس، حيث انتقل الفنان في بداية تسعينيات القرن الماضي، إلى الجارة تونس، فأقام هناك وشارك في العديد من المعارض والمواعيد الفنية وأبدع في العديد من الأعمال الفنية، التي لم يستطع جلبها معه عند العودة إلى الجزائر، كما كان الفنان يسعى ضمن مشروع يهدف إلى جمع شمل الشباب المهتم بهذا الفن وتنظيم الفن التشكيلي الذي يعاني نوعا من الفوضى، حيث كان يرى أنه من الضروري تصفية هذا المجال من الدخلاء لإتاحة الفرصة للمبدعين فقط.

وتكرّم الدورة الـ 33 من مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية إلى جانب علالوش، الفنان الليبي عمران بشنة، ولن يقتصر المهرجان على الاحتفاء بفن الريشة والألوان والنحت... بل سيحتفي ببقية الفنون ضمن برمجة من العروض الثّقافيّة والفنّية الّتي تكرس الانفتاح على المحيط وتنشيط المدينة.

تتحوّل مدينة المحرس المبتسمة لبحر خجول في كل صباح إلى مرسم مفتوح في كل صيف وقد انتشرت في أركانها وفضاءاتها ورشات مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية. وتستقطب هذه الورشات مواهب كل الأجيال وهي التي تتوزع على ورشات للأطفال وورشات لليافعين وورشات الفنانين بالإضافة إلى ورشة الترميم وصيانة الأعمال الموجودة في «حديقة الفنون» على شاطئ مدينة المحرس .

ما بين ورشات الرسم والنحت والجداريات والصيانة والترميم... لا يغفل مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية الجانب الفكري والعلمي للفن التشكيلي، حيث أصبحت المنابر الفكرية ركنا ثابتا في فقراته ومحطاته، وستكون مداخلات منابر الدورة 33 للمهرجان بإمضاء كل من حمدي المالكي ويسرى زغدان وخليل قويعة ونزار تريشلي ونزار المؤخر وصادق الطويل وجيهان الخالدي.